حسان الرواد
مديرية العود والربابة الزرقاء 2010, هذا أقل ما يمكن أن يقال عن ما يسمى بالزرقاء مدينة الثقافة الأردنية, التي اختزلت ثقافة الأردن وحضارته وإرثه الحضاري والديني في عود وربابة وفرق فنية مكررة في كل شيء, وخاصة في شهر رمضان المبارك.
ويبدو أن ثقافة الأردن وتراثه عند هؤلاء لا تتعدى العود والربابة التي تطغى على فعاليات شهر رمضان المبارك, الذي خلا من كل ما يمت للأردن وديانته الإسلامية, وأرضه المقدسة وموقعه الجغرافي وثقافة شعبه المستمدة من حضارته الإسلامية التي يعتز بها كل مواطن أردني, فلا محاضرات, ولا دعاة, ولا أساتذة التاريخ, لا شيء سوى الربابة والعود اللذان تكرر ذكرهما أكثر من 17 مرة خلال الشهر الفضيل إضافة للفرق الأخرى التي تعيد نفسها, الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن ثقافة من تتحدثون, وبلسان من تنطقون, وأي ملة أو دين تمثلون..؟!
إن الثقافة كما عرّفها بعضهم: (بأنها أسلوب الحياة إجمالاً؛ أي هي النظام الاجتماعي وما له من معتقدات وعادات . والتربية والتعليم هي واسطة من وسائط المحافظة على الثقافة وإيراثها من السَّلف إلى الخَلَف ، أي أن الثقافة هي ملك مشترك ).
ومن هنا نجد أن الثقافة هي نظام اجتماعي يتعلق بمعتقدات الشعوب وعاداتهم, وهي إرث متواصل غير منقطعة عن الماضي تراعي المدنية والتطور بكل تأكيد, كما أنها ملك مشترك للجميع ولا تقتصر على أفراد يفرضون ثقافتهم على مجتمع كامل, ضاربين بعرض الحائط مشاعر معظم الناس, كما أنها تعبر عن ماضي وحاضر المجتمع وأصالته التي لا تنقطع, وهي صورة عن رقي المجتمع أو انحطاطه, وهنا يكمن مربط الفرس؟
لذا ومن خلال ما تقدم فإن المتابع والمراقب لكل فعاليات اللجنة المشرفة على مدينة الثقافة في الزرقاء ومنذ البداية ولغاية الفعاليات المقررة في شهر رمضان المبارك, وبالتأكيد ما بعد هذا الشهر, يلاحظ بأن اللجنة قد أهملت جوانب كثيرة من حضارة الأردن وتاريخه وثقافة مواطنيه واختزلت أكثر فعالياتها والنشاطات التي نظمتها على مدار العام بالفرق الشعبية المكررة والمستنسخة, وإن أولت القصة والشعر جانب معين ولا ننكر ذلك. لكن وبالرغم من السلبيات والأخطاء وإغفال الثقافة الحقيقية للشعب الأردني المسلم خلال الأشهر الماضية وعدم الرضا عن جوانب كثيرة: من تنظيم وتسويق ومواعيد غير موفقة, إلا أن فعاليات شهر رمضان هي الأسوأ على الإطلاق, وما على القارئ الكريم سوى الإطلاع على هذا البرنامج ليلاحظ أن الربابة والعود هي شعار الشهر الفضيل عندهم.
ومن خلال هذا المنبر الإعلامي فإني أتوجه إلى عطوفة السيد محافظ الزرقاء الأكاديمي الفاضل بالتدخل لتعديل برنامج شهر رمضان, وما تبقى من العام الثقافي المخصص للزرقاء, من خلال توجيهاته الكريمة للجنة العليا بكل أعضائها بضرورة أن تعكس هذه الفعاليات تاريخ وثقافة وحضارة الأردن وشعبه, لا أن تختزل ثقافتنا في الربابة والعود.
rawwad2010@yahoo.com