أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ارتفاع ضحايا مجزرة بيروت ومصدر ينفي استهداف قيادي بحزب الله انتخاب الأميرة آية بنت فيصل رئيسة لاتحاد الكرة الطائرة (وكلاء السيارات) تعلق على القرار الجديد حول ضريبة المركبات الكهربائية رويترز: أوكرانيا خسرت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في كورسك الروسية وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده بحل دبلوماسي في لبنان أبو عبيدة: مقتل أسيرة في غزة والخطر يهدد حياة أخرى إيلون ماسك: أمريكا تتجه بسرعة كبيرة نحو الإفلاس الأردنيون يقيمون صلاة الاستسقاء اشتعال مركبة بخلدا وبطولة مواطن تحول دون وقوع كارثة قرار حكومي جديد حول ضريبة السيَّارات الكهربائيَّة أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانياهو المرصد العمالي: الحد الأدنى للأجور لا يغطي احتياجات أساسية للعاملين وأسرهم الديوان الملكي: الأردن يوظف إمكانياته لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ترمب يرشح الطبيبة الأردنية جانيت نشيوات لمنصب جراح عام الولايات المتحدة تفاصيل جريمة المفرق .. امرأة تشترك بقتل زوجها بعد أن فكّر بالزواج عليها الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية قريبا الإبادة تشتد على غزة وشمالها .. عشرات ومستشفى كمال عدوان تحت التدمير ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44.176 شهيدا الأردن .. تشكيلات إدارية بوزارة التربية - أسماء السعايدة: انتهاء استبدال العدادات التقليدية بالذكية نهاية 2025
التقسيم المذهبي والطائفي للشرق العربي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام التقسيم المذهبي والطائفي للشرق العربي

التقسيم المذهبي والطائفي للشرق العربي

14-05-2015 04:34 PM

في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين عمدت الدول الأوروبية ؛ وخاصة النافذة منها إلى إثارة النعرة القومية في الأمبرطوريات القائمة آنذاك ؛ فكانت المسألة الشرقية والتي جعلت من الدولة العثمانية تتخلى عن معظم أراضيها في أوروبا الشرقية، حيث استغلت القومية الصربية ، بالإضافة للدين، كما أثارت القومية الأرمينية أيضاً ، وقد نشطت في تعظيم ودعم الداعين للقومية العربية، ولما وقعت الحرب العالمية الأولى كانت الخطوط العريضة للتقسيم شبه جاهزة .


ونتيجة لتلك الحرب كانت الولايات العربية العثمانية تحت سيطرة الدول المحتلة الجديدة _ فرنسا وبريطانيا _ وبدلاً من جعل تلك المنطقة تحت ولاية وسيادة دولة واحدة _ كما كانت الوعود للشريف حسين _ فقد مزقت إلى دول عدة ، ومن المعلوم أنه عند إعلان الملك فيصل استقلال المملكة السورية العربية أنها كانت تضم جميع بلاد الشام، وكان الهدف من التقسيم مراعاة مصالح المستعمرين أولاً ، وقد قسّمت تلك الأراضي حسب مصلحته، وبما يضمن استقراره؛ ففصل لبنان عن سوريا ، وفصل جنوب بلاد الشام عن شمالها،.


ولعل ما يميز الشرق العربي أنه المهد لنشأة الديانات السماوية الثلاث _ اليهودية والمسيحية والإسلام _ ؛ والتي انتشرت في كافة أنحاء العالم ، فالشرق العربي قبلة المؤمنين من الديانات الثلاث، وعلى أراضيه أقدس المقدسات، ومن المعلوم أن عدد أتباع الديانات الثلاث ما يقارب 70% من سكان المعمورة، فالشرق العربي تهوي إليه أفئدة معظم سكان العالم .

وكما وإن لكل دين من الأديان الثلاث مذاهب عدة ؛ سواء كانت عقدية أو فقهية، وأحياناً تتقاطع المذاهب ، ولذا فإن أتباع الديانات ومذاهبهم المتعددة متواجدون في الشرق العربي، ولعل بلاد الشام خاصة هي التي حاضنة جميع تلك المذاهب، ولا يكاد مذهب من مذاهب أي ديانة إلا وله أتباع في بلاد الشام، ولذا فإنه يصعب فصل منطقة معينة لأتباع مذهب وديانة فقط ودون غيرهم.


ومع بداية القرن الحادي والعشرين وبعد مرور مائة عام على التقسيم السابق والذي كان يعتمد في جوهره الأول على القومية العربية؛ حيث فُصل العرب عن الترك والفرس، رغم توافق غالبية السكان في الدين والتاريخ المشترك والعادات والتقاليد ...الخ .

وفرضت بينهم الحدود، وعُمل على تشويه صورة كل طرف أمام الطرف الآخر، بل ورسمت الحدود داخل الشرق العربي، رغم أن المستعمر واحد_ فهنالك حدود بين لبنان وسوريا، وحدود بين العراق والأردن وفلسطين، ومصر_ وبدأ في تكوين هوية وصورة مغايرة لكل دولة.


هذا وقد بدأت تظهر دراسات جديدة ومتعددة في مراكز الأبحاث والدراسات الغربية _ والتي غالبها مرتبط بأجهزة المخابرات لتلك الدول _ وتقدم مقترحات لإعادة تقسيم المنطقة مرة أخرى، وخاصة بعد حرب الخليج الأولى والثانية وأحداث 11 سبتمبر ؛ ولكن باعتماد أسس جديدة. وقد اعتمدت أساس التقسيمات على ما عرف بالنسب أو الدم أي القبلية؛ ولكنهم وجدوا أن ذلك على ما يبدو لن يحقق الهدف؛ ولذا اعتمدت بعض الدراسات التقسيم على الأساس المذهبي للمنطقة، وهذا ما نشاهده من الصراعات الداخلية لدول الشرق العربي، وما ستتطور له الأحداث مستقبلاً.


إن وجود المذاهب الإسلامية العقدية والمذهبية في منطقة الشرق ليس وليد اللحظة ، بل إن المذاهب الإسلامية الثلاث _ السنة والشيعة والخوارج _ كانت منذ القرن الأول الهجري ، ومع القناعة أن تلك السبب والعامل الرئيس لنشأتها المذاهب هي السياسة والاختلاف على أحقية الإمامة ، إلا أنها تعايشت بشكل عام على مدى 14 قرناً من الزمان، كما وإن هنالك قناعة مستقرة في وجدان قادة وأتباع كل مذهب أنه لن يتم القضاء المطلق على أي مذاهب من تلك المذاهب.

وفي ضوء التقدم البحثي والتطور التشريعي بدأت بعض القوانين والتشريعات في العالم الإسلامي في وضع قوانين وأنظمة تشريعية مستمدة من الشريعة الإسلامية لا تقتصر على مذهب واحد، وما قانون الأحوال الشخصية الأردني إلا دليل على ذلك، والفتاوى بشأن الحج وأحكامه في المملكة العربية السعودية مثال أخر أيضاً ...الخ .


إن اندفاع القادة السياسيين في المنطقة _ سواء كانوا قادة رسميين أو شعبيين _ وراء العنف الطائفي والمذهبي، ومحاولة كل منهم استخدام الدين والمذهب لتكفير الآخر وإخراجه من الملة لن يزيد المنطقة إلا تشرذماً وضعفاً، وسيذهب بثروات المنطقة ومكتسباتها، ويدمر اقتصادها وبنيتها التحتية، بالإضافة لقتل الكثير من أبنائها وشبابها ، وتشريد الملايين من شعوبها في حروب لا منتصر ولا رابح فيها إلا أعداء الأمة المتربصين بها السوء.


وكما يطالب البعض بتقسيم الدول القائمة على أساس المذاهب الإسلامية ؛ ليعلموا أن هنالك أيضاً ديانات أخرى لها وجود على الأرض، ولها مذاهب دينية كذلك، ولذا فمن حقهم عندئذ المطالبة بدولهم المنفصلة لدياناتهم ومذاهبهم، وهكذا سيصبح الشرق العربي مقسماً إلى دول صغيرة، عاجزة داخلياً وخارجياً، ومتناحرة فيما بينها لمائة عام قادمة، ولن يكون الخاسر إلا الشعوب العربية دون غيرهم، ولا يخفى وجود دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية، والتي تعمل لانتزاع الاعتراف بيهودية الدولة.


إن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على القادة السياسيين لإبطال مخططات الأعداء لتقسيم المنطقة على الأساس المذهبي ، ثم تقع المسؤولية على علماء المذاهب الإسلامية كافة أيضاً، حيث يستخدمهم الساسة كأدوات لتنفيذ المآرب والخطط ؛ وذلك بالحط من قدر المذاهب الأخرى وتشويه صورتها، وانتقاد أتباعها، وتضخيم الخلاف الفرعي، وأخيراً بتكفير أتباعها، واستحلال دماءهم وأموالهم وأعراضهم. إن الخلافات في أساسها سياسية وليست عقدية أو مذهبية فقهية، والساسة يستخدمون بعض العلماء _ سواء علموا أم لم يعلموا _ كأدوات رخيصة لتنفيذ أجندات وبرامج سياسية داخلية وخارجية بثمن بخس، ولذا فمن المأمول من العلماء وهيئاتهم العلمية _ الجمعيات والروابط والهيئات والكليات والمجامع العلمية ...الخ _ تشكيل وفود من كافة المذاهب الإسلامية لمقابلة القادة السياسيين؛ للعمل على حقن الدماء، ونبذ العنف، ووقف الحروب الداخلية القائمة ، والعمل على ترميم آثار الفتن الداخلية، وعودة المهجرين واللاجئين لبيوتهم ومساكنهم، والسعي نحو نهضة عمرانية واقتصادية واعدة، وإن أخطر ما يواجهه الشرق العربي التقسيم على أسس طائفية ومذهبية، حيث ستهلك الحرث والنسل.


ولتكن هنالك قناعة راسخة أن المنتصر في تلك الفتن هو خاسر. ورحم الله المعتمد بن عباد والذي وضع قاعدة ذهبية في الموازنة (لأن أرعى الإبل عند العرب خير لي من أن أرعى خنازير الروم). وليعلم الجميع أنه ومع انتهاء المعمعة سوف يستغنى الغرب عنهم جميعاً؛ القادة والعلماء .

وليعلموا كذلك أن روسيا وإن اكتفت قبل وبعد الحرب العالمية الأولى بنصيبها في القوقاز، ورضيت بعد الحرب العالمية الثانية بأوروبا الشرقية، ولم تزاحم بريطانيا وفرنسا والغرب على الشرق العربي، إلا أنها الآن ترغب في حصة مقنعة في الشرق العربي، وخاصة على ضفاف المتوسط أو غيره.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع