بقلم د. احمد عويدي العبادي
الصحافة الالكترونية أصبحت ضرورة ملحة من ضرورات وحاجات العصر, وكلما ازدادت وتنوعت دل ذلك على تطور المجتمع وتحضره. ولا شك أن المواقع الالكترونية الأردنية هي جهود شخصية للشباب الذين امنوا بالأردن وشعبه وأرادوا رفده بالحرية واطلاع الشعب على مجريات الأمور بكل شفافية بغض النظر عن رضا أو غضب هذه الجهة أو تلك
المواقع الالكترونية هم حملة لواء الحرية والديمقراطية وفتحوا أبوابهم لجميع الآراء من المعارضة والموالاة , من الخبر والتعليق والمداخلات إلى البحوث والتعليقات والتحليلات السياسية , لأنهم أبناء الوطن وهذه مواقع للوطن , ولأنهم في خدمة الشعب الأردني بنقل الحقيقة إليه , ونقل صورة الوطن إلى الخارج .
واستطاعت المواقع الالكترونية أن تنجح في ان تصبح من زاد المواطن الأردني اليومي , وفي فرض ثقافة قراءة المواقع التي لا تنتظر كالصحف الورقية إلى صبيحة اليوم التالي لنقل الخبر إلى الناس , وصار السبق الصحفي للمواقع يحسب بالدقائق وليس بالأيام , واستطاع شباب المواقع أن يعملوا بجهود حثيثة مشكورة جدا لملاحقة الخبر واطلاع الناس عليه , وبكل شجاعة احترمهم عليها
وحيث أننا مقبلون على الانتخابات النيابية والتي تطالب المواقع تعبيرا عن رأي الشعب بان تكون انتخابات شفافة وحرة ونزيهة فان الحكومة لا تريد ذلك , من هنا صبت جام غضبها على المواقع الالكترونية وأصحابها
فلولا المواقع الالكترونية لما استطاع معارض مثلي أن ينقل للشعب الأردني كلمة واحدة ولبقينا على استخدام المواقع الالكترونية الخارجية , ولبقي مثلي طي النسيان ينتظر النشر في الخارج أو يسلم نفسه لليأس .
إنني أقف مع المواقع في معركتهم من اجل البقاء ومن اجل نقل الحقيقة للشعب , ومن اجل انتخابات شفافة , ومن اجل توعية الشعب الأردني بمخاطر الإجراءات الحكومية للمرحلة القادمة , وإذا كانت الحكومة تؤمن بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص كما تعلن قولا , فنريد ذلك عملا , ولو كانت كذلك فلماذا تريد لجم المواقع الالكترونية .
وهنا اذكر الحكومة هنا أن شاعرا زمن الجاهلية كان يرفع قبيلة أو يحط من قدرها بقصيدة أو بيت , والحكومة ستدرك بعد فوات الأوان أن المواقع الكترونية اقوي من ذلك الشاعر , وأنها أصعب واعصي على الهضم والقضم من طعام الكافيار أو تدخين السيجار , وأنها ستبقى لأنها حاملة لواء الإصلاح السياسي الذي يبدأ بالتوعية ونقل الحقيقة والذي ينشده الشعب كله
نصيحتي للحكومة أن تعرض طواعية عن محاربة المواقع, وان تعيد المياه إلى مجاريها طواعية ولا داعي أن يتعلم الموظفون عمليات الاختراق الالكتروني للوصول إلى المواقع ويعرفون حيثيات المعركة بين الحكومة والمواقع, وإنما أن تبقى مفتوحة بالرضا والإنسانية , وان تكرس الجهود لخدمة الوطن لا لهدم صرح وطني صار طودا شامخا وهو المواقع الالكترونية , وان المجزرة التي ترتكبها الحكومة لن تؤدي إلا إلى إراقة ماء وجه الحكومة
إن كل محب للحرية والديمقراطية / وأنا احدهم / نقف مع المواقع في صراعهم من اجل البقاء والبناء ونتمنى انتصارهم في هذه المعركة