زاد الاردن الاخباري -
|
أبو ظبي ، الساعة السادسة مساءً ، أشرب قهوتي واجلس في مكتبي وحيدا خلف جهازي واكتب ، اكتب قصتي التي أرسلها ولا أعرف من يقرأها أو فيما إذا كانت ستنشر أم لا ، المهم انه هنالك من يقرأ قصتي، اكتب ولا أعرف لماذا، لعلي أريد الحديث ولو مع نفسي، مع أحلامي، مع شخص مجهول ، صدقوني لا أعرف.
قبل 21 سنة وتحديدا في سنة 1986 كنا أنا وعائلتي عائدين من زيارة لأحد الأقارب في عجلون، وعلى الطريق المؤدي لعمان تعرضنا لحادث، توفي أبي وأمي وإخواني الثلاث، أما الطفل الرابع ابن التسعة سنوات فبقي على قيد الحياة، وهو أمامكم يكتب هذه الكلمات.
لم تكن عائلتنا ممتدة، لدي عم واحد يسكن في عجلون وخالان يعيشان في اسبانيا. يا إلهي كم كنت وحيداً، عشت في بيت عمي، لديه ثلاثة شباب وابنة واحدة، لم يكونوا سيئين معي، بالعكس كانوا لطيفين جداً. لكن ما أشعر به من حنين لعائلة وأهل كان أقوى مني، مرت الأيام، نجحت في التوجيهي، عندما حصلت على النتيجة لم أعرف أين اذهب من سيفرح معي، أين أمي، أين أبي، أين الجميع؟؟؟ لم أجد أحداً.
دخلت الجامعة، كلية الهندسة، انتقلت للعيش في شقة قرب الجامعة الأردنية، والأيام كعادتها تمضي سريعاً، أنهيت دراستي، كونت صداقات، لكنني كنت وحيداً، لم يشعر أحد بذلك، عملت في شركة للاتصالات وقررت الزواج لعلي أعيد بناء العائلة التي فرقها القدر ، وكتب لي أن أعيش وحيدا، تقدمت للعديد من الفتيات ، جميعهن رفضن ، لماذا ؟ لأنني وبالعامية مقطوع من شجرة ، ليس لي أحد، هكذا هو مجتمعنا، ظالم حتى أنه لا يعطيك المجال لتدافع عن نفسك.
ألغيت فكرة الزواج، وحصلت على عقد عمل في الإمارات، مكاني الحالي، وتحسن وضعي وازدادت ثروتي يوماُ بعد يوم، والآن، أشغل منصب رئيس قسم في الشركة التي أعمل بها.
قد تسألون أين مشكلتك إذن، مشكلتي أنني إنسان أحلم بأسرة ، أسرة تعيد الأمل إلى قلبي ، ليت الزمن يعود ، ليتني لم أكن الناجي الوحيد، ليت أمي موجودة، لا أعلم ماذا سأكتب الآن ، هل أكتب أن إجازتي اقتربت ولا أعلم أين سأعود ، ولمن سأعود ،فليس هنالك من ينتظرني في الأردن، آه لو أن أحدا يفهم، قد تقولون لماذا لا تتزوج؟ لم أعد أثق بأحد، رفضوني وحيداً ، فقيراً ، والآن يريدون المال فقط، لم يفهم أحد شيئا ولن يفهموا.
أعتذر فقد أطلت في الكلام.... هذا أنا، وهذه قصتي، سأتابع طريقي حالما بمستقبل أفضل فقلبي ما زال ينبض بالحياة....