أمام العجز في وقف شلال الدم في سورية و العراق و ليبيا و اليمن و استرخاص للدم العربي ، وانغلاق الافق امام اي حل للقضية الفلسطينية، وما صاحبه من الريبة والشك في المواقف الاميركية تجاه قضايا المنطقة على وجه الخصوص ، و الغموض خلف الفلتان والتطرف الذي تمارسه داعش والقوى الظلامية في المنطقة، والحرب المشتعلة ضد المكون سني غرب العراق ، و غطرسة الحوثيين بدعم خارجي في اليمن، والارهاب الذي يضرب مصر وازمة سيناء و الشكوك حول من ورائها و مصدرها و الغاية منها ، و كذلك الخلافات السياسية و الاضطرابات الأمنية في لبنان و الإستعصاء في حل ازمة الرئاسة فيها ، كذلك استهداف المساجد في كل من السعودية و الكويت ، والتهديدات المتلاحقة بأعمال ارهابية مماثلة لدول الخليج العربي و الدول العربية الأخرى التي لم يتزعزع أمنها لحد الآن ..
أما ما يجري في العالم فليس بمعزل عما يجري في المنطقة ، التفجيرات في فرنسا و دول اوروبية اخرى ، و قتلٍ للسود و الافارقة و العرب في الولايات المتحدة الامريكية بسبب الكراهية و العنصرية المقيتة ضد هذه الفئة في المجتمعات الغربية، و عدم قبول الآخر و إسلاموفوبيا ، و كذلك ما يتعرض له مسلمي بورما ( ميانمار ) بطرق أبشع مما تقوم به داعش و أخواتها ، و كذلك ما جرى و يجري في افريقيا الوسطى الغير مستقرة منذ انسحاب الفرنسيين منها عام 1960 ،من قتل و حرق للبشر و تهجيرٍ قصري ارتكبة المسلمين و المسيحيين على حدٍ سواء ، و ماذا عن الغطرسة الاسرائيلية و العنصرية ضد اهلنا في فلسطين و يهود الفلاشا ، ورفضها تطبيق الشرائع والقوانين الدولية و قرارات الأمم المتحدة دون حسيب أو رقيب ، وهناك ربما الكثير مما يجري في العالم لم نسمع أو نقرأ عنه ..
فهل يوجد حل لما يدور في المنطقة و الاقليم والعالم بعد تجريب كل الطرق الملتوية لحلها، سوى وقفة صدق بإعلان حرب اممية شاملة ، تقلع التطرف من جذوره بكل اشكاله ، ليست حرب عسكرية ، بل بصدق النوايا وإرادة صادقة و أهداف واضحة و شفافة ، تعمل على تجفيف منابع الارهاب ووأد أدواته و أسبابه ، و التي تتلخص بالعنصرية و الظلم و الطائفية المفتعلة ، و التسابق على التسلح بدل من توزيع جزء مما يُصرف من اموال طائلة على شراء و تطوير هذه الأسلحة والأموال الزائدة عن حاجة مجموعة من الدول ، للقضاء على الفقر المتقع و البطالة بين الشباب، و ماذا عن العدالة الغائبة و فقدانٍ الأمل عند الكثير من الشعوب بحياة كريمة ، و كذلك ازدواجية المعايير في حل المشاكل و القضايا العالقة في العالم ، و التي اصبحت مزمنة و قائمة على ظلم الشعوب و التنكيل بها ..
و الأهم في كل هذه القضايا قضية فلسطين ، التي ما زالت بلا حل ر غم مرور عشرات السنين على تهجير أهلها و احتلال ارضها ، و الغطرسة الاسرائيلية والحروب المتتابعة التي تشنها على أهلنا في غزة التي قتلت البشر و دمرت الحجر ، و الأعتقالات الظالمة و ما تقوم به من تدمير للمنازل و مصادرة الأراضي و انتهاك للمقدسات الاسلامية و المسيحية بالضفة الغربية ، كل هذا ترك المآسي و المحن تعيش مع نساء و شيوخ و أطفال فلسطين ، وهم يشاهدوا بيوتهم تُدمر و رجالهم و نسائهم تعذب و تُقتل آمام أعينهم ، فماذا يتوقع العالم من هؤلاء بعد ما فقدوا ابسط مقومات الحياة و لم يبقى هناك ما يخسروه ، هذه الأحداث و الافعال المشينة و التي هي عار على الإنسانية جمعاء ، قوّت العزيمة لدى الشعب لدحر الأحتلال و رفع الظلم بشتى الوسائل ، و اسست لتفريخ العديد من اشكال العنف و العنف المضاد و الثأر ، و فتحت المجال في اتجاه اخر ، للركوب على القضية الفلسطيبية من أجل تحريرها و الحرب بأسمها لغايات و مفاصد اخرى ليس لها علاقة بالقضية ولا بفلسطين ، وأنما لمقاصد أخرى عند بعض الدول و المنظمات و الاحزاب الطائفية في المنطقة ، بغية التوسع على حساب دولٍ عربية أو السيطرة داخل دولها ، ونشطت جهات اخرى للمتاجرة بالفضية و تحقيق مكاسب مادية و صفقات تجارية ( كتجار الحرب ) حتى اصبحت القضية الفلسطينية حصان طروادة يركبها من هب و دب ... فما العمل ، والى أين المستفر ...
كتبها : م. سليمان عبيدات