اذا نحن شعب غبي وتافه ولانملك من أمرنا شيء ، واكبر مشاكلنا في الحياة هي سعر اسطوانة الغاز وكم لتر بنزين نريد أن نضع في سيارتنا ذات الالف وخمسمائة سي سي ، وحكايتنا مع الماء بسيطة تعودنا على أن تغسل امهاتنا وزوجاتنا ملابسنا يوم واحد في الاسبوع ، والذي يريد أن يرفه عن نفسه يذهب للمسبح وإذا رجع على البيت ممتاز وإذا غرق نقص الشعب واحد ، وفي رمضان لايهمنا سوى سعر ربطة الفجل والجرير وكم سعر كيلو جوز الهند والقطايف ، وكل منتصف الشهر نضع ايدينا على قلوبنا وننتظر رفع سعر البنزين ونلعن المسبب في المساء وفي الصباح نقف امام محطات البنزين ونفش غلنا في عامل المحطة ، والذي يهمنا كذلك ان نذهب لبيوتنا بعد كل يوم دوام ونمارس النفخ في القرب المخزوقة محاولين أن لانغضب على الحكومة ، والذي يميزنا عن غيرنا من الشعوب أننا شعب تعود على أن يتلقى الصفعة على خده اليمين ويقف لساعات وايام ينتظر الصفعة على خده اليسار وإذا لم تأتي الصفعة ليس لدينا مشكلة أن نقف لسنوات لأن ضاربنا واحد أو ابن واحد أو ابن أبن واحد كلنا بنعرفه والضرب من الحبيب مثل طعم الزبيب ، ونحن شعب تركنا كل معرفتنا وشهاداتنا الجامعية ووضعناها في خزانة المونة لأنه ليس هناك من داعي لنتعب عقلنا في التفكير لأن هناك من يفكر ويفهم أكثر منا كلنا ، واذا حاولنا أن نفكر لانتجاوز في تفكيرنا حدود رباط جزمتنا وكيف يمكن لنا أن نجد طريقة نبقيه بها مربوط كي لايفلت ونتعرقل ونأتي على وجهنا ، ولعل الطريف في حياتنا كأردنين أننا نمتلك لسان طويل ولايصلح إلا للقيل والقال في مجالسنا البيتية أو في العمل أو في مجالس علية القوم ، وهذا اللسان الطويل نستخدمه في لعق الأيس كريم في المساء ونحن نسير في شوارع العاصمة ، ونحن شعب كلنا عميان والوحيد المفتح بيننا هو دولة سمير الرفاعي وليس هناك من داعي أن نستخدم عيوننا في االنظر كي لانفتن وندخل النار ؟!