لا شك ان لكل مهنة في الدنيا ادابا واخلاقا\" وكلما عظمت المهنة وتبوأت مهمات جسيمه في المجتمع عظم شأن اخلاقها وادابها وعندما تنزل هذه الاخلاق الى القاع والحضيض فهذا مؤذن بالانهيار والخراب , وانه من دواعي الحسرة والاسى ان نرى الاخلاق تغرب شمسها عن قلة قليلة كنا نظن انهم من اهلها ولكنهم نزلوا الى ارض التنافس المادي وجمع المال على حساب الفقراء والمساكين وعلى حساب اخلاقيات المهنه.
كان للتصريح الناري لمعالي وزير الصحه في مؤتمر ( الفاتوره العلاجيه للمريض العربي ) الذي نظمته جمعية المستشفيات الاردنيه والذي نشر على بعض المواقع الالكترونيه وما تضمنه من كلام غاية في الخطوره كونه يسيء للاردن ويشوه صوره وسمعة قطاع الطب في الاردن ويجعل الاردن بلد طارد للمرضى وخاصة من الدول العربية الشقيقه بدل ان يكون قطاع جاذب ويساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني ويصبح رافد رئيسي ومهم للدخل القومي وخاصة اننا بلد يعاني شح في الموارد الطبيعيه ونعتمد على غيرنا في معظم ما نحتاج اليه .
تصريح معاليه ركز على بعض التصرفات اللاخلاقية التي تصدر عن عدد قليل من اطبائنا الذين اصبحوا تجارا وليسوا اطباء فقدوا الحس الانساني والاخلاقي واعتبرو مهنة الطب تجارة يستطيعوا استغلال المواطن الاردني والضيف واصبح كل شيء بالنسبه لهم مباح في سبيل جمع الاموال متناسين ان مهنة الطب من اشرف المهن كونها مهنة انسانيه بحته قبل ان تكون مهنه لجمع الاموال واستغلال عباد الله ابشعى استغلال ومن منا من لم يسمع من قريب له او صديق او جار عن معاناته مع بعض الاطباء ضعاف النفوس واقول هنا بعض لان الغالبية العظمى لا زالوا متمسكين باخلاقيات المهنه وادابها مبتعدين عن اي استغلال بشع لاي مريض مهما كانت صفته.
فالمريض انسان عاجز يتعلق بقشة الشفاء وخاصة اذا كان يعاني من مرض خطير فتراه يصبر ويصبر على استغلال الطبيب له في سبيل شفاءه من مرضه والطبيب المادي يستغل نقطة الضعف تلك لدى المريض ويتوسع في استغلاله وافراغ جيوبه من النقود التي هي قد تكون كل تحويشة عمره بطلبات وفحوصات وتحاليل بعضها ضروري والاخرى زياده ناهيك عن وجود اتفاق ما بين هؤلاء الاطباء الجشعين وبعض المختبرات والصيدليات وايضا بعض المستشفيات الخاصة مقابل عموله مقبوله لهم في حالة نصح الطبيب للمريض بالتوجه لذاك المختبر بالتحديد او تلك الصيدلية .
ولا يقتصر الامر على بعض الاطباء الجشعين بل ان هناك بعض المستشفيات الخاصة التي يكون هدفها الوحيد استغلال المرضى بطريقه بشعه تخلو من الانسانيه ومن جميع اداب وشرف مهنة الطب واتحدث هنا خاصة مع المرضى الذين يأتون من الدول العربية الشقيقه حيث يبدأ مسلسل الاستغلال منذ دخوله ارض الوطن يبدأ من قبل سائق التكسي الذي يرى في الضيف العربي فرصة ذهبية لاستغلاله والضحك عليه على مبدأ ان هذه الفرصة ذهبية يجب استغلالها ابشع استغلال ثم مع الطبيب والممرض والمستشفى الخاص اذا هي عبارة عن حلقه متصله مع بعضها البعض كل له دوره ونصيبه من مال هذا المريض الذي يأتي الينا طلبا للاستشفاء وحبا في الاردن وكونه يتمتع بسمعه طبيه عاليه وعلى مستوى عالمي .
وهنا يجب على وزارة الصحه ان تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاساءه الى سمعة الاردن الطبيه وطيب اخلاق اهله وضيافته المعروفه للقاصي والداني ويجب ان لا نبقى نطبطب ونهادن ونتستر على هذه الفئه الضاله من ضعاف النفوس بل عليها واجب كشفهم للشعب وعلى جميع وسائل الاعلام وبالاسماء وان يتم تقديمهم للمحاكمه بتهمة الاساءه للوطن وان تصل العقوبه الى سحب رخصة مزاولة مهنة الطب منهم ليكونوا عبرة لغيرهم من ضعاف النفوس وكذلك يجب على نقابة الاطباء ان تقوم بالدور نفسه ضد هذه الفئه القليله ممن يسيئون الى مهنة الطب وايضا يسيئون الى بافي زملائهم الملتزمون باداب وشرف المهنه وما المانع من ذلك ما دام ان الهدف هو مصلحة الاردن وسمعته الطبيه وايضا مصلحة الغالبية العظمى من اطبائنا المحترمون .