زاد الاردن الاخباري -
في تأكيد جديد على أن كافة تحركات واشنطن في الشرق الأوسط تسير في اتجاه الحفاظ على أمن إسرائيل فقط ، أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي النائب الديمقراطي هوارد بيرمان يوم الثلاثاء الموافق 10 أغسطس / آب عن تعليق المساعدات العسكرية المقدمة إلى الجيش اللبناني بسبب ما أسماه تزايد قلق الكونجرس من أن تلك المساعدات يمكن أن تهدد تل أبيب .
وأضاف بيرمان أنه تم تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية المخصصة للبنان والتي تقدر قيمتها بـ100 مليون دولار وكان مقررا تقديمها في الثاني من أغسطس / آب .
وعزا السبب في ذلك القرار إلى قلقه من تأثير حزب الله اللبناني المحتمل في الجيش اللبناني ، قائلا :" هذا القلق تعزز بعد الاشتباك الحدودي بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في قرية العديسة الحدودية في 3 أغسطس ".
ولم يكتف بيرمان بما سبق ، بل إنه استطرد قائلا :" تلك المساعدات ستظل معلقة إلى أن نعرف المزيد عن حادث العديسة وطبيعة نفوذ حزب الله في الجيش اللبناني ونتأكد من أن الجيش هو المسئول الأول ، لا نستطيع أن نسمح للولايات المتحدة بأن ترسل أسلحة للبنان".
التصريحات السابقة جاءت لتؤكد بوضوح أن المساعدات التي قدمتها واشنطن منذ انتهاء حرب تموز 2006 للجيش اللبناني والتي بلغت قيمتها نحو 720 مليون دولار كانت تهدف بالأساس لدعم الحكومة اللبنانية في مواجهة سلاح حزب الله ، بالإضافة إلى منع أية هجمات انطلاقا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل ولكن عندما تأكد للجميع بعد أحداث العديسة أن مهمة الجيش اللبناني في المقام الأول هي الدفاع عن سيادة وأمن بلاده ضد أية انتهاكات وخروقات إسرائيلية ، فقد بدأت واشنطن سريعا في التكشير عن أنيابها ، متناسية تماما وعودها الزائفة بدعم أصدقائها في 14 آذار الذين يشكلون الأغلبية الحاكمة في لبنان .
أحداث العديسة
وكان جنديان لبنانيان وصحفي استشهدوا خلال اشتباكات وقعت في 3 أغسطس عند أطراف قرية العديسة الحدودية بين لبنان وإسرائيل ، فيما أكد جيش الاحتلال مقتل ضابط كبير تلك في الاشتباكات وقال إنه قائد كتيبة برتبة ليفتنانت كولونيل.
اشتباكات العديسة
واندلعت الاشتباكات بعدما حاول جنود إسرائيليون اقتلاع شجرة تقع في الجانب اللبناني من الحدود في قرية العديسة لزرع كاميرا مراقبة ، وبالنظر إلى أنها تعتبر الأخطر والأكثر دموية بين الجانبين منذ أن أوقع نزاع بين حزب الله وإسرائيل استمر 33 يوما بين تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2006 أكثر من 1200 قتيل لبناني معظمهم من المدنيين و160 إسرائيليا خصوصا في صفوف العسكريين ، فقد أثارت حالة من الصدمة والذهول في تل أبيب وواشنطن على حد سواء .
ويبدو أن زيارة الرئيس اللبناني ميشيل سليمان لقرية العديسة بعد الاشتباكات والتصريحات التي أطلقها من هناك ضاعفت من الصدمة في هذا الصدد ، فهو تحدى دعوات إسرائيل لمنع تسليح الجيش اللبناني بالتأكيد أن حكومة سعد الحريري تعتزم وضع خطة لتسليح الجيش بكل ما يلزم وبغض النظر عن مواقف بعض الدول حيال هذا الأمر ، قائلا :" هناك حملة لعدم تسليح الجيش ونحن نطلق حملة مضادة لتسليحه من خلال الدولة ".
بل إن المعطيات والقرائن التي عرضها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 9 أغسطس والتي تؤكد تورط إسرائيل في اغتيال رفيق الحريري جاءت هي الأخرى بمثابة صدمة إضافية لواشنطن وتل أبيب ليس فقط لما قد تمثله من تغيير في مسار التحقيق الدولي في تلك الجريمة النكراء وإنما لأنها أشارت بوضوح إلى أن عمليات الاستطلاع الجوي والميداني التي تقوم بها إسرائيل كانت تستهدف تحديدا قيادات 14 آذار تمهيدا لاتهام حزب الله وسوريا فيما بعد وهو أمر بعث برسالة لكافة اللبنانيين أنهم جميعا مستهدفون وليست المقاومة فقط .
وتلك النقطة الأخيرة تحديدا أكدت أن واشنطن لن تستطيع أن تخدع فريق 14 آذار مجددا بأنها توفر لهم الدعم والحماية ، فالجميع يتم التضحية بهم عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل .
والخلاصة أنه لا خيار أمام فريقي 8 و14 آذار سوى السعي لإظهار الحقيقة فيما يتعلق باغتيال رفيق الحريري ، بالإضافة إلى الإسراع بوضع استراتيجية دفاعية متفق عليها من الجميع للتصدي للتهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد لبنان .
محيط