في البداية استعنت على اختيار العنوان من جملة للرائع نزار قباني.
في الآونة الأخيرة أصبحت أفراحنا وأحزاننا وطريقة تعبيرنا عنها للأسف غير حضارية عند شريحة معينة من الناس بالصدفة قررت شراء خبز شراك من بعض المخابز القديمة والرائعة لاشتياقي لطعم قريبا سنشتاق إليه والله أعلم.
وبعد شرائي بعض الأغراض التموينية وبطريقي للبيت كالعادة قررت الذهاب من طريق فرعية لتحاشي الأزمة المرورية وعند الدخول لدخلة فرعية مظلمة نوعا ما .... وجدت نفسي بأزمة مرورية خانقة
ولم أعرف السبب الصحيح لهذه الأزمة وفجأة مجموعة سيارات تغلق المكان وكنت أعتقد بأنه يوجد زائر من الوزن الثقيل لهذه المنطقة الشبه شعبية.......
وأبواب تفتح لسيارات فخمة واعتقدت وقتها بأني سأتعرض لمسائلات قانونية عن مروري بهذه المنطقة
وشبه الأفلام والمطاردات الأمريكية تفتح أبواب السيارات لشباب يلبسون الأسود بالكامل
ورئيس العصابة عفوا رئيس المجموعة الإرهابية يشهر مسدسه(النيجل) اللامع وصار بدي قراءة الفاتحة على روحي مع اني كنت حاب أوصل الخبز للبيت.الله وكيلكم
منظر الشاب ولباسه الأسود قد أفزعني فقلت بنفسي (عبدة الشيطان) وصلوا عمان الله المستعان
وبدأ إطلاق النار بالجو وبطريقة عشوائية قلنا متنا واللي كان كان.
وبعد عدة دقائق خرجت نساء من المنزل يطلقون الزغاريد وقلت بنفسي الحمد لله نفدنا من الموت
والله يسامحهم كانت كل الشغلة الفرح الشديد لتخرج ابنهم رقم 7 اخر العنقود من الثانوية العامة.
بمعدل الله بعلم فوق الخمسون بنقطة صغيرة.
حجم الإزعاج كان فوق الخيال والألعاب النارية جعلت من(زوامير الألارم) سيمفونية ضربات القدر ل(بيتهوفن) وكان الخطر على الأطفال الذين استفاقوا على صوت الانفجار الغير مبرر لتلك الساعة المتأخرة ليلا.
ألان أصبحت أكثر اتزانا بعد ما وصلت الشغلة الزغاريد فقلت الحمد لله وألف مبروك وخوفي يكسروا السيارة فوق راسي لو لا سمح الله قمت بإطلاق زامور عفوي أو ما شابه ليفكروا الموضوع استفزازي
مش مشاركة عفوية وبصراحة أكثر ما كانت هيك النية.
وصلت البيت وجهي مثل الليمونة وما في أسئلة كانت عيوني أفصح من لساني والله بحبني ما صابتني حالة (تبول لا ارادي) لا سمح الله لأنه الموضوع بغاية الجد مفزع وكان سؤالي هل الفرح والنجاح لا يكتمل بدون إطلاق النار أو ألعاب نارية وكأنها الحرب العالمية الثالثة قامت وهل هذه الطقوس إسلامية أو موجودة بالكتب السماوية فمثل هذه الطقوس لا توجد حتى عند قوم (شكازولوا) ولا (بوذا) أو (عبدة الشيطان ولا حتى أيام الجاهلية) إلى متى سنبقى هكذا.دعونا لا نحول أفراحنا إلى أحزان .
الأجدر بهذه النقود التي تحترق أمامنا. التبرع بها للفقراء وهم كثر هذه الأيام أو بإطعام أطفال الجمعيات الخيرية أو بهدايا لكبار السن في بيوت العجزة.
والله المستعان
هاشم برجاق