زاد الاردن الاخباري -
شكا مزارعو دبين وسوف وساكب وبرما وثغرة عصفور وكفر خل في محافظة جرش، من مداهمة الخنازير البرية لمحاصيلهم وأشجارهم المثمرة في هذا الوقت الذي ينضجُ فيه الثمر.
وقال مزارعون إنَّ مداهمة الخنازير لمحاصيلهم تؤدي إلى خسارتهم الموسم الزراعي لهذا العام، كونها تقومُ بتخريب الزرع، والتهام الثمر وتفتيته ورميه على الأرض والعبث بالأغصان والورق.
وأوضَحَ المزارع مصطفى العودة أنه قام صباح أمس بحزم أمتعته برفقة أسرته لتقوم العائلة بجني ثمار العنب والخوخ والدراق والمشمش، بيدَ أنهم تفاجأوا بتلف المحصول بالكامل، مقدرة ثمنه بما يزيد عن 2000 دينار.
وأضاف المزارع مصطفى أنه يقوم باستمرار بمتابعة الزرع والعناية به، لعل ثمنه وأرباحه يُغطي جزءا من مصاريف العائلة المكونة من 13 فردا.
وبقيام الخنازير البرية بتدمير المحصول الكامل تخسر الأسرة تعب عام كامل في العناية بأشجارهم وثمرهم، كون ثمار العنب مفتتة ومرمية على الأرض، وتم تدمير المحصول بطريقة تؤكد أن الفاعل هو حيوان مفترس، كون الأرض تقع بالقرب من غابات دبين، وفقَ مصطفى.
وذَهَبَ المزارع أبو رامي إلى أنَّ الطريقة التي تدمِّرُ بها الخنازيرُ المحاصيلَ الزراعية تكون معروفة وواضحة، وتدمِّرُ محاصيلَ واسعة كونها أعدادا كبيرة، ولا تأتي إلا على شكل قطعان كبيرة.
ويعتبر أبو رامي أنَّ قربَ أراض واسعة من غابات دبين، يُدمِّرُ المحاصيلَ الزراعية، وخصوصا محصولي العنب في هذا الوقت من كل عام والزيتون بعد 3 أشهر تقريبا.
ويُطالبُ أبو رامي وزارة الزراعة بالقضاء على الخنازير بالطرق الصحيحة، كون المزارعين غير قادرين على المبيت في الغابات لانتظار قطيع من الخنازير واصطياده، كونها غابات موحشة، وفيها المئاتُ من الحيوانات المفترسة الأخرى. من جانبه، أكدَ رئيسُ قسم الحراج في مديرية زراعة جرش المهندس عاطف زريقات أنَّ الكثافة النباتية في معظم مناطق جرش تشكل بيئة جيدة لتكاثر الحيوانات المفترسة والأليفة ومنها الخنازير البرية، التي يتكاثرُ وجودها في منطقة دبين، والمناطق المجاورة لها.
ويقولُ زريقات إنَّ الخنازيرَ البرية تداهمُ موسمي العنب والزيتون في الأراضي الزراعية، خصوصا أنَّ الأراضي الزراعية الخصبة في المحافظة والأشجار المثمرة تنتشرُ بشكل كثيف في المناطق المجاورة لغابات دبين التي تزيد مساحتها عن 60 ألف دونم، منها 90 % مغطى بالكامل بالأشجار الحرجية، كساكب وسوف وبرما وكفر خل وثغرة عصفور وأراضي دبين نفسها.
وأوضح زريقات أنَّ نشاط قطعان الخنازير ليلية، ما يصعبُ معه عملية اصطيادها أو القضاء عليها، واختلاف أماكن تواجدها وكثرتها.
ولم تتخذ وزارة الزراعة أيَّ إجراء للقضاء على تلك الخنازير البرية التي تدمر المحاصيل الزراعية والمثمرة في جرش، وإنما اكتفت بالسماح للصيادين باصطيادها، وفق زريقات.
ويرى زريقات أنَّ الخنازيرَ لا تؤثر على الغطاء النباتي في غابات جرش، كونها قصيرة ولا تستطيعُ تسلقَ الأشجار، وإنما يقتصرُ تخريبها على الأشجار المثمرة والشجيرات الصغيرة ذات الثمار الناضجة.
في المقابل يؤكد عضو جمعية البيئة في جرش حسني العتوم أنَّ تواجد َالخنازير في الغابات، وخصوصا في غابات سياحية كدبين يؤدي إلى تشويه منظرها ويخربها ويدمر جمالية المنطقة، لا سيما وأنها تقوم بتقطيع الشجر والأوراق وتأكل كروم العنب والثمار المختلفة للمزارعين.
وأوضَحَ العتوم أنَّ الخنازيرَ البرية تتواجَدُ بشكل كثيف في جرش، ولها كهوف متعدِّدَة تتكاثرُ فيها، وتعيثُ فسادا في الأراضي والكروم.
وبيَّنَ العتوم أنَّ جمعية البيئة تقوم من خلال كوادرها وأعضائها بعقد ندوات وورش عمل لغاية محاربة الخنازير عن طريق صيدها والمحافظة على نظافة دبين وجمالية المنطقة وإصلاح ما تفسده الخنازير في المنطقة.
الغد