.. نعلم جميعاً أن داعش ليست دين و لا عقيدة ، وإنما لبست عباءة لونتها كما يشاء وبالدين الذي تشاء ، و دغدغت من شعر بظلمٍ لدينه ومشاعر من ظُلم بين أهله ، أو عانى من التمييز و سدت بوجهه السبل ، حاولت أن تختطف أسم الإسلام لكنه ناصع و لا يقبل التزوير و لا يُلون و لا يتغير ، كما اختطفت شباب كُثر ابرياء عانوا من البطالة و العوز وبعد أن تورطوا لم يستطيعوا العودة رغم محاولات الكثير منهم ، وبائت محاولاتهم الى القتل أو الفشل ... داعش اختار سلوك و أخلاق و طريقة حياة و نهج و فكر ملوث مختلف و رافض للآخر حتى لو كان ملاك .. ومن يُريد أن يعرف عن الدين الاسلامي أو عن أي دينٍ سماوي ، فلا يأخذه من اعدائه ولا من مُعاديه ، ثم يُردد كلاماً بما ليس فيه ..
القصة ليست فقط العريفي وقورشه و تيارات تسيس الدين و الظلامية التي تعيث دماً وفسادا بالمنطقه كما يقول احدهم في مقاله ، و ربما اضاف البعض الاخر من اصحاب هذه الثقافة أسماءٍ اخرى ، من أمثال الدكتور احمد اهليل و الدكتور محمد القضاه و والده رحمه الله و غيرهم
هناك جموع و حشود من الناس ارتضى أن يسمع لهم ، و ليس جميعهم ممن يعتنق الدين الأسلامي ، بل هناك الكثير ممن يعتنق اديان و معتقدات اخرى ، يحضروا للإستماع لما يقولوا في الدين و تعاليمه ، ليعرفوا الغث من السمين ، و يطلعوا على الاسلام من افواه مسلمين اسلموا وأمنوا به عن عقيدة و ايمان ، و لديهم القدرة و الاقتدار أن يتحدثوا عنه كما جاء من لدى رب العزة اعزهم الله .. يتحدثوا عن الإسلام الذي حظ على احترام الاديان السماوية و الإنسانية جمعاء ، و يتكلموا عما قاله رسول الله صل الله عليه و سلم بأصحاب الكتب السماوية " من اذى ذمياً فقد اذاني" ، و عن حظه على العلم و التعلم ولو في الصين البعيدة عن دولة الاسلام في ذاك الزمان ، ومنع جنود المسلمين في الحروب من قطع شجرة أو قتل امرأة أو طفلاً أو شيخاً مسنناً ، حرم عليهم هدم بيتاً أو مسجداً أو كنيسة أو أي بيت عبادة .. و يذكروا الناس بحقوق الانسان و المرأة و اكرام اليتيم و مساعدة الفقير و العاجز وهذه هي تعاليم الأسلام و ما حظ عليها ، قبل أن تتأسس منظمات حقوق الانسان و قبل وضع الاتفاقيات و العهود التي تدافع عن الانسان و حقوقه و لم تُطبق على الأرض ب 1400 عام ..
فمن يرى بنفسه أنه يختلف عن عقلية و سلوك و تصرفات و نهج داعش و أخواتها ، ويعتبر نفسه مثقف ، فعليه أن يقبل الآخر حتى لو اختلف معه بالفكر و العقيدة ، و لا تُصيبه الجهالة عندما يختلف مع أجد ، و يناقش الفكر بالفكر و العلم بالعلم و الحجة بالحجة ، و يسعى لأن يُقنع و لا يمنع ولا يُطالب بإغلاق بيوت الله ... أنا لا أعرف شياً عن الداعية العريفي ولم أقرأ له و عنه ولا استطيع أن ابدي رأيي به و بفكره ، و هذا تقصير مني و علي تحسين ثقافتي و زيادة إطلاعي و معرفتي كما فعل غيري ، فلا استطيع و ليس من حقي أن انتقد هذه الجموع التي تتوافد لحضور محاضرة للداعية محمد العريفي و أمثاله ، الا عندما املك الحجة و البرهان . و ساخاول أن اثقف نفسي بما فيه الكفاية ، حتى لا اظلم و لا أُظلم ...