لقد كبر مقتا عند الله ما يأفك الغادرون , ويمكر الذين في قلوبهم مرض, فكم من جولة للباطل ارتقت صُعُدا وطفقت محلقةً , ثم دنت فتدلت وأدبرت كأن لم تغن بالأمس , ولم تهجس في النفس , وذلك ما نطقت به الدلائل وأومأت إليه المقدمات .
ولسنا – وأيم الله – نتمنى الشر أو نسعى إليه , ولكننا لا نحتمل العداء ولا نصبر عليه , ولعمري إن كل مرجف تدفق في باطله ومظى على غيه , فأنفق مما بين يديه , وأفاض مما فطر عليه , سيبلو من عاقبة امره ما يعض له بالنواجذ على الأنامل .
فهيهات ينكص الأردنيون الأحرار عن سبيل شدّوا له الحيازيم , وانجردوا فيه , أو يدركوا الغاية ويبلغوا الأمنية , وإن خاضوا لها غمرات المهالك , وحومة المنية , فليمت الغادرون الحاقدون في غيهم وحقدهم .
اللهم إن هذا البلد – بلد الهواشم – بلد الأحرار , ما زال يشدّ من أواصر العرب والمسلمين , ويعمل على إحكام عراهم , وإنه سيبقى بلد الصمود والتحدي ما دامت الدنيا , وسيبقى ينافح ويدافع عن حق الفلسطينيين حتى يعود الحق إلى نصابه وتطلع الشمس من مشرقها .
فشاهت وجوه المشاغبين وعنت وجوه الحاقدين , وتمرغت أوصالهم في الوحل والتراب , وألبسهم الجبار ثياب الذل والعار , ولعمري إنهم مذمومون مدحورون , مهما طالت الحقب والأزمان , لأن ثقتنا بالله , ( والله غالب على أمره ) وهيهات يفشل راجيه , أو يخيب داعيه , بينما ثقتكم أيها الغادرون الحاقدون المشاغبون بالمكر والفتنة والشيطان , وهيهات يفلح ساعيه .
وماذا لعمري أذكر وأبسط وأنشر , فلقد فضح الصبح فحمة الدجى , وبان الحق في وضح الضحى , فحصحص الحق , ولم يبق لنا غنى عن تبيانه , وكفاية عن إظهاره وإعلانه , وحسبك من الشر سماعه ومن النبأ مذاعه , فتلك شنشنة الحقد والغدر والمكر , وتلك حكة الحسد , وذلك جَرَبُ وجبخ اللؤم , وأي دليل أسطع , وبرهان أنصع , من توجيه صواريخ الغدر والجبن على الأبرياء والعزل , في بلد آمنِ مستقر .
ألا فليعلم البعيد والقريب , وليشهد الولي والخصم , ان الأردن- بلد الأحرار – صخرة صلبة منيعة تتحطم فوقها ما دونها , وإن الأردنيين لعصبة خير لن يقربها الشيطان ولن يخذلها الرحمن , وإنها متوجة بتاج العز والمهابة , وفوق رأسها ظلّ النبوة , الممثل بالقائد الأعظم والزعيم الأكبر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وريث الثورة العربية الكبرى .
حمى الله الأردن وعاش الملك .
الدكتور محمود سليم هياجنه
Hayaj64@gmail.com