نتسأل نحتار ولا نجد من يجيب ....
هل يستطيع اى منا أن يجرى نقدا ذاتيا في معزل عن الآخرين؟
هل نستطيع أن نحدد ماذا نريد؟؟
يتسلح العاجزون بعدم توفر الإمكانيات والقدرات..... اعذر من لا يملك القدرات والإمكانيات في إحداث تغير جذري بحياته ولكن كيف لنا أن نعذر من يمتلك كل الإمكانيات والقدرات على احداث التغير ؟
هل لنا كشعب يعيش على رقعة من الأرض تسمى وطن أن نترك شأن مصيري بيد العاجزين عن تحقيق الأهداف وبسط الانجازات والارتقاء بالمجتمع ومكوناته وأولها الإنسان ؟
هل نحن بمعزل عن النتائج المترتبة عن تقاعسنا وصمتنا أمام التحديات؟
إلى متى سنبقي مجتمع متفسخ تحكمنا أنظمة متفسخة ؟؟؟
إلى متى سنركن للصدفة والعشوائية في حياتنا ونترك الوطن في أيدي من لا يرحم ومن لا يملك القدرة على بسط منهجية وسياسية تعلو بشان الوطن وترتقي؟؟؟؟.......
مجتمعنا أصبح مجتمع يعيش على الصدفة والعشوائية فقدنا القيم والأطر المنهجية لمسيرة الوطن بظل غياب النضج السياسي الذي يسير ويدير شؤون الوطن.
اجل بتنا محسوري الرأس نفتقر لنضج سياسي وثقافي وعلمي ،لا يكفي أن احمل شهادة علمية أو مركز سياسي دون أن املك نضج سياسي وعلمي وثقافي استطيع حمله لادارة الشأن العام وإدارة مجتمع و وخيرات وطن .
إن تأخر التطور والنضوج الفكري من أسباب تهلكة المجتمعات مهما كانت غنية أو فقيرة....
نحن شعب واقعون بين شقي هوة شاسعة بين ما نحلم ونطمح إليه وبين ما نملك من إمكانيات وقدرات وعدم نضوج على كافة الأصعدة.
لنحقق أحلامنا نحتاج أن نتسلح بالنضوج....
إن ركضنا في كافة الاتجاهات لن يتيح لنا الوقت لتحقيق هدف من أهدافنا وستبقي الانجازات مبتورة.
إن وضعنا اليوم أشبه في سفينة ملئ بالثقوب وكل منا يركض باتجاه ثقب لسده ، فنحن منغمسون في سياسة تفتقر للنضوج و نرزح تحت وطأة اقتصاد متدهور وظواهر اجتماعية سلبية فقر /بطالة وعجز في موازنةأصبح جسدنا يمتلئ رقع وكل رقعة مشروع غير منجز او فاشل حتى أصبح جسد الوطن مشوه من كثرة العبث والعابثين .
لسنا معصومون عن الخطاء حكومة وشعب كل منا يحمل ايجابيات وسلبيات نشأته وكلنا نقع تحت الظروف السياسية والاقتصادية ولكن ليس بنفس الضرر والنفع.
إذا هذا التفاوت هو ما يخلق الفجوات في المجتمع وبغياب النضج العقلي والإداري والسياسي الذي يدير المخاطر ، ينعكس الضرر والتفسخ الاجتماعي على المجتمع وهذا حتمي نتيجة تأثره بأجوائها فتزيد من سطوة المؤثرات على الشعب الأقل حظا وإمكانيات ويكسب الأوفر حظا.
ها هنا يطراء تغير جذري على المجتمع وتبدءا الصراعات بين القوي \"بين لأوفر حظ والأقل حظ\" فالأقل حظ سيحاول بكل الاتجاهات إن يغلق ثقب العوز بالتملق والنفاق للأوفر حظ لا بالاجتهاد والعمل وتصويب الأخطاء والافر حظ سيستغل الحاجة لهذا النوع ليخلق منه فرد سلبي غير منتج وإنما تابع لا شخصية ولا فكر يسير دربه......ويزيد من مكاسبه الشخصية.
إذا نحن بالنتيجة لسنا بمعزل عن السياسات التي تدير الوطن وخيراته...ولا يستطيع رجل السياسة القابض على مصير الوطن أن يعزل المجتمع عن التدخل وإبداء الراى بما يشاهد ويسمع وبما يؤثر على مسيرة حياته اليومية، إن عصر الانفتاح على التكنولوجيا والعالم أتاح حتى للأقل حظا فرصة التعرف على أنماط السياسة التي تدير الوطن.....وأصبح يقارن بين ما يسمع من أفواه السياسيين ورجال الحكم وبين واقع يعيشه يوميا فيجد التناقض الحاصل ينتقد يصرخ يطالب وهذا حق بشري منذ الأزل موجود لا تستطيع السياسة ورجالها كبحه بلغة العصا أو التكميم أو الإكراه ولا حتى بالقوانين..... لان من طبع الإنسان التمرد على كل ما لا يتوافق مع حريته وحقه..... فتبدءا الفتن تشق صفوف المجتمع وتبدءا التيارات بالظهور وتتسع الهوة ما بين الشعب ومن يدير الحكم في أي وطن ،وهذه بداية لإشعال فتيل ثورة شعبية غير محسومة النتائج على الطرفين.
لما لا نعي أن الشعوب لا تحكم بالسوط ولا بالعنف ولا بالإفقار والعوز والتركيع إنما بنضج سياسي واسع الأفق يفتح المجال لقنوات التواصل ما بين طبقات المجتمع ويستمع للغة الشعب وحاجته .....
إن أردنا أن نسعى لسد الهوة ما بين الشعب والحكومة لا بد من لغة حوار مفتوح ونضوج من من طرفي المعادلة وإلا بتنا في شتات وفوضي لن ننجو من نتائجها لأجيال قادمة