الفستان الأبيض غطى سريرها بالكامل ، إعلاناً منه هو الآخر أنه لم يعد لها متسعاً على هذا السرير
اخواتها البنات اجتمعن حولها يمازحنها ويتقاسمن تركة عزوبيتها بمرح : أنا بدي السشوار وأنا رح اخد بلوزتك الخضرا وانا رح احط سريري مكان سريرك
وبعد أن ثار الجدل دخلت امها الى الغرفة لتكتمل الحلقة وجلسن جميعاً ، تحدثن طويلاً ضحكن طويلاً وبكين كثيراً ثم قالت الأم: يلا يا بنات أختكوا بدها تنام وغادر الجميع الغرفة وبقيت فيها هي والفستان
القت بنفسها على السرير المجاور ولكنها لم تتمكن من النوم، كل ركن في هذه الغرفة ركن من العمر وكل زاوية فيها قطعة من قلب،
قالت لنفسها: على هذا الجدار الصقت صور فارس الاحلام وطبعت قبلة حمراء ويومها وبختني امي بشده، آه امي لن يكون وجهها اول شيء استقبل به نهاري كالعادة ولن يقلني ابي بسيارته العتيقة ليوبخني كلما وسخت المقعد بسندويشة الزعتر
وماذا عن دميتي؟؟ اعتقد انه من البلاهة ان اخذها معي ولكنني سأشتاق اليها وسأشتاق لكل شيء
رنين الهاتف قطع عليها ذلك كله: كان هو يطمئن عن حالها ويطمئنها بأن كل الترتيبات على ما يرام وانه يجلس مع بعض الأصدقاء في حفل توديع عزوبية صغير ، ودعته وانهت المكالمة الا ان الهاتف ظل في يدها فبالنسبة لها كان للحديث بقية:
يارفيقي غدا سأنضم اليك لنشكل عصابة لذيذة ولكن عليك أن تعلم انني خرجت من بيت أمطرني حباً حتى أسقيك
و تركت وجه أمي لأصبح أماً لأطفال من خير وفرح
وتركت حضن أبي لتصبح أنت أباً ملؤه الهيبة والكرامة
وتركت دميتي وإخوتي ورحلت اليك فلا تخذلني أيها الشريك والزوج والحبيب........