أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
” ليست فوتوشوب “ .. عضلة في جسد محمد صلاح تثير ذهول المتابعين ارتفاع أسعار النفط عالميا الاثنين صناعة الأردن: شركات صناعية تستعد للاستثمار في إعادة تدوير النفايات الصفدي: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية الأردن يكتب فصلا جديدا بمكافحة العنف ضد المرأة مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك الأعيان والنواب يرفعان ردهما على خطاب العرش اليوم وزير الخارجية: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية نائب أردنية تسأل عن الشركة المصنعة لعدادات العقبة القسام توقع قوة إسرائيلية في كمين ببيت لاهيا النواب يناقش رده على خطاب العرش في جلسة مغلقة شهداء ومصابون بقصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوبي قطاع غزة بـ99 دولارا .. ترمب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا (كارت أحمر) مرتقب من ترامب للمتحولين جنسيا بالجيش الأمريكي العلوم والتكنولوجيا والألمانية الأردنية والحسين التقنية تطلق شراكات بحثية وأكاديمية تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL إطلاق منصة الابحاث والابتكار المائية. الخط الحديدي الحجازي الأردني يعلن إيقافا مؤقتا لرحلات القطار السياحية مذكرة تفاهم لتوليد 400 ألف طن سنويا من الأمونيا الخضراء إربد .. البندورة والزهرة بـ40 قرش في السوق المركزي
الصفحة الرئيسية آدم و حواء الزواج المتأخر: آباء تأكلهم الحسرة .. وأبناء...

الزواج المتأخر: آباء تأكلهم الحسرة .. وأبناء يضرسون بالوحدة

05-08-2010 11:16 PM

زاد الاردن الاخباري -

مجد جابر
 
عمان- ما يزال أسى الشاعر الحزين بدر شاكر السياب، ماثلا وهو يتحسر على امرأة أضاعها جراء انهماكه العميق بمشاغل الدنيا، فيقول " كيف أضعتك في زحمة أيامي"، وقد كانت حسرته متأخرة جدا، على غرار قرارات كثيرة نؤجلها، ثم نتحسر عليها لاحقا، ونتمنى لو تعود بنا الأيام إلى لحظة القرار تلك، لنتخذ القرار الصائب.

أحمد، نمط من الأشخاص الذين ينسحب عليهم هذا الوصف، فهو في كل مرة ينظر فيها إلى ابنته ذات العامين وهي تلعب وتلهو هنا وهناك، يسأل في أعماقه " هل سأعيش لأرى ابنتي تتخرج من الجامعة".

وأحمد الذي يبلغ من العمر 50 عاماً، تزوج في سن متأخرة، ويشعر بأنه جنى على ابنته بإنجابه إياها، كونه يحس بأنه لن يكون موجودا معها في أهم مراحل حياتها.

ويقول " وجدت شريكة حياتي في وقت متأخر، ولم أكن أفكر في يوم أن أنجب، لكن مشيئة الخالق كانت أقوى من رغبتي، والآن لدي طفلة تعتمد على رجل مسن في أمور حياتها، وهو أمر يرعبني ويؤرقني".

اختصاصي علم الاجتماع د.منير كرادشة، يرى أن المجتمع الأردني، ونتيجة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي طالته، اتجه أفراده نحو تأجيل اتخاذ قرار الزواج، وخصوصا للرجال، كونهم الطرف الذي تترتب عليه كل المسؤوليات، لافتاً إلى أن الصورة الذهنية عند الفتاة تتمثل في أن يكون زوجها القادم مؤهلا تأهيلا ماديا جيدا.

ويضيف أنه خلال الفترة الأخيرة، أصبح متوسط العمر للرجل المقدم على الزواج متأخرا جدا، وبالتالي فإن الأبوة المتأخرة ترتب تبعات، كأن يكون الرجل بعد عشرة أعوام، مثلا، غير قادر على العطاء للأبناء، لافتا إلى أن التقارب في السن مهم جدا بين الأب والأبناء، للحد من عملية صراع الأجيال، ولتكون الأفكار أكثر انسجاما.

ويستدرك كرادشة أنه في حال كان هناك تباعد في الأعمار بين الأب والابن، فإن ذلك يجعل الفجوة تتسع أكثر بينهما، فضلا عن عدم القدرة على التفاهم والحوار، وعجز الأب عن تفهم رغبات الابن، كما أن قدرة الأب المعنوية على العطاء تقل، بل إن احتمال الوفاة يكون أكبر، فقد يصل الابن الى سن 20 عاما في وقت يكون فيه الأب دخل مرحلة السبعينيات.

وفي المقابل، يرى كرادشة أن الزواج المتأخر للرجل ينطوي على نوع من الاستقرار المادي والنفسي، والثقافي، حيث يكون الرجل في مرحلة نضوج تنعكس على الاستقرار الزوجي، حتى فيما يتعلق بإدارة الصراع بين الأب وأبنائه.

وعلى النقيض من مشاعر أحمد، يعيش حسان حياته مع ابنه البالغ من العمر ثلاثة أعوام يوما بيوم، ويقول حسان البالغ من العمر 47 عاما " لست خائفا مما يخبئه القدر، فأنا أعيش لحظات جميلة مع ابني ولا أفكر في المستقبل".

ويضيف أن الإنسان يتكيف مع مجريات حياته بطريقة مذهلة، وهو متأكد من أن ابنه سيكون بخير حتى ولو فارق هو الحياة.

ويقول أيضا " لا يمكنني أن أفكر في المستقبل، لأنني أريد أن أعطي طفلي كل ما أملك من مشاعر، والتفكير في المستقبل سيجعلني أتوقف عن العطاء".

ويرى اختصاصي الطب النفسي د.جمال الخطيب أن الولد، على الأغلب، ينظر إلى أبيه، بوصفه القدوة والمثال في الحياة، ولذلك فإن الصورة التي يبدو عليها الوالد هي الصورة التي يتمثلها الشاب أو الفتاة في سلوكهما، وفي كثير من الأحيان يتوافق الاثنان في نوع السلوك.

ويستدرك أنه عندما يكون هناك فرق كبير في العمر، فعلى الأغلب لا يستشعر الابن بقوة أبيه وقدراته، بل كل ما يلحظه هو حالة أبيه الصحية والنفسية وشيخوخته، مبيناً أن ذلك قد يشكل نوعا من الأثر السلبي عليه، نظراً لاضطراب صورة القدوة لديه.

أما بالنسبة للأب، فيرى الخطيب أن الفرق في العمر وحبه لابنه قد يدفعانه إلى السلوك المتطرف في التربية، كالزيادة في دلاله، وإعطائه كل ما يريده، أو أن يكون صارماً متشددا، بحكم فارق السن والتجربة، وكلا الحالتين ستنتج عنها أجواء غير صحية.

" ظاهرة خطيرة جدا، وغير صحية على الإطلاق" برأي اختصاصية الإرشاد الأسري د.نجوى عارف، التي ترى أنه يجب أن يكون السن بين الآباء والأبناء معتدلا، حتى يستطيعوا تقبل بعضهم بعضا والتفاهم بينهم، مبينة أن الطفل، عندما يشعر أنه مختلف عن غيره من الأطفال، كون آبائهم أصغر سناً، فإن ذلك سيؤثر عليه.

وتضيف أنه من المفروض أن يكون هناك اعتدال، كون الآثار الناتجة لا تنسحب على الأباء، فقط، بل تطال الأبناء، أيضا، فـ"الأب نتيجة تقدمه في السن، نجده غير حازم في تربية الأبناء ومتساهلا جدا، إضافة إلى أن وجود الابن دائماً مع الناضجين يجعله غير متمتع بطفولته، وينشأ إنسانا مثل الأب، لذلك يفضل وجود إخوة له".

ومن الآثار السلبية التي قد تطال الأب، برأي عارف، أنه يصبح في حالة قلق وتفكير مستمرين حول مدى نجاحه في إمكانية تربية الابن والعيش والبقاء معه ومراقبته.

الغد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع