أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
فيتش: مشروع قانون الكهرباء بالأردن سيرفع توليد الطاقة المتجددة إعلام عبري يكشف الدمار الحقيقي لمستوطنات الشمال الأردن .. إتاحة الفرصة لمواليد 1957 فما دون أخذ مرافق للحج يديعوت أحرنوت: الاتفاق مع لبنان هدفه إبقاء حماس وحيدة الأردن .. درجات الحرارة هي الأبرد منذ سنوات بتشرين الثاني - تفاصيل 13.25 مليون يورو من المجلس الأوروبي للأردن لتعزيز القدرات العسكرية انـخفاض أسعار الذهب 30 قرشا بالأردن الثلاثاء الثلاثاء .. أجواء باردة وغائمة جزئياً سموتريتش يدعو مجددا لتهجير سكان غزة .. "لدينا فرصة مع ترامب" ما حقيقة وفاة عسكري ظهر محتفلاً قبل أيام بمناسبة تخرجه؟ مصابون بقصف لحزب الله على "نهاريا" .. والاحتلال يستنفر خشية هجوم صاروخي واسع (شاهد) ضبط اعتداءات لسحب مياه النبع وبيعها في وادي السير سوريا: قصف إسرائيلي يستهدف عدّة جسور في منطقة القصير بريف حمص الأشغال المؤقتة ٧ سنوات لامرأة وصاحب ملهى بتهمة استغلال فتاة قاصر في الاتجار بالبشر بدء تسليم تعويضات المتضررين من إزالة الاعتداءات على الشوارع الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياهو وغالانت خطوات التسجيل الأولي للحج إلكترونياً - فيديو فيديو - قوات الاحتلال تداهم منازل ومحلات في قلقيلية الأمن: لا حدثاً أمنيًا في إربد فقط تعطل بطارية سيارة كهربائية مسؤول رفيع بالناتو يدعو للاستعداد للحرب .. ويتحدث عن ضربة استباقية لروسيا

الموت الحزين!

12-08-2010 10:25 PM

لعل القارىء يتسائل هل هناك موت حزين وموت مفرح أقول لا – الموت كله حزين لكن هناك بعض القصص والأوجه حدثت أمامي وبعضها سمعتها من مصادرها الموثوقة للغاية وبعضها من أصحابها تجعل قصة الموت ليست عادية بل مليئة بالحزن وقسوتها تتخطى ألم الموت والفراق.

 

الوجة الأول ( عم عثمان الصومالي)

 

عم عثمان الصومالي ضخم الجثة ممتلىء القوام عريض الوجه قوي البنية, كان صديقي وأحب الحديث معه و شرب الشاي منه كان عم عثمان رجلآ من أنبل الرجال ملىء بالعزة والكرم والرجولة والصدق والطيبة والشهامة , كان يعمل مستخدمآ لعمل القهوة والشاي و في ذات يوم في مقر عمله طلب منه مديره المتعجرف رجل الأعمال فلان بن علان أن يعمل لعزيمة عنده كمية وافرة من القهوة والشاي , قام عم عثمان بعمل ما طلبه منه مديره وفي يوم العزيمة أحضر عم عثمان ولديه اللذين يعتزون بأبيهم اشد اعتزاز ويرونه أنه أقوى رجل بالعالم وأنبل انسان ومهم جدآ في مقر عمله فقد كان عم عثمان دائم الأناقة الثوب الأبيض الناصع البياض والغترة البيضاء بدون عقال التي كانت تضفي على جمال أخلاقه منظر الرجال والعطر الرائع وفي يوم العزيمة كانت زوجته تساعده في المطبخ أيضآ  وفجأة يزيد عدد الحضور وتنقص القهوة فنادى رجل الأعمال عم عثمان ليعمل المزيد فقال له عم عثمان أن كل المواد خلصت والسوق أقفل فما كان من رجل الأعمال المتعجرف الا أن يصفعه على وجهه أمام ولديه وزوجته حتى طارت غترة الرجل البيضاء من فوق رأسه على الأرض فوجهه لعم عثمان الأسمر تحول الى أحمر من شدة الغضب المكتوم في صدره وأصفر من شدة الخجل من أولاده وزوجته فبالكاد مسك دمعته وأتى أولاد عم عثمان يقبلون يديه ويلبسونه الغترة وقبلته زوجته من رأسه قالت له ولا يهمك انت تبقى تاج راسنا اتركه منه لله , فلم يتحدث عم عثمان بكلمه أخذ زوجته وولديه الى المنزل ولم يستطيع حتى أن يقود سيارته فركب سيارة أجرة وطول الطريق لم ينطق بكلمة واحدة حتى وصل البيت وأولاده حزينين على أبيهم فجلس على الأريكة الأرضية صامتآ ورأسه بالأرض لايستطيع حتى أن ينظر في وجه زوجته وأولاده طوال الليل حتى غلبهم النعاس فعندما استيقظت زوجته وجدة زوجها ممد على الأريكة و قد فارق الحياة فاستيقظ أولادها على صوت أمهم وألتفوا حول الأب بيبكون بألم وهو ملقى بينهم وزوجته تقبل رأسه وتقول له عشت يأبا محمد رجلآ ومت رجلآ ودفن بنفس اليوم حتى أن بعض أضراسه قد تكسر  جزء منهم من شدة قهره على نفسه ,أما ولداه الإثنين بعد سنين شاء المولى عز وجل أن يكون واحدآ منهم بمركز دولي مرموق والآخر جراح مشهور في كندا والإثنين يضعون صورة أبيهم (عم عثمان) بالغترة البيضاء بدون عقال والثوب الأبيض خلف مكاتبهم الى يومنا هذا, وأمهم متنقلة بين هذا الإبن وأخيه.

 

الوجة  الثاني (أحمد المحكوم عليه بالإعدام)

 

أحمد م. ع. شاب ملتزم وتظهر عليه ملامح التقوى في مقتبل العمر بأحد الدول العربية أتهم ظلمآ وعدوانآ بقضية سرقة وقتل , وفبركة القضية لتثبت التهمة عليه بالأدلة والبصمات (لاأريد أن أدخل في تفاصيل القضية ) فحكم القاضي عليه بالإعدام شنقآ فأدخل السجن وكان كريم الأخلاق مع زملائه لايسمعون منه الا الحمدلله , وتم تحديد يوم الإعدام وأبلغوا أهله ليودعوه فأتت أمه وأخوية وأخواته في الصباح الباكر من يوم تنفيذ الحكم وقد لبس بدلة حمراء وبينما يحتضن اخوانه وأخواته قالت له أمه يابني لقد حاولت انقاذك لكن الفقراء لايسمع كلامهم ولايقام لهم وزن اسأل الله أن يهون عليك وهي غارقة في دموعها ونحيب أخواته الخافت أبكى حتى الجنود وكان أحمد  بكل عزة يخفف عليهم  وهو من سيعدم وكان يقول لهم لاتحزنوا اني مشتاق لملاقة ربي وهذا ما يفرحني , فوصل الى والدته وقبل يدها وقال لها أمي قبل أن أعدم أرضي علي فبدون رضاكي لن يرضى الله علي وأنا دقائق وسأغادر هذه الحياة فرفعت يدها وقالت أشهد الله أن قلبي وروحي يافلذة كبدي قد رضوا عليك في حياتك وفي مماتك فقبل رأسها ويديها ومن ثم احتضنها واحتضنته وسط بكاء كل من حضر , ففجأة شعرت الأم بثقل على كتفها فاذا بولدها أحمد يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يحتضنها ويسقط من يديها على الأرض فنزلت الأم ووضعته على حضنها وتمسح بيدها شعره ودموعها تسقط على وجهه وتقول له رضيت عليكي ياولدي من كل قلبي , وأخذت تدعو: ربي فقدت ولدي وفقدني ولدي فعوضه الجنة والهمني الصبر – وقال زميله : أن أحمد ليلة تنفيذ الحكم كان يصلي ويدعو ويبكي وكان يكثر من الدعاء اللهم أمتني قبل أن ينفذون حكم الإعدام – فضج السجن في ذلك اليوم وسادت حالة من الفوضى والحزن بين الضباط والسجناء.

 

الوجه الثالث (الطفل حسن والسرطان)

 

حسن طفل في السادسة من عمره أصيب بمرض السرطان وبدأ شعره ورموشه بالتساقط نتيجة العلاج الكيميائي , كان دائمآ يسأل أمه عن سبب تساقط شعره ورموشه حتى أصبح رأسه فارغآ من الشعر تمامآ ويسأل لماذا كل هذه الأنابيب والحقن والأدوية؟ وكانت أمه تجيبه بحزن هذا عشان تصير قوي ويروح المرض عنك هذه انفلونزا بسيطة ياحبيبي فكان هذا الطفل دائم السؤال عن سبب عدم ذهابه للمدرسة وعدم رؤيته أصحابه وكان عندما يشتد الألم عليه يبكي ويطلب من أمه أن تعطيه أسبيرين فكان قلب والديه يتمزق وهم يروه يتألم ولايستطيعون فعل شىء وكان يسأل أمه لماذا والده يبكي عندما يراه , وعندما اشتد عليه المرض كان حسن على سرير المرض ويمسك بيد أمه وأكد الأطباء بأنه في المراحل الأخيرة وتم اعادته لمنزله فكان الألم يشتد عليه ويدخل في نوم لنصف ساعة ومن ثم يفيق ماسكآ يد أمه وهي بجانبه على السرير وأبوه لايقترب ينظر له من باب الغرفة فقط فكان يخاف الأب أن يفقد نفسه ويجهش بالبكاء أمام طفله , وكان حسن يقول لأمه أنه يشعر بتنميل في يديه وقدميه ولم يكن يعلم أنها لحظات الإحتضار فكأنه كان يشعر الطفل حسن أنه مقبل على تغير كبير ولم يكن يعلم أنه مقبل على مفارقة الحياة فبدأ جسمة يرتعش ونفسه يضيق وكان يقول لأمه (ماما أنا خايف) حتى فارق الحياة وهو ممسك بيد والدته فهاهي الأم قد بحلقت عيونها بابنها دون أن تذرف دمعة وتشهق من شدة الحزن فما سمع الأب شهيق والدة حسن حتى أيقن أن ولده توفى فهاهو يمشي بالبيت يمينآ ويسارآ لايعلم أين يذهب ويبكي بكاء كالأطفال حتى يدخل غرفة ولده ويحتضن زوجته ببكاء شديد , ثم يقومان بصلاة ركعتين وولدهم ممد على السرير راضين بقضاء الله وقدره.

 

 

 الوجه  الرابع (الإخوة الثلاث)

 

(خالد وعمر وعلي) ثلاثة اخوة شباب يدل مظهرهم على التقوى  تجمعهم الطيبة الشديدة يقدمون الخير للجميع وبعيدين كل البعد عن المشاكل والمخاصمات حتى لو اعتدى عليهم أحد لقاموا بالإعتذار له , حيث حدث أن أحد السائقين تلفظ عليهم بشتم فما كان من الإخوة الثلاثة الا أن قالوا له: سامحك الله وهداك يا أخي.

 

فهذا يدل على رقي تربيتهم وأخلاقهم الإسلامية الرائعة  بأحد أيام رمضان كان الثلاثة مع والدتهم بعد صلاة الظهر وكان أبوهم يمازحهم بقوله بأنه لم يعد مهمآ عندهم أمهم فقط , فيقبلونه من رأسه ويقولون له نحن جنودك المخلصين فالأب لواء  متقاعد , ومن ثم طلبة والدتهم باحضار بعض المأكولات فذهب الثلاثة بسيارة واحدة واذا بسيارة مسرعة كالصاروخ تتجاوز الإشارة الحمراء وترتطم بهم أدى الى شطر السيارة الى عدة أجزاء وتوفي الثلاثة اخوة على الفور وتوفي سائق السيارة المتهور رحمهم الله جميعآ , فاذا بالأم تقول لوالدهم تأخروا الأولاد ياأبو خالد وقلبي مثل النار عليهم واذ بهاتف والدهم يرن ويلقى اتصالا من مدير شرطة القسم الفلاني يطلب منه حضوره فيهرع الأب الى المخفر وقلبه يدق الف مرة وهو متيقنآ أن مكروهآ ما حدث لأبنائة وهو يعلم أن أبنائة طيبين ليسوا من أصحاب المشاكل , فيصل الأب الى مدير المخفر فيهدىء باله ويأخذه بسيارته الخاصة الى المستشفى فالأب يحاول أن يقنع نفسه بأن الأولاد متأذيين فقط ولكن في قرارة نفسه متيقن أنهم توفوا , فيصل الى المستشفى ليرى جثامين أولاده الثلاثة ممدين على الأسرة مضرحين بالدماء وجزء من أجسادهم ممزق فينظر لهم واضعآ يده فوق رأسه ويقول ياويلي الثلاثة راحوا مني دفعة واحدة كيف سأتحمل هذا ؟وهو يبكي وكيف أبلغ أمهم؟ وكيف أعيش بدونهم؟ ولمن أعيش؟ ثم يرفع يديه أمام الجميع ويدعو ربي أن أبنائي ماتوا بحادث وهم صائمين فهم ياربي في ذمتك فتقبلهم شهداء ربي أني رضيت بقضائك فأرضي أولادي بالجنة واجمعني معهم ربي اني اودعتك اياهم , وامتلأت المستشفى بأقاربهم وأصر الأب أن يذهب لأمهم بنفسه فوصل اليها وركبت معه بالسيارة وطوال الطريق تقول له طمني ياأبو خالد , حتى وصلا الى بوابة المستشفى وقال لها ان الأمانة هي أثمن حق يجب أن يؤدى فقالت له الأم نعم وماشأن هذا بالموضوع , فقال لها صبرآ يا أم خالد لو أن معاكي أمانه هل تغضبي لو استردها المؤمن قالت طبعآ لا هذا حق , فقال لها : لو عندك ثلاثة أمانات هل ترديها الى من أمنك عليهم فصرخت بصوت عم أرجاء المستشفى الأولاد الأولاد وصارت تركض وهي كبيرة بالسن نوعآ ما فوجدت أقاربها قد ملئوا أروقة المستشفى فزاد صراخها ومن ثم دخلت الى غرفتهم  فرأتهم على الأسرة وشرعت في حضنهم وتقبيلهم وهي تبكي بألم وحرقة شديدين  ثم قالت يا أبو خالد الأولاد نايمين صحيهم خليهم يفطروا معنا ثم تغطي واحدآ تلو الآخر وتقول لهم ناموا وسوف ايقظكم قبل المغرب , في المقبرة أصر الأب أن يدفن أبناءه الثلاثة بيده فدفنهم جميعآ وكان يقبل كل ابن قبل أن يضع التراب عليه وما أن انتها من دفنهم حتى سقط مغشيآ عليه , الأم حتى يومنا هذا تهز رأسها يمينآ وشمالآ وما أن تسألها كيف حالك فتجاوبك (خالد وعمر وعلي) وتذرف دموعها , ماذا تحبين أن تأكلين فتقول (خالد وعمر وعلي) أفطروا ولا لسه صايمين , ولاتأكل شيئآ حتى تقنعها بأن أولادها سوف يزعلون لو لم تأكل وكل يوم تنام بغرفة أحدهم وتستمر بالقول اشتقت  لحبايبي , والمحزن أن على طاولة الطعام تصر أن تضع صحون أبناءها وحتى هذا اليوم تغسل ملابسهم وتكويها وتصنع أكلاتهم المفضلة , وفي كل عيد تبكي بشدة هي وزوجها عند سماعهم الله أكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا , وتقول يونكم ياحبايبي تعيدوا معي؟ رحمهم الله جميعآ.

 

الوجه  الخامس (الرجل الفقير)

 

رجل فقير عنده ولدين وابنة يعمل عاملآ في أحد المصانع داهمه مرض الفشل الكلوي وطبعآ نظرآ للإرتفاع الباهظ في تكلفة العلاج عجز عن تلقي العلاج المناسب تم الإستغناء عنه في المصنع لتغيبه المتكرر والطويل وهذا للأسف أصبح طبيعي فالعامل الإنساني معدوم أما أولاده وبناته يحترقون من أجل والدهم اللذين يروه يتألم ولايستطيعون فعل أي شىء وفي أحد الليالي بينما هو على سريره نادى زوجته وأولاده وبناته فاجتمعوا عنده وقال لهم : ياأم فلان ياأولادي وبناتي اني مفارقكم الليلة ودموعه تنهمر وسط بكاء زوجته وأولاده وبناته وقال لهم ما أصعب على الإنسان أن يودع أهله للفراق الأبدي والله أن الموت أهون علي من قلقي عليكم فانا أترككم بلا ارث ولا مال ولا عقار في مواجهة حياة قاسية وأبنائي وبناتي مازالوا صغارآ وأنتي يا أم فلان أشهد الله أنك تحملتي فقري وعصبيتي وكنتي خير امرأة وقفت معي بفرحي وحزني أوصيكم بأن تبقوا عصبة واحدة ولاتتركوا أمكم وأتقوا الله في كل أموركم وسامحوني يا أبنائي فلم أترك لكم ما يأمن حياتكم عن المهانة فقالت له زوجته: يا أبافلان شدة وتزول وأنت ستعود اقوى من قبل ان شاء الله فقال لها:  لاأظن ذلك فقد دنى أجلي وحانت ساعتي والفقراء أمثالنا لاتبكي الناس عليهم فالناس لايبكون الا على الأغنياء ولاتهتم الناس بشئون الفقراء عاشوا أو ماتوا ...يالاحظكم ياأسرتي سيرحل معيلكم وقلبه قلق عليكم ثم طلب أن يدعوه ينام فتركوه ليعودوا اليه ليجدو سبابته ترتفع بشهادة لااله الا الله وأن محمدآ رسول الله ويشهق ويبحلق بنظره للأعلى ويفارق الحياة , فتبكي زوجته وتقول: أين تركتني يا أبا فلان أنا وهؤلاء الأطفال وترفع يدها الى السماء لتدعوا: ربي ألطف بحالنا وأغننا عن العالم أجمعين وأجعل الناس بحاجتنا ولاتجعلنا بحاجتهم ربي استرني أنا وأطفالي ربي اني أرعى أيتامآ فارعنا بعينك التي لاتنام وكانت الزوجة ترتعش خوفآ من مواجهة هذه الحياة القاسية وفكرها بأولادها أنساها حتى حزنها على زوجها الحبيب , بعد ذلك عملت الزوجة تارة خادمة وتارة منظفة في المستشفى وتارة بائعة جوالة وسجلت اسمها في الشئون الإجتماعية وكانت تحرص على أطفالها أن يكملوا دراستهم   وبقيت تعمل حتى أنهوا دراستهم الجامعية بل وكان الأبناء يعملون الى جانب والدتهم في الخدمة حتى عمل أحدهم في شركة أمريكية وأكتشفوا موهبته وقاموا بدعمه وافتتح شركة صغيرة واخوانه متخصصة بالأدوية الى أن أكرمهم الله وأصبحوا من كبرى الشركات في العالم العربي وقاموا بافتتاح مركز غسيل كلوي مجاني حتى أن الجميع صار يلجأ أليهم فالله سبحانه وتعالى  استجاب دعوة الأم المسكينة  وأصبحوا شركة يشار لها وأسموها شركة أبناء فلان القابضة وصورة أبيهم في مقدمة الشركة وهي معروفة للغاية في العالم العربي , والجميل أن والدتهم أفتتحت مركزآ لرعاية الأيتام والأرامل جزاهم الله خيرآ.

 

 

الوجه  السادس (طفل من الشيشان)

 

رستم دفلوكيتش طفل شيشاني من عائلة مستورة يعيش في العاصمة الشيشانية غروزني أمه ربة منزل ولديه أخوين وأختين والده يعمل في محطة للسكك الحديدية كان حنونآ بشدة على أولاده وزوجته يحضر لهم أطيب الطعام ويلبسهم أفضل الملابس وكان يحكي لإبنه رستم عن بطولات الأبطال الشيشانيين وعملهم الفدائي للدفاع عن أراضيهم وأعراضهم وكان الأب يقول لإبنه ياولدي ان هولاء المدافعين عن بلادهم هم أفضل بني البشر والشهداء يدخلون الجنة باذن الله وكان يروي له الروايات عنهم وكيف يقاومون ويصدون الهجوم بكل رجولة وشجاعة ويبقى يحدثني عنهم حتى يغالبني النعاس ويقبلني ,  وكان أبي يسافر بين كل فترة وأخرى وفي أحد سفراته الدائمة اذ باسمع صوت زغاريت نسائية في منزلي وأصوات طلقات نيران من الجيران فرحآ وسمعت الجميع يقول لجدتي وأمي مبروك...مبروك فعرفت تمامآ أن والدي قد عاد ففرحت بشدة   وهرولت من الدرج أقفز كالغزال فقد اشتقت لوالدي الذي أحبه وفجأة اذ أرى أبي ممد على لوح خشبي مضرحآ بدمائة وملفوفآ بالعلم الشيشاني هنا صابني دوار شديد وقشعريرة غريبة وكان أبي كالنائم على هذا اللوح الخشبي وابتسامته الدائمة مازالت على وجهه وعندما سمعت مبروك الشهادة هنا عرفت تمامآ أن أبي هو أحد هؤلاء الأبطال الذين كانوا يدافعون عن ارضهم وهو أحد الشهداء الذي كان يحدثني عن بطولاتهم وهنا اعيدت الى ذاكرتي كيف كان يحضنني ويلاعبني ويفاجئني ليحملني ويوهمني أنه سيرميني فما وجدت الا دموعي تنهمر بشدة وأمي وجدتي يبكين ويزرغدن ويتلقوا التهاني من جيرانهم وهم يبكون أيضآ لحظات الا وحمل أبي على الأكتاف ليدفن وصت صيحات الله أكبر ...الله أكبر ووالدتي تقول الله معك ياأبورستم , فركضت اسفل الدرج أبكي وخائفآ الى أن أحتضنتني جدتي وهي تقول أفتخر بنفسك يارستم فأبوك بطل شهيد فهدأت وفي الليل ذهبت الى سريري للنوم بانتظار أبي يأتي ويحكي لي قصص الأبطال ويقبلني لكنني أيقنت تمامآ أنه لن يأتي الى الأبد فدموعي قد أملئت الوسادة وأنا حتى يومي هذا أحلم بوالدي البطل كل ليلة, عله يأتي ويروي لي القصص ويقبلني ولكنني أعرف تمامآ أنه لن يأتي الى الأبد.

 

عل وعسى يعرفون القراء أن ليس كل موت قاس كغيره الا أن هناك أوجه يتفطر القلب والوجدان من أجلها ...اللهم حقق أحلامنا...وأختم بالصالحات أعمالنا.

 

 

 

الإعلامي / 

فادي ابراهيم الذهـبي

 جدة

 

fthahabi@prandmedia.org





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع