بقلم محمد ربابعه
نعلم جميعا أن شهر رمضان هو شهر العبادة والتقرب إلى الله والتعامل مع العباد على أكمل وجه وبالصورة التي يرضاها الخالق عز وجل ولكن ما من شك ونحن نعيش في زمن التطور والتقدم في عصر الإعلام والتكنولوجيا ودخول التلفاز والستلايت إلى كل بيت, أن يلجا التلفزيون الأردني كغيره من التلفزيونات في الدول العربية لبث برامج مختلفة من المفترض أن يراعى فيها ذوق المشاهد وما يحب أن يرى ويشاهد ففي السابق كان يحرص التلفزيون على تلبيه رغبه المواطن في هذا الموضوع وخاصة أن هذه البرامج تدخل بيوتنا بدون استئذان أو موافقة منا.
كانت البرامج التلفزيونية في السابق تتناسب مع شهر رمضان الفضيل وتتنوع من مسلسلات دينيه مثل مسلسل (محمد رسول الله)ا و تاريخيه مثل مسلسل (شجره الدر ) أو برامج ثقافيه أو حتى مسلسلات كوميديه مثل مسلسل (صح النوم)للمثل السوري دريد لحام (غوار) والممثل نهاد قلعي وكلها لا يوجد فيها ما يستفز مشاعر المواطنين, من لباس لا يناسب هذا الشهر الفضيل, كما هو عليه الحال في مسلسلات وبرامج التلفزيون التي تعرض في شهر رمضان ومثال على ذلك برنامج (رمضان معنا أحلى )الذي يبثه التلفزيون الأردني عند وقت الإفطار.
ومع الأسف الشديد لم نتعود في الماضي أن نشاهد برامج ما يميزها هو تنوع في اللباس اقرب ما يكون لعرض الأزياء أو كلام مثير لا يتناسب مع حرمه شهر رمضان ثم أن البرنامج لا يوجد فيه أي نوع من اختبار الذكاء أو الثقافة التي نحكم من خلالها على الفائز من إجابته للسؤال بان لديه ثقافة واسعة أو علم يحسد عليه فعندما يكون السؤال (ما هي عاصمة سوريا)أو ما هي (عاصمة البحرين )أو أين تقع( مدينه جرش) اسئله لا تحتاج للتفكير للاجابه عليها ولكن استطيع القول أن هذا البرنامج هو ابتزاز للمواطنين وتفريغ لجيوبهم لان بساطه المواطن يعتقد أن الاجابه جاهزة لديه ولا يوجد سوى إجراء الاتصال مع البرنامج عندها سيفوز بالجائزة لا بل بجوائز كثيرة تقدر بآلاف الدنانير والحقيقة أن الاتصال له شروط حتى يتم ولا يستطيع احد أن يفوز به إلا بعد استنزاف أمواله أو ممن يقع عليهم دائرة الحظ وفي كلا الحالتين فان أداره البرنامج هي الفائزة وان التلفزيون الأردني هو الذي يرعى هذا الفوز وان المواطن هو الخسران دائما.
نتمنى على التلفزيون الأردني إيقاف هذا البرنامج والتوقف عن اللعب بمشاعر المشاهدين ودغدغه عواطفهم بعد أن اتضح أن هذا البرنامج هو بمثابة ضحك على الذقون واستمراره يعني استمرار في تفريغ لجيوب المواطنين ولا يختلف هذا عن رسائل النصب والاحتيال التي تفرض علينا من شركات الهاتف النقال وفي الصورتين النتيجة واحده وهي أن الضحية هو المواطن .
وإذا أراد ت أداره التلفزيون إرضاء المشاهد فما عليه سوى اختيار نسخه من برامج التلفزيون في شهر رمضان التي كانت تعرض في السبعينات أو الثمانينات من القرن الماضي ويعرضها على التلفزيون في شهر رمضان القادم أفضل بكثير مما نشاهده في هذه الأيام من مسلسلات وبرامج لا معنى لها سوى تعكير مزاج المشاهد.