إن حرية التعبير والإعلام الالكتروني هي مسألة هامة ويجب أن نعي انه لا يمكن لأي
قانون في الوقت الحالي أن يمنعها ولكن يمكن أن ينظمها ، فقبل عهد الانترنت كان
بالإمكان التحكم بمنع أي كتاب أو أي صحيفة من التداول وسجن ومحاكمة من وجد معه كتاب
منع من النشر فاليوم لا جدوى من ذلك فزمن التعتيم وانتقاء الخبر وتمريره للمواطن
أصبح لا جدوى منه فالفضاء الالكتروني أصبح يتيح له الخبر مكتوب ومسموع ومشاهد فلا
حدود للجغرافيا وأصبح العالم قرية صغيرة .
إن تداول المعلومات الكترونيا أصبح
يتيح للمواطن مساحات واسعة للفكر والثقافة وأصبح المواطن يتفاعل مع الخبر ويقول ما
يريد ، نحن مع المواقع التي تنشر القيم والحوار وقبول الآخر وتتيح للجمهور التفاعل
مع الخبر دون إساءة أو تجريح لأحد فنحن لسنا مع من يسئ للوطن أو لمقدراته لذا يجب
أن تتمتع هذه الحريات الإعلامية دائما بإطار المسؤولية .
نحن لا ننكر أن
الفضاء الالكتروني مليء بالنفايات ومليء بالشتائم والأكاذيب وهذه ليست حرية إعلام و
تعبير وبالوقت نفسه هناك الفضاء النظيف الحقيقي المسؤول الصادق بنقل الخبر ويحترم
الآخر .
مسالة إخضاع المواقع الالكترونية لقانون المطبوعات والنشر مسألة
خلافية حيث انه لا يمكن السيطرة على تلك المواقع مع وجود وسائل وطرق تكنولوجيا
حديثه وفضاءات واسعة لعامة الجمهور فنحن لا نريد تقييد حرية الإعلام وحرية المواطن
في التعبير عن آرائه فقد أشار جلالة سيد البلاد بأنه يريد حرية إعلامية سقفها
السماء ولكن حرية إعلامية مسؤولة فلا مانع مثلا من حجب المواقع الالكترونية التي
تسيء للوطن وكذلك المواقع الإباحية والمخلة بالآداب .
فوضى المواقع الالكترونية
ومشاكلها هي عالمية وليست محلية فقط حيث لا يمكن لدولة بمفردها أن تضع قيودا على
مواطنيها لذا يجب أن يهتم المجتمع الدولي بأكمله لتنظيم أعمال تلك المواقع ووضع
قوانين تنظيمية وليست تقيديه.