الإحباط من اخطر المشاكل التي يتعرض لها الإنسان بصورة مستمرة لما له من تأثير سلبي على سلوكياتنا , حيث يتعرض الشخص لضغوط إجتماعية او نفسية لا يستطيع مواجهتها تؤدي به الى التوتر والاستسلام والشعور بالعجز .
لماذا اختفت الإبتسامة والضحكة والنكته والروح من حياة الأردنيين , ولماذا هذا الوجه الحزين الكئيب المقفر على كل وجه في بيوتنا وأعمالنا ومركباتنا وحياتنا بشكل عام سواء كان في المدينة ... والقرية ... والمدرسة ... وفي الجامعة واينما كنت ترى وجوهنا عابسة مقطبة الجبين .
وسؤال الذي يطرح نفسه ما هو سر الاحباط عند الأردنيين وهل صحيح ان نسبة الاحباط تتعدى 90 % وهل هي اسباب الغلاء , التضخم , البطالة , التلوث , السكن , العلاج , عدم المقدرة على الزواج , العنوسة , الفساد , المحسوبية , الرواتب, وهل هي اسباب حقيقية تدخل في معادلة الاحباط وماذا تفعل بالانسان, واذا كانت حقيقية فهي مشكلة خطيرة تزيد من هموم المواطن وتخلق عنده مشاكل جديدة تتطور مع الزمن مثل الانفجار العدواني والقلق , اكتئاب , حالات لامبالاة , عدم انتماء , وترى الشعب مخنوق وقرفان ومنهم مرضى نفسيين وعدم تفريغ الطاقة المكبوته بداخله تكون مصيبة كبرى من الممكن أن توصله الى سكته قلبيه او جلطة وسكري وحياته تكون معرضة للخطر في أي لحظة .
وبالعودة الى الإحباط نجده بأنه يدل على انك بحاجة الى ان تتأخر خطوة للوراء , حيث كثير من الناس تشغلهم الأحداث الجزئية والجانبية عن الهدف الكلي والغاية الكبرى التي يسعى اليها , وكذلك العقبات تعطي فرصة رائعة للعصف الذهني وهي دراسة لجميع الحلول والخيارات الممكنة مباشرة والتفكير بها جديا , ومن حيث المبدأ الإحباط علامة بأنك بحاجة للراحة وأعطي لنفسك هذه الفرصة لتغير الأجواء وترجع بنشاط اكثر وتكون مهيأنفسيا لإيجاد الحل.
وبرأيي الشخصي المتواضع سياسة الدولة المتمثلة بالحكومات السابقة والحالية واللاحقة هي المسبب الحقيقي لكل هذه الأزمات والإحباطات , حيث لم تراعي يوما الحالة الاقتصادية والاجتماعية لشعبنا الذي يحب وطنه ويضحي من أجله والحكومات تضحي به , وهمها الوحيد كيف تحصل على دخل لتغطية الميزانية , وترفيه معالي وعطوفة وسعادة وغيرهم , ناهيك عن الفساد المستشري في المجتمع , ولا نسمع إلا ضرائب جديدة وذكرونا بالأتراك عندما حكمونا حيث عندما تقل أموالهم كان الحل ضريبة وكانت أنواع وحكومتنا والحمد الله تبرر وتقنع المواطن بالضريبة حتى وصلت الأمور إلى حيز البرستيج الأعلى حيث تبعث لنا رسائل شكر , وهي تقدر قيمتنا مجازياً . بدل أن تعمل تنمية اقتصادية حقيقية وحقيقة ما في داعي لذلك ما دمنا موجودين وندفع ضريبة حبنا لوطننا
وإذا نظرنا حقيقة للإحباط نجده فرصة طيبه للنجاح حيث اذا نظرت الى الإحباطات التي تواجهها كفرص وخبرات اكتسبتها , فأنك ستواصل مصيرك وتتغلب على العقبات والمشاكل التي تواجهك , فليس هناك فشل مطلق نهائيا في الحياة , واذا علمت ان بقاء الحال من المحال فيما تعيشه من لحظات إحباط فهي لا تدوم وكلما إزداد الكرب والضيق قرب الفرج كما قال تعالى. حَتَّى إِذَا (اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ \". والله أعلم وأحكم، وصلى الله على نبيه الكريم) .
لذا علينا بالتهدئه الذاتية وتفريغ المشاكل اول بأول ولو لصديق والبكاء ما أمكن حتى الراحة والخروج للأماكن المختلفة وتبسيط الضغوط النفسية وممارسة الرياضة والتفكير بإسعاد الأخرين حيث مردوده عكسي والاهتمام بالغذاء الجيد لكي يستطيع الانسان ان يفكر
بطرق سليمة حتى يقدر أن يرجع الى حالته الطبيعية على سبيل المثال وهل أصبح واقع ,