سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الشاب الأمير الحسين بن عبدالله الثاني
إن البيعة في رقابنا لكم , أمانة نحملها بشرف وفخر و إعتزاز , أمانة ورثناها عن الأباء و الأجداد , مُنذُ تأسيس إمارة شرق الاردن , في عهد الملك المؤسس الشهيد عبدالله الأول رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه , وهي أمانةٌ مُستمرةٌ ذات ديمومة الى أن يرث الله سبحانه وتعالى الارض وما عليها , مُتوارثةٌ فيما شاء رب العزة لنا من تناسل , هذه البيعة التي إخترناها طواعية لا كراهية , لآلـ عون من بني هاشم , ولعميد الأسرة الواحدة سيدي صاحب الجلالة الملك المجدد عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه , ولكم أنتم ولـي عـهـده الـمـُفـتـَخـرُ به , هي مؤسسة العرش التي تفردُ جناحيها على المملكة بكل حُروفها وتشكليلاتها , بكل معانيها وإصطلاحتها , بكل أحيائها وجمادها , بضفتيها و ماءها وترابها وهوائها , هو الاردن , ملكا وشعبا و إرادة .
سيـدي ولـي الـعـهـد الـمُـفـتـَخـرُ بـه
نـحـن الاردنيون لا نرضى إلا بالكرامة حياة , وبالعزة منهجا , و أنتم من بيت الكرم , وبكم بأمر الله نعتز , سليل دوحة شريفة , دماء خير البرية تمشي في عروقكم , ونحن في عروقكم سيدي , و أنتم الدماء التي تسري في عروقنا , ما اعتدنا النفاق , ولا اعتدنا ان نخضع لمخلوق على طمع , ولكنها الحقيقة سيدي , حقيقةٌ إخترناها ورضينا بها , عهداً وموالاةً و إنتماء , والمسيرةُ تمضي , والركب سائر لا محالة , أنتم القادة والأُمراء , ونحن لكم جنودٌ و وزراء , وبتوفيق الله و رعايته , وبحكمة المجدد عبدالله الثاني وقيادته , لن تنحني الهامات إلا لخالقها , ولن نركع إلا في صلاتنا و نحن ندعوا ربنا , بأن يحفظ الممكلة الهاشمية كلها بأُصولها وفروعها , وبأن يُديم النعم علينا , وانتم سيدي نعمة لنا .
سيـدي ولـي الـعـهـد الـمُـفـتـَخـرُ بـه
الظروف في العالم كله صعبة , و الأزمات تتوالد في هذ العصر الذي نمر به , وكثيراً من الدول التي تُعتبر من صاحبة الموارد الطبيعية عالية الدخل , ترنحت تحت ثقل ما يمر به العالم , وليس الأردن سيدي ببعيد عن ذلك , حتى وإن كان الاردن من ناحية الموارد الطبيعية ليس من المصنفين عالميا أو حتى عربيا , وكم سمعنا وقرأنا عن أسس وشروط وُضعت وتُوضع لثبات و إستمرارية كيان الدول , لم تنطبق وقد لا تنطبق علينا في يوم من الأيام , ولكننا في الممكلة نملك ما لا يملكه الاخرون , نرتكز بعد الله على ما يفتقده غيرنا , آلـ عون ملوكنا وسادتنا , و نملك مواطنا اردنيا نشمياً يعشق الحياة حبا في الله , ولكنه يعشق الأردن أكثر.
سيـدي صـاحـب الـعـهـد
هكذا عودتمونا بعد أن عاهدتمونا , الحلمُ سمة حكمكم , والعدلُ أساس مُلككم , ولهذا و كله أحببناكم , وعلى الولاء عاهدناكم , فكما أباك هو هو كما أباه , فانت اليوم أنت كما أباك , نُحبكم و نعشقكم , أنتم خيارنا الذي إرتضيناه , نورث إنتمائنا للأردن ولكم الى أولادنا من بعدنا , الاردن الكبير , الاردن الذي توليتم آلـ عون حُكمه ورعايته بيمن الله و حفظه, الاردن الذي أُعلن عام 1946 مملكة هاشمية مستقلة , وطناً للمجد ومجداً للوطن , ما خاب ظننا فيكم , وما كنا الا كما أردتمونا , جنود نحمي الوطن , و بناة نرفع شأنه , و لأنكم الأحرار لا تحكمون إلا أحرارا مثلكم , ولأنكم الرجال لا تقودون الا رجالا مثلكم , فلن يرضى الأحرار و لا الرجال بالضيم والحيف , والخنوع والركوع إلا لمن خلق الثقلين , وبسط الارض و رفع السماء , ومهما يا سيدي طال الزمان واشتدت صعوبة الأيام , فلن نسكت عن حقنا ولن نتنازل عن أرضنا , فالحياة معكم وتحت رايتكم أبدا لن تكون إلا بالكرامة والعزة و الحرية .
اللهم إحفظ الاردن كله , اللهم أدم علينا نعمك , اللهم أدم نعمة بني هاشم من آلـ عون , اللهم وفقهم وأيدهم وعلى طريق الخير ثبتهم , اللهم إنا نعبدك حُبا و طواعية , لا إكراها بعدما تبين الرشد من الغي , اللهم أحب من نُحب , وإنا نحب بني هاشم , وانا وليناهم برضانا على أنفسنا , فانصرهم بالحق ولا تنتصر عليهم , ومن كان مع الحق لا يخسر أبدا ,
حماك الله ابوالحسين , حماك الله يا حسين , و اعذر سيدي كلماتي في تقصيرها , فمهما قلنا فيكم لن تُوفون حقكم , ولكنها مشاعرٌ ثارت في الوجدان , عبارات حب و إمتنان , فتقبلوها سيدي قُبلة على جبينكم , ورسالة من قلب كل اردني يرفع لكم السلام ويحيكم ,
و يـا حـيـا الله بـولـي الـعـهـد
إلـي بـهـمـتـه هـمـتـنـا تـشـتـد
ابـن الـصـقـر الـي مـا يـنـهـد
عـبـدالله , خـيـرك سيـدي مـا يـنـعـد
المفتخر دوما بهويته و ولائه
حازم عواد المجالي