بقلم محمد ربابعه
مامن شك في أن رئيس الوزراء العراقي المنتهي ولايته السيد نوري المالكي يمثل خيارا مشتركا لكل من إيران وأمريكا, وعند احتلال أمريكا للعراق عام 2003 كان المحتل الأمريكي يركز كل جهوده على إيجاد شخص يمثلها بعد الانسحاب من العراق ويستطيع تحقيق الأهداف التي جاء من اجلها وهي سهوله تامين وصول النفط إلى موانئ أمريكا دون قيود أو عراقيل قد تمنع ذلك, وان لا يكون العراق مصدر تهديد لإسرائيل.
وقد نجحت أمريكا في إيجاد السيد نوري المالكي ليحقق هذه الأهداف وبأقل الجهد والتكاليف لذا من الصعب أن تتنازل عنه بأي ثمن, وان الانتخابات الأخيرة التي جرت في العراق والتي عبر الشعب العراقي عنها برفضه
للمالكي وانتخابه الدكتور إياد علاوي.
, لم تتوقع أمريكا هذه النتيجة لاسيما وان السلطة وما تعنيه من نفوذ وسيطرة على الجيش والأجهزة الأمنية هي بيد المالكي والأخبار الواردة من العراق تقول بان الأخير متمسك بمنصبه كرئيس للوزراء بالرغم من نتيجة الانتخابات ومن رفض الكتل السياسية جميعها بوضوح فالتيار الصدري وعلى لسان المتحدث باسمه النائب بهاء الاعرجي صرح بأنه إذا بقي رئيس الوزراء المنتهية ولايته متمسكا بمنصبه فان الكتلة الصدرية ستشكل الحكومة مع العراقية بزعامة إياد علاوي, ورئيس المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم عبر بصراحة عن رفضه للمالكي بتشكيل الحكومة لأنه مرفوض شعبيا, وكذلك الأمر شن السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية هجوما لاذعا انتقد فيه المالكي بسبب تمسكه بالمنصب والسيد عبد المهدي ممثل لحزب الدعوة.
وهذا يعني أن العراقيين مواطنين وسياسيين يرفضون المالكي ومن المفروض على المحتل الأمريكي الوقوف إلى جانب الشعب وخاصة انه جاء من وراء البحار من اجل تحرير الشعب العراقي ونشر الديمقراطية التي ثبت زيفها وعكسها فتعرت أمريكا وانكشفت أهدافها, ومما يؤكد مصداقية ما نقول أن السيد المالكي نفذ الأجندة الأمريكية في العراق ومن ضمنها إعلان الحرب على التيار الصدري الذي كان يشكل معارضه للوجود الأمريكي في الوقت الذي كان التيار له كل ما يريد في عهد حكومة الجعفري ,هذا في الجانب الأمريكي .
أما في الجانب الإيراني : المالكي يمثل السياسة الإيرانية بالكامل في العراق والشعب العراقي يؤكد أن النفوذ الإيراني أقوى وأكثر من النفوذ الأمريكي فيه وفي عهد الرئيس الراحل صدام حسين كان المالكي مطلوبا للسلطات العراقية و يعيش في ظل الحماية الإيرانية ,وأما ما يتعلق بتنفيذ الأجندة الإيرانية فالصور كثيرة ومنها على سبيل المثال 1- في يوم ما يسمى( بيوم الأربعاء الدامي) ونتيجة لتفجيرات وقعت في ذلك اليوم في العاصمة بغداد والتي ذهب ضحيتها المئات من الشعب العراقي , وبعد زيارة المالكي لسوريا بأقل من 48 ساعة خرج السيد المالكي ليتهم سوريا بأنها سبب هذه التفجيرات وذهب علي الدباغ المتحدث باسم رئاسة الوزراء محذرا دمشق بان هناك شكوى ضد سوريا في الطريق إلى الأمم المتحدة.
والحقيقة تقول أن مدير المخابرات العراقية قدم تقريرا للمالكي يتهم فيه إيران بالوقوف وراء هذه التفجيرات فلم يوافق الأخير على ذلك وقام بإقالته. ولكن السبب الذي جعل المالكي يتهم سوريا هو عدم رضي إيران من موقف الرئيس السوري بشار الأسد الذي ذهب إلى تركيا وأقام معها اتفاقيات استراتيجيه واقتصاديه وأمنيه فلم يروق ذلك لإيران, وحتى تكون في الجانب الأمين جعل الحكومة العراقية توجه الاتهام إلى سوريا مع إشعار الجميع أن إيران ليس لها علاقة بالحدث لا من قريب ولا من بعيد .ومن الصور الأخرى دخول القوات الإيرانية وأقامه موقع عسكري داخل الأراضي العراقية وتهريب النفط العراقي إلى داخل الأراضي الإيرانية دون أن نسمع تعليقا واحدا من الحكومة العراقية على هذا التدخل والاستفزاز الإيراني.
وكثير من الأحداث وقعت في العراق والأدلة والشهود تؤكد وقوف إيران وراءها ومع ذلك لم يكن هناك موقفا من حكومة السيد المالكي كل هذه الصور والوقائع تؤكد أن المالكي محل رضي أمريكا وإيران وانه ينفذ أهدافهم وأجندتهم في العراق وان الأيام القادمة ستثبت ذلك وان تشكيل الحكومة العراقية بعيد المنال عن أي كتله سياسيه وان الخيار الوحيد هو بتشكيلها ثانيه من قبل السيد نور المالكي.