حقآ لاأعلم كيف أبدأ كلماتي حزن شديد وجرح عميق وكلمات بالكاد تخرج من حنجرتي عندما تضرب أرضنا في العقبة وتراق دماؤنا هناك من قبل أشقاء كنا دومآ ومازلنا السباقون الى تقديم المعونة لهم كنا ومازلنا نشعر بألمهم ونبكي لدموعهم ونقف الى جوارهم ولا نتوانى برهة في تقديم يد العون والإخوة لهم فنتفاجأ بطعنة في جسدنا وتغدرنا في دارنا هذه الدار التي منها انطلقت قوافل الخير هذه الدار التي يسعى أبناؤها لنصرة اخوانهم هذه الدار التي مساجدها تدعوا لهم مع كل خطبة جمعة ومع كل صلاة لهم بالعزة والنصر هذه الدار الذي يقتطع الأردنيون من رواتبهم لنصرة أشقائهم هناك ماذا كان الرد؟ أن يراق دمآ أردنيآ بريئآ طاهرآ لرجلآ يعمل منذ الصباح الباكر ليسترزق من الله له ولأسرته فيفاجأ هذا المسكين بصاروخ اللئم والغدر يهدر دمه ويفقده أهله ويفتقده أهله , هذا الصاروخ الذي ترك أسرة هذا الرجل بلا معيل الى أن رعاهم وكفلهم قائد هذه البلاد وملك الإنسانية بكل أبوية حنونة وبكل شعور يسمو بالصفاء والنقاء.
لقد كان ومازال الأردن العظيم من أكثر الدول الإسلامية والعربية التي وقفت الى جانب اخواننا في فلسطين وضحت بخيرة شبابها ورجالها من أجل القضية الفلسطينية وفتحت أراضيها ومنازلها وجامعاتها ومدارسها من أجل اشقاؤنا هناك وقمنا بفضل الله بدعمهم بشتى الوسائل حتى أصبح العديد منهم من رموز الفكر والإقتصاد والمعرفة , فلم ولن نتردد لندعم اخواننا هناك فهذا واجب يفرضه علينا الدين والعروبة والإخوة , انني على ثقة من أن من رمانا بصواريخ الخيانة لايمثل فلسطين والفلسطينيين ولن يقاعسنا في الوقوف الى جانبهم دائمآ فأخلاقنا الأردنية الكبيرة ترفض أن تدخل في مهاترات الصغار وترفض أن يكون هناك من يريد أن يغير توجهنا الإنساني السامي اتجاه اخواننا المسلمين والعرب المتضررين لكن بالوقت ذاته لابد من أن نضرب بعصا من حديد كل عاق كان من يكون يحاول المساس بأمن الأردن ويحاول المساس بحرمة الدم الأردني الطاهر ويحاول المساس بوحدتنا الأخوية مع اشقاؤنا الفلسطينيين ولن نقبل باي حال من الأحوال أن ترتكب الحماقة على أراضنا الأردنية الغالية وسنقف كلنا نحن الأردنيون ابناء التراب الأردني كالسد العالي في وجه مليشيات الشوارع سنقف في وجه كل حاقد يسعى من أن ينال من أمننا واستقرارنا , فهذه ليست المرة الأولى التى ترمى العقبة بصواريخ الجبن والخيانة فسواء كانت الصواريخ بالقصد أو بدون قصد بمعيار تقني مدروس أو بخطأ حسابي فلن نرضى ذلك ولابد من نرد على من يستهدفنا بكل قوة وبكل عزيمة واقتدار تجعل المعتدي الغاشم يتقعقر في جحره مرتعدآ وخائفآ.
ويبقى الأردن كبيرآ بعطاءه وأخلاقه وكرمه وشهامته ويبقى كالأسد يهاب وهو صامت لكن أيها المرتزقة الخاسرون (وان بانت نواجذ الليث فلا تحسبن أن الليث يبتسم) فاحذروا غضبنا واحذروا غضب الحليم وسنبقى نحن دومآ المعطائون بفضل الله ونتمنى أن لايطبق المثل القائل (وان أكرمت اللئيم تمردا).
حمى الله الأردن العظيم والأردنيون الكرام , والله معنا...وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الإعلامي /
فادي ابراهيم الذهـبي