بقلم: شفيق الدويك
يجب أن لا تتفاجأ إذا إكتشفت بأن المفك الذي قد إشتريته من أمام المسجد الذي تصلي فيه بأنه غير قادر على حلحلة أضعف برغي في الخزانة القديمة، أو إذا تكومت الكماشة بين أصابع الكهل الذي بالكاد يستطيع أن يحمل كاسة مغلي اليانسون بيده ، أو إذا تفتت تحالف جزيئات كاسة الزجاج بين أصابعك و أنت تدعكها بغية إغتيال الزنخ المسيطر عليها من الداخل و الخارج !
و يجب أن لا تتفاجأ، هذه الأيام، برخاوة و عدم أصالة مواضيع كلام كثير من الناس، عاداتهم، تقاليدهم، أعرافهم، قيمهم، عقلياتهم، تحصيلهم الأكاديمي و القرارات التي يتم طبخها، عفوا صنعها داخل معظم مؤسساتنا لأن جودة معظم ما هو متوفر لدينا، مما سبق ذكره، في أغلب الأحيان قد أصبحت مثل الصناعة الصينية الرخيصة المستوردة، و التي لا يمكن تصنيفها، أو من العيب، من الناحية الفنية بل الأخلاقية، أن تدخل تمرين التصنيف !
لدينا، يا جماعة الخير، أزمة جودة رغم أن الوطن يزخر بالموارد الثمينة القيّـمة و النادرة و التي (لا) يدرك وجودها البعض، بعضها لم يكتشف بعد، و بعضها الآخر لم يُحسن إستغلالها في حالات كثيرة فبدت على هيئة الصناعة الصينية سالفة الذكر عند الإستخدام الأخير بسبب عوامل الأنا و الغيرة و الحسد و الجهل و توقف الضمير عن التنفس و غير ذلك من العوامل (عند الغير) و التي آثرت عدم ذكرها هنا لئلا ندخل في جدل عقيم.
من المؤسف له أن يتم وضع قادة في العتمة، أو شدّهم نحو الصفوف الخلفية أو الى أسفل في الوقت الذي نبحث فيه عن مخارج لأزماتنا الإقتصادية و الإجتماعية والثقافية و غيرها، و لا يمكن أن نعثر على المخارج دون اللجوء الى عمليات جراحية دقيقة و صعبة، مؤلمة آنيا مريحة مستقبلا، وهذه هي فلسفتي في الإدارة في معظم الأوقات، خصوصا العصيبة منها، و قد تحدثت عنها في الصحافة أكثر من مرة خصوصا عندما كنت أبدي رأيا في الشأن أو الهم الإقتصادي.
الوطن بحاجة الى عمليات تنقيب، من قبل الخبراء، كفؤة، فعالة، نزيهة، عقلانية و غير عاطفية و غير متحيزة بغية العثور على القادة الإستثنائيين و المتواجدين في العتمة و خلف الصفوف الأمامية أو في الطبقات السفلى من الهياكل التنظيمية في مؤسساتنا إذا كنا نبحث بجدية وصدق عن حلول جذرية لمشاكلنا المستعصية و المؤرقة لنا جميعنا shafiqtdweik@yahoo.com