زاد الاردن الاخباري -
موفق كمال ومحمد خير الرواشدة وبرهوم جرايسي
استهدفت عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق في منطقة العدسية المطلة على البحر الميت أمس موكبا دبلوماسيا إسرائيليا كان متوجها إلى إسرائيل عن طريق جسر الملك حسين. ولم يسفر الحادث عن إصابات.
وقال مسؤول أمني رفيع لـ"الغد" إن الحادث ذو دلالات عميقة ترمي إلى بعث رسالة مفادها القدرة على إحداث اختراق أمني في الأردن، واستهداف حصانته الاستخباراتية، فيما أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الدكتور نبيل الشريف أن "الأردن بلد آمن ومستقر، وهذه الحادثة لن يؤثر فينا، ونحن ماضون إلى الأمام".
ولم يستبعد المسؤول الأمني أن يكون لتنظيم "القاعدة" صلة في الحادثة التي استهدفت سيارتين دبلوماسيتين، لم يكن أي من السفيرين الإسرائيليين الحالي داني نيفو والسابق يعقوب رزوين فيهما. وقال المصدر إن السيارتين تضمان وفدا من السفارة الإسرائيلية في عمان كان متوجها برا إلى تل أبيب.
وأفاد موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني أن الموكب كان يضم أربعة من موظفي السفارة في عمان وحارسين.
وقال الموقع الإلكتروني للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن "الجهات الرسمية تنظر إلى العملية بخطورة كبيرة"، وإن "رسالة بهذا المضمون تم توجيهها إلى الجانب الأردني"، حيث هاتف وزير الخارجية ناصر جودة السفير الإسرائيلي في عمان حول حيثيات الحادثة.
وكشف الموقع عن مصادر في وزارة الخارجية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تلقت خلال الأسبوعين الماضيين "إنذارات حول إمكانية تنفيذ عملية ضد السفارة في الأردن، ولهذا تم رفع مستوى الحراسة حول السفارة".
ونفى المسؤول الأمني ما تناقلته وسائل الإعلام من أن التفجير جرى بالتزامن مع مرور الموكب الدبلوماسي الإسرائيلي، مؤكدا أن التفجير، الذي أحدث حفرة لا يزيد عمقها على نصف متر، تم بعد عبور الموكب نقطة التفجير بدقائق. وأضاف أن كثيرين اعتقدوا أن التفجير هو مجرد انفجار لإطار سيارة، فيما ظلت حركة السير مستمرة كالمعتاد، حتى وصول أجهزة الأمن إلى موقع الحادثة وتطويق المكان، وإجراء المسح الميداني للمنطقة.
واعترف المسؤول الأمني أن الحادثة تمثل اختراقا أمنيا مكّن المنفذين من تقصي حركة الموكب الدبلوماسي الإسرائيلي بدقة، وهو ما يرجح أن يكون وراءه جهة ذات إمكانية استخبارية، كحماس أو حزب الله، أو تنظيمات جهادية أو مجموعة من الشباب يعملون في إطار تنظيمي غير معروف.
ولم ينف المسؤول أن يكون هناك رابط بين الحادثة وبين الجهود التي يبذلها الأردن لمكافحة الإرهاب وملاحقة قادته في الداخل والخارج. ولفت إلى أن تنظيم القاعدة ربما أراد أن يوصل رسالة سريعة مفادها إمكانية استهداف القدرة الأمنية الأردنية، وتغيير الصورة النمطية عن عمل هذا التنظيم الذي لم يسبق له أن استهدف إسرائيليين أو يهودا، رغبة في تحقيق حضور يستثمر الكراهية المتعاظمة للإسرائيليين في أوساط الأردنيين، ويحقق مكاسب شعبية.
واعترف المسؤول أن تحقيقات تجرى مع أشخاص مشتبه بهم، لكنه أكد أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس.
الغد