تعرفنا على ما أطلق عليه دورة حياة المنتج (من سلع و خدمات)، عندما درسنا التسويق، المكونة من خمس مراحل و هي: تطوير المنتج، طرح المنتج في السوق، نموه حيث يزيد الطلب عليه، نضوجه أي وصول المبيعات منه الى أقصى الحدود و من ثم هبوطه و موته أي خروجه من السوق – أفلام الصور الفوتوغرافية التي كنا نشتريها خير مثال على ذلك - ، و فهمنا مسألة تشبيه دورة حياة المنتج بدورة حياة الإنسان (من حمله، ولادته، نموه، نضوجه و وفاته).
كما مر معنا أن دورة حياة المنتج قد أصبحت تتميز بالقصر هذه الأيام بسبب التطوير المستمر، و التقدم التكنولوجي المتسارع مع سهولة الإتصالات و تبدّل و تغيّر أذواق المشترين و المستهلكين و غير ذلك من العوامل الأخرى التي تُسرّع في تقصير عمر الدورة المذكورة.
لقد إنسحب موضوع قصر دورة حياة المنتجات في الآونة الأخيرة على وظائف الناس (مهما كانت تلك الوظائف)، و أصبح موضوع فقدان المرء لوظيفته الجيدة بسرعة في وطننا أمرا محيرا و مقلقا على أكثر من صعيد، في ظل نقص التشريعات التي تعزز صمامات الأمن الوظيفي، و في ظل تواضع خبرات غالبية العاملين بسبب إجبارهم على أداء وظائف بسيطة لمدة طويلة، أي عدم إهتمام المؤسسات بمسألة إنتقال الموظف للعمل في الأقسام و الوظائف الأخرى المهمة داخل المؤسسة (شحنهم بالطاقة ! ) و إقتصار التدريب و الإبتعاث على فئة دون الأخرى و سيادة المحسوبية و التحيز، و في ظل توغل المحسوبية و تقلّص الوظائف بسبب إرتدادات الأزمة المالية العالمية.
ترى، ماذا عسانا أن نفعل، على المستوى الوطني، تجاه هذه الظاهرة الخطرة و المقلقة و التي تصيب أرزاق الناس في مقتل و تساعد في إهتراء جسم مؤسساتنا بحيث تصبح آيلة للسقوط و بسرعة، و كيف يمكننا التحوط من ذلك الوضع (فقدان الوظيفة بدون سابق إنذار و خسارة المؤسسات لكفاءات يصعب تعويضها) و الذي يتسبب في نهاية الأمر في تدني جودة منتجاتنا بشكل ملحوظ و زيادة معدل البطالة و الفقر و العزوف عن الزواج و عدم إمكانية إكمال أبناء المغادرين لوظائفهم لدراستهم الجامعية و الإرتباك أو التفكك الأسري و نشوء حالات من المعاناة النفسية بغير وجه حق لدى تارك الوظيفة و أهله و غير ذلك من نتائج وخيمة ؟ shafiqtdweik@yahoo.com