بقلم : م. سائد العظم
بداية أحمد الله تعالى أن هدا قادة الحركة الأسلامية في الأردن إلى القرار الرشيد بمقاطعة الإنتخابات النيابية واستجابتها لنداءات القواعد وعموم الناس المحبة لها واحترامها لهم مما يدل على اعتزاز الحركة بقواعدها واهتمامها برأي أغلب الناس وعدم تفردها بالقرارات المصيرية المهمة على عكس ما أشيع عنها .
فالحركة الأسلامية في الأردن أبت ألا أن تحترم شيبتها وهيبتها وأرثها المشرف في الأردن والذي يعلم الجميع مدى قوتها الشعبية وتغلغلها بين الناس واحترامهم لها ولرموزها وكان قرارها السليم الصائب بمقاطعة هذه الأنتخابات الشكلية والتي صورتها الحكومة بألفاظها وناطقيها بأنها ديمقراطية وهي حقيقة بعيدة كل البعد عن أبسط أنواع الديمقراطية !!!
ولأن الحركة الأسلامية في الأردن عودتنا أن لا تكون جزءا من الديكور الحكومي جاءت مقاطعتها ورفضت أن تلعب دور الكومبرس كما يريدها قانون الصوت الواحد المجزوء وكما يخطط لها !! وأبت إلا دور البطولة دائما ليس عنوة وبلطجة كما تفعل بعض التيارات التي تسمي نفسها وطنية وأنما لأن دور البطولة هو حق مكتسب وتراكمي للحركة الأسلامية يدل عليه إلتفاف الجماهير الغفيرة حولها وتعاطف جميع أطياف المجتمع معها والأمثلة على ذلك كثيرة يعرفها ويحفظها الخصوم قبل المؤيدون .
وبمقاطعة الحركة الأسلامية أصبحت الأنتخابات كمباراة لكرة القدم يلعب فيها الفريق الأساسي ضد لاعبي نفس الفريق من الأحتياط وبالتالي على رأي غوار الطوشة ليس لهذه المباراة نكهة ولا مازية !!! ومما يفوت على الحكومة فرصة ذهبية لتلميع نفسها أمام الرأي العام المحلي والعالمي بأنها حكومة ديمقراطية تسعى لازدهار الحياة السياسية في الأردن وأن لها القدرة على استيعاب المعارضة الأيجابية بدليل أن الحركة الأسلامية ستشارك في الأنتخابات كما روج سابقا !!!
ومن هذا المنبر أنصح الحكومة فيما تبقى من شهور على الأنتخابات أن توفر جهدها ووقتها وأن لا تجير بعض الأقلام المتكسبة في بعض الصحف والمواقع ووسائل الأعلام لجلد وانتقاد قرار المقاطعة وعدم تأليف روايات هزلية مضحكة ومكشوفة ضد الحركة الأسلامية كالروايات السابقة بأنها تمر بأزمة ثقة وتخبط !!! بدليل أن قرار المقاطعة فاز بأغلبية 90% من أعضاء مجلس الشورى وبمباركة من كل أطيافه !! فوالله الذي لا أله ألا هو بمقاطعة الحركة الأسلامية للأنتخابات النيابية لم تزدد ألا قوة واحتراما بين الناس .
وكذلك أنصح الحكومة إذا أحسنت النية أن تلتفت إلى الخلل الحقيقي في هذه الأنتخابات وعلى رأسها إبقاء قانون الصوت الواحد المجزوء أساسا للإقتراع وكذلك عدم تقديم أية ضمانات حقيقية تثبت نزاهة الأنتخابات حيث ما زال أمامها متسع من الوقت لإصلاح الخلل ، فالذي سلق قانون الأنتخابات الحالي وأوهم الشارع بأنه حصيلة مشاركة كافة أطيافه بقادر على أصلاح هذا الخلل وبمدة أقصر مما استهلك أعداده !!!
أما أخواني في الحركة الأسلامية فأنصحهم في الفترة المقبلة أن يزداد انتشارهم بين الناس وأن يوضحوا لهم أسباب المقاطعة وأن يشاركوهم في كل مناسباتهم وأن كانوا غير مقصرين في ذلك وأن يعملوا على زيادة حب الناس لهم والذي هو موجود أصلا وأن يحرصوا على توحيد كافة شرائح المجتمع الأردني ضد المخاطر التي تحاك ضده وضد أردن العز والإباء عل الفرج قريب بإذن الله ، والله ولي التوفيق .