بعد المماليك جاء العثمانيون ، والمماليك الذين سطروا صفحات العز والانتصار في البلاد الإسلامية وأهم معركة انتصروا فيها على الغرب هي معركة عين جالوت التي غيرت التاريخ الإسلامي بقيادة السلطان قطز والحاكم المملوكي الظاهر بيبرس .
وظهر من سلاطينهم سلاطين أفادوا الدولة الإسلامية ، غاب المماليك وحضر العثمانيون أو كما نسميهم اليوم الأتراك ، واستلموا الراية الإسلامية وبدؤوا فساداً في أوروبا وآسيا في الوقت الذي كانت فيه الصحوة المسيحية ، والتململ اليهودي ، والقارئ لكتب التاريخ والكتب الإبداعية في تلك الفترة والتي كتبها الكتاب الروس مثل دوستوفيسكي وغوغول وغوركي وليرمانتوف يجد أن الشعوب الأوربية كانت في حالة البحث عن إله أو تنظيم سياسي تلتجئ إليه بعد الثورات والفتن التي أصابت بلادهم ، في هذه الفترة الحرجة كان الأتراك الذين وحدهم يمثلون الدين الإسلامي عالمياً يتصرفون بعداء للجميع مما زاد من نفور الشعوب الأوربية منهم ، ولو كانوا قد فهموا الدين الإسلامي على حقيقته لاستطاعوا استمالة الكثير من الدول الأروبية ليس إلى الدين فقط.
بل إلى حكمهم أيضاً ، لكن الذي حصل هو العكس ، فقد كانوا مهرة في اكتساب كره الشعوب للدين الذي هم يمثلونه ، وحقيقة الأمر فإن أوروبا لم تحارب الأتراك ، بل كان حربها ضد الدين الذي يمثله الأتراك ، وخاصة بريطانيا وفرنسا ولم ينتبه القادة العرب إلى هذه المعادلة وقتها ، بل لم يكتب عنها المؤرخون العرب حين كتبوا عن حُكم الأتراك في بلادهم .
لم يكن الأتراك عالمياً سوى دولة إسلامية يجب القضاء عليها ، من هنا سارع أتاتورك حين أسس تركيا الحديثة بالابتعاد عن الدين وأعلنها دولة علمانية .
كان بإمكان الأتراك الذين حكموا باسم الدين الإسلامي أن يكونوا بأخلاق الدين ، لكنهم كانوا بأخلاق تركيا التي أنجبتهم فقتلوا الدين وعاشوا هم وحدهم دون دين .
اليوم نحن نحصد كراهية العالم لهذا الدين الذي مارس حكامه الأتراك أبشع صور الهمجية في أوروبا ، بل وفي العالم العربي ، ولم يسطروا في تاريخ الإسلام صفحة عز واحدة ، بل حرصوا على تشويه صورة الدين الإسلامي .
اليوم نحن مضطهدون في أوروبا وأمريكا لأننا أحفاد دولة الإسلام التركية ، والأتراك حلفاء للجميع لأنهم دولة مستقلة لا دخل للدين فيها .
هذه بعض الصور التي تختزنها ذاكرتي ، وقد أكون مخطئاً فأين الصواب إذن ؟