لا تستغربوا ، انا اتخيل حياتنا وقد تخلصنا تماما من الاغبياء ، تخيلوا كم ستكون الحياة فيها أسهل وأجمل...تخيلوا نتائج ثانوية عامه بدون إطلاق عيارات نارية أووفيات ، تخيلوا أننا لن نقرأ خبراً عن ستيني قتلته رصاصة طائشة على سطح بيته ، تخيلوا شوارعنا بدون حوادث ناتجه عن "التخميس" أو أن لا حوادث دهس أسفل جسور المشاة ، وأنّ سمائنا لا يعكرها نهارا ولا ليلا صوت مفرقعات.
تخيلوا أن مواكب الأعراس والخريجين لن تعطل السير في الطرقات وأن صوت الزامور لن يسمع عند تغير لون الاشارة الضوئية ولا عند مرور فتاة..!!!
تخيلوا شعارا بحجم" نحو كون خالي من الاغبياء والمصرّين على التخلف العقلي"، تخيلوا اننا بتنا نملك الجرأة لنبلغ الجار الذي أغلق الشارع ان عمله مشين وأن الحمار الذي ينهق عنده على اساس أنه مطرب جعل أذاننا في خواصرنا، تخيلوا أنكم تملكون الجرأة لتقولوا له "قرّفتنا وطي صوت الزفت" لأن هذا ليس غناء وانما نهيق ونحن لا نفهم لغة الحمير.
ماذا لو صحونا غدا وإذا الشوارع بدون علب ملقاة هنا وهناك وأن أكياس القمامة موضوعة في الحاوية وليس جنبها ،لا أعرف ما المعقد في هذا الأمر...ولكنها شريعة الأغبياء، تخيلوا ان التدخين فعلا بات ممنوع وانك تستطيع ان تخبر الكنترول انك منزعج من رائحة سيجارته المؤذية ، تخيلوا ان القوانين التي توضع تُحترم وليست موضوعة لتخترق وللأسف من قبل من وضعوها.
ماذا لوذهبنا لوسط البلد و وجدنا رصيفا فعلا للمشاة وليس لبسطات الخضار والباعة المعتدون، وشارع بدون إصطفاف مزدوج...هي مئات الآلاف من السلبيات التي نحن مضطرون للتعايش معها والسبب بسيط جدا هو اننا محكومون لشريعة بعض الأغبياء.
المؤلم في الأمر ان أيّا منهم لن يقرأ هذا المقال...وكثيرا اتسائل لمن أكتب؟ عندما يكون المستهدف من المقال لا يكترث أو "ما بفهم".
قصي عبد الرحيم النسور