هو الطقس الحار لا أكثر
فقد قررنا الذهاب بداية إلى العقبة ولكن لم نتمكن من إيجاد أي حجوزات وقررنا الذهاب إلى أخفض بقعة في العالم ألا وهو البحر الميت.
ويا لهذا البحر الميت من عبق وسحر مدفون بأسرار لم يحل لغزها للان فهو ليس المكان الملعون كما يظن البعض.
هو معجزة الخالق جل وعلا بأملاحه الغريبة والمتجددة الغير منتهية تأسر الزائر من أقصى الغرب ومن أقصى الشرق
يزور هذا المكان الرائع وفود سياحية من شتى أنحاء العالم وقد التقيت بعض كبار السن القادمون من النمسا والسويد
وصفوا لهم أطبائهم الاستحمام بأملاح البحر الميت وطينتها العجيبة والطبية لما لها من فوائد للبشرة ومقاومة للبكتيريا الضارة ومحاربة البثور والصدفية وخصوصا لأناس حرموا من أشعة الشمس لفترة طويلة مثل الدول الاسكندينافية الذين يعانون من أمراض جلدية مستعصية من قلة مشاهدة الشمس.
بحرنا ميت فقط بالاسم ولكن بالمضمون فهو حي
وقد حجزنا بفندق رائع بدرجة خمسة نجوم من الفنادق الراقية والجديدة بالبحر الميت وكان يوجد معي ضيوف من أصل أردني مقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية فكان الاستقبال بدون مجاملات ولا نفاق على قدر عالي من الترحيب والنظام
وقد ذهلنا من الإجراءات الدقيقة والخدمة المميزة لهذا المكان الرائع بمستوى النظافة الفائقة والوجه المبتسمة والطعام المنتقى الرائع والعمل المتواصل فكانوا العاملين بهذا الفندق يعملون كما يعمل النحل بمملكتهم.
فكانوا يواصلون الليل بالنهار فكان أحد ضيوفنا تعرض لوعكة صحية بسيطة وكانوا سباقين بذهابهم إلى غرفته وإرسال وجبة الفطور الصباحية وكان له ردة فعل طيبة لهذا الضيف القادم من خلف المحيطات والبحور.
وكان هناك برنامج مسلي للأطفال يوم الجمعة صباحا ومساءا فرحوا الكبار والصغار فكانوا سعداء جدا لهذه أللفته الطيبة من إدارة فندق (الهوليودي إن المميزين).
وصحونا مبكرين يوم الجمعة لنستفيق على روعة وجمال المكان الهادئ ومشينا للشاطئ فكان المكان نظيفا ويوجد به طينة البحر بقوا وير فخارية لتمكن الزائر الاستفادة من هذه الطين الطبية وعدم عناء الزائر بالبحث عنها لشدة صعوبة إيجادها بسهولة فهي تحتاج وقت وجهد للحصول عليها.
وألقينا بأجسادنا المتعطشة لمياه البحر الساحرة وكانت المياه هادئة ولا يوجد موج مرتفع من شدة الحرارة لهذا اليوم.
وكانت المياه تفتح أيديها لنا ويا لروعة هذه المياه التي تلقي بجسدك للأعلى بدون عناء ولا تحريك للأيدي وبإمكانك قراءة الجريدة وأنت تسبح على ظهرك ويا لهذا الصباح الساحر.
فلماذا يهرب المواطن لبلدان آسيوية أو بلدان الجوار وعندنا الجو والمكان والخدمة المتميزة بدون رشوة ولا استغلال
من منا لم يستغل ببلاد الغربة أو دفع رشوة ولو بسيطة للحصول على أبسط الأشياء هناك الكثير لست منتظرا أي مردود من كلامي هذا ولكنه حقيقة فضلت دفع المزيد ببلدي أفضل من دفع نقودي لدول أخرى وأستغل.
أشكر ادارة الفنادق جميعا ببلدي الحبيب ووزارة السياحة وكل القائمين فلقد أصابني الشمخ وأنا أتلقى الشكر من ضيوفي لاختياري المكان المناسب لهذه الرحلة الجميلة والمفيدة للبحر الميت الحي.
ينقصنا بالبحر الميت إيجاد أماكن تنزه لذوي الدخل المحدود بسعر معقول لعائلات تعدادها كبير والدخول لبعض الأماكن ودفع مبلغ ثمانية دنانير للشخص أراها مرهقة لجميع المواطنين ألمحدودي الدخل.
ويجب ملاحقة النظافة من الناس قبل الوزارة يجب أن نغار على سمعة ونظافة البلد ولنجعل شعارنا الأوحد
بلدي الأنظف ........ولا نترك بقايا أشيائنا بالمكان ووجود عدد أكبر من براميل المهملات لتمكن المواطن قذف نفاياته قبل مغادرته المكان وأوجه تحية إجلال وقبله قوية على جباه رجال الشرطة والجيش العربي لما أبدوه من احترام الضيوف القادمين والسماح لنا بالمرور بكل يسر وسهولة وبابتسامه تعلوها جباه ترفع التاج الملكي اللامع المعبر عن أمة الكرامة والعز برغم ظروف الجو القاهرة والحارة فشعارهم تنام جميع العيون إلا عيوننا الساهرة لحماية أوطاننا.
تحيى الأردن وتزهوا كل يوم ونفتخر بكل بلاد الدنيا بأننا أردنيون أهل الكرم والأصالة والعز والشموخ والرجال الرجال.
هنيئا لبلدي ملك القلوب وملك الشباب جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وملكة الإنسانية المنيرة لكل الدروب.
جلالة الملكة رانية العبد الله المعظمة.
والله ولي التوفيق.
كتبت بالنيابة عن الضيف القادم من بلاد العم سام.
هاشم برجاق