أم يوسف تعد من أكثر نساء الأرض محبة للضحك وصاحبة نكتة غريبة عجيبة وبهذه الأيام قليلا ما نضحك فلنأخذ أم يوسف مثلا لنا لنضيف بعض الضحك لحياتنا المليئة والمثقلة بالهموم وهي سيدة رائعة ومسنة وتعيش في جمهورية سوريا العربية وأنتم جميعا تعرفون بأن أهل سوريا الكرام أصحاب ضحكة ونكته. وأجواء جميلة يتعايشون بها وبجو عائلي رائع يصنعون من ابسط الأشياء أروع الأشياء وهذه السيدة العظيمة التي لم التقي بها بعد ولكني استرقت بعض قصصها الجميلة والنهفات الجميلة من احد أقربائها المميزين الذي حدثني بما كانت تفعل لإشعال فتيل الضحكة الجميلة والمميزة إليكم أم يوسف الآن وبعض المقالب الجميلة ولو عرفها المخرجين السوريين والمنتجين لاستعانوا بها لعمل أجمل المقالب المميزة وعمل مسلسل جميل باسم مقلب أم يوسف ..... سيفرح الأستاذ دريد لحام لهذا البرنامج أكيد
وكانت تعيش بمنزل من من المنازل القديمة ونافورة ماء منتصف المنزل ونباتات زينة وقطة بيضاء وأسماك زينة تزين المكان يا الهي ما أجمله من منزل ومن أجواء دمشقية
ورائحة شجرة الليمون تملئ المكان وأنواع فاكهة لا توجد بكل مكان ودرج طويل للغرف العلوية ورائحة الفراش تشتهي النوم باكرا وبصحيان على أجمل (ركوة قهوة)
قامت السيدة أم يوسف بزيارة لأحد أقربائها بمدينة عمان –الأردن فكانت تدهشك ببعض أعمالها الخفيفة الظل مثلا. كلما كانت تذهب لزيارة بعض الأقارب كانت تستخدم (الصفارة)
بدل طرقها على الباب ومع منظرها ووجهها الضاحك لعجوز وبضحكة ملائكية من عجوز كانت جدا ذكية يتجمع عليها بعض الناس والأطفال مندهشين منها ومن (الصفارة) العجيبة التي تستخدمها لطرق الباب لأن أهل عمان الكرام لا يستخدمونها إلا لاستخدامات شرطي السير أو المباريات الرياضية فكانت تعرف من خلالها بدون السؤال من الطارق خلف الباب كانت تعرف وبصوت مرتفع من الكبير والصغير وبصرخة مرتفعة كالنشيد الوطني (أم يوسف حضرت) وفي يوم من الأيام طلبت مشوار بالسيارة لمشاهدة قصور وفلل وبيوت عمان الجميلة والمنازل القديمة لسماعها من بعض أقربائها بجمال عمان وبالتطور الرائع والسريع الذي حدث في عمان وبحكم عمرها وقيمتها العظيمة للعائلة الكريمة كانت تجلس بالمقعد الأمامي وتنظر بشغف ويسعدها كل ما تراه من منازل جميلة ومن نظام لطرقات معبدة وسيارات فخمة وغيرها من المناظر العظيمة لهذه المدينة العتيقة الجديدة بكل المفاهيم وبلحظة توقفت السيارة على بعض الإشارات الضوئية فنظرت لرجل بمتوسط العمر وقالت له بلهجتها السورية الخفيفة الظل (كيفك أبو محي الدين وشلون العيلة وليش بطلتوا تيجوا لعنا يؤصف حطباتك شو كبران وحليان)
فرد الرجل عليها وعلامة استفهام تعلوا وجهه أنت مين يا حجة ما عرفتك والله ذكريني مين أنت بتعرفيني أشي فردت عليه بابتسامة طفولية وبكل عفوية (ايه هلأ تعرفنا بحضرتك) فضحك الرجل وقال لها شكرا لإضحاكي يا حجة يا عظيمة ولولا فتحت الإشارة الضوئية كنت حابب أبوس ايدك والله قلتله واصلة منك الله يرضى عليك يا ماما سلم على امك وقلها ام (يوسف) بتسلم عليك فبقي متبسما لغاية ذهاب سيارته بعد وصولنا للمنزل قالت أم يوسف (بدي لعبكن لعبة حلوة) فقال الجميع موافقين بس شو هي اللعبة أجابت أم يوسف (عندكن بيض) باستغراب قالوا طبعا عنا بيض اعتقادا بأنها جائعة فكانت اللعبة غريبة عجيبة شروط اللعبة قذف البيض عن بعد على الصورة اللي موجودة على الحائط والذي يخطأ يعمل العشاء موافقين ووافقوا على الشرط العجيب خوفا من غضبها لكبر سنها تم قذف البيض من بعيد على الصورة وكانت تنبعث في كل مرة رائحة غير مرغوب بها في المنزل وحضروا بعدها وجبة العشاء اللذيذة وناموا ضاحكين متعبين من هذه اللعبة. وبعد صحيانهم كان للمنزل رائحة كريهة متبقية من بيض اللعبة العجيبة فنظرت أم يوسف خلف الصورة فكانت احدي البيضات المتكسرة فقالت لهم عملت هذه اللعبة لتنظيف المنزل يا جماعة بيد واحدة وحب المسعدة والمشاركة. لغرض في نفس أم يوسف فكانت محقة كان المنزل بحاجة إلى نظافة من بعض الروائح الغير مستحبة عداكم عن رائحة البيض فكانت هذه حيلة اخترعتها بدون إحراج أهل المنزل ويا لها من طريقة مهذبة للتعامل
بفصل رمضان دعت الجميع لتذوق (القطا يف ) الخاص بها ولطريقتها الفريدة بتحضيره بشهادة الجميع بأن طريقتها فريدة ولذيذة ليس لها مثيل بأيامنا هذه.وفي منزل عتيق ببحرة جميلة ونباتات أروع وعلى أنغام أصوات عصفور (الكنار) اللي عندها وبقية أسماك زينة في حوض زجاجي مميز. وطلبت منهم قبل دخولهم المنزل خلع أحذيتهم لغاية في نفسها وأقسمت لهم بأنهم لن ينسوا هذه الأكلة مدى حياتهم واستغرب الجميع من الجملة اللي حكتها أم يوسف اعتقادا منهم أنه يوجد (مفلب) جديد الحقيقة بأنهم وبشهادتهم لم يتذوقوا مثلها لا من قريب ولا من بعيد فهو أشهى قطايف بالعالم اللي بتعملوا (أم يوسف)بالتاريخ غابت شوي أم يوسف اعتقادا منهم بأنها تصلي صلاة العشاء ولم يكترثوا أو يعطوا للموضوع أي اهتمام فكانت هذه العجوز الماكرة الضاحكة أوفت بوعدها بأنهم لن ينسوا طعم القطايف هذه مدى الحياة بوضعها بقية(القطر) بأحذيتهم دون علمهم ولم تضغط عليهم عندما هموا ا للذهاب فكانت ضاحكة من بعيد لمنظر أول حفيد مغادر فأكل (المقلب) ولم يخبر أحدا حتى ما يأكل (المقلب لوحده وبالفعل الجميع التصقت أرجلهم بقطر أم يوسف بضحكة عفوية قال الجميع قطايف أم يوسف بالفعل ما بتنسوا .....
وكانت آخر أفلامها أنها كانت معزومة على أحدى الأفراح السورية الغير مختلطة وقبل ذهاب الجميع قامت العجوز الماكرة الضاحكة بإخفاء أحذيتهم وبخلطها يبعضها البعض وكان المنظر ضاحك جدا لا ينسى فأوجدت الضحكة والمزحة الخفيفة لأم يوسف صدى واسع بعد العرس والفرح الشديد وكان الهدف منه تلطيف الأجواء التي كانت مشحونة بين أهل العرو وأهل العريس.... وبعمل ضحكة جميلة غير منسية لهذا الفرح الذي لقب بعدها بفرح (المهمة المستحيلة للبحث عن الكنادر المختلطة)
يا لهذه المرأة العجيبة فكانت أينما وجدت توجد الضحكات المرتفعة لنكن اليوم مثل أم يوسف ضاحكين فرحين وننسى همومنا ونجلس مع العائلة ونحترم الكبير بالسن وأخذ رأيه بكل الأشياء الصغيرة والكبيرة لأنهم حقا يستحقون منا كل حب واحترام برغم أنه أم يوسف لم تعرف المدارس ولم تتعلم القراءة ولا الكتابة من أين جلبت كل هذه الضحكات الجميلة وخفة الدم لعجوز طاعنة في السن أطال الله بعمرها ولنكن دائما مثل (أم يوسف) ولنلغي الكشرة المرسومة على وجوهنا فكانت لأم يوسف الضاحكة حكمتين في هذه الدنيا وهي تحبهم
أولا (كما تدين تدان)
تعنى أم يوسف الكثير من المعاني بأن
(لا تضعوا آباءكم وأمهاتكم ببيوت المسنين حتى لا يعملوها أولادكم يوما بكم)والحكمة الثانية هي قصة قديمة ل(غاندي) الذي كان مسرعا للامساك بالقطار فانزلقت فردة حذاءه على الأرض بعد ركوبه القطار فقذف مسرعا بالفردة الثانية وبادراك حكيم.... لما سألناها للتأكد منها (لماذا يا حزرك يا فزرك) فقالت مسرعة لن يستفيد بفردة واحدة ولإفساح المجال لأي فقير آخر الاستفادة منها لأنه بحالة احتفاظه بواحدة لن يستفيد أحد ....ما رأيكم بحكمة هذه المرأة الغير متعلمة أيوجد بهذه الأيام مثيل لهذه العجوز. أعتقد تبقى القليل من أم يوسف
لنعمل على إيجاد أم يوسف بكل عائلة لتبقى البسمة على وجوهنا.
ولتبقى البركة ببيوتنا فالبيت الذي لا يوجد به كبير لا يوجد به تدبير.
والله ولي التوفيق.
هاشم برجاق