بقلم الطالبة / دانا جهاد
بداية أبارك لجلالة الملكة\" رانيا \" المعظمة حلول شهر رمضان المبارك وأشكر لجلالتها لفتتها الملكية السامية التي حواها مقالها الدافيء والذي خصت به فئة من أبناء المجتمع من الأيتام المتواجدين في دور رعايةالأيتام من الذين أنهوا الثانوية العامة هذا العام ؛ وقرارها مع سيد البلاد جلالة الملك\" عبدالله الثاني \" يحفظه الله ؛ التكفل التام ب 200 يتيم منهم . داعية الله لها أن يوفقهما دائما إلى كل مافيه خير وسعادة الناس الضعفاء والفقراء والمساكين والمحرومين في وطننا الحبيب ؛ وفي سائر دول العالمين العربي و الإسلامي .
وإنه وتعليقا على المقال الذي أتحفتنا به جميعا جلالة الملكة وأثلجت به صدورنا في غرة شهر رمضان المبارك ؛وأفرحت به الكثير من القلوب العطشى للحب والحنان والرعاية .
فإني أرجو أن تسمح لي جلالة الملكة بتوضيح أمر من الأمور التي قد تغيب عن بال الكثيرين .وهذا الأمر هو : -
إن هناك فئة كثيرة من أبناء وبنات المجتمع أيتام وماهم بأيتام ؟؟؟؟ إذ أنه وبالرغم من وجود آباء وأمهات لهم يعيشون بينهم ؛ إلا أنهم في رأيي الشخصي و في نظري هم أيتام . بل إنهم قد يكونون أشد يتما وأكثر ألما وربما يكونون أكثر معاناة وأكثر حسرة من أولئك الأيتام الذين فقدوا أهاليهم .
ربما سيستغرب البعض منكم قولي هذا ؛ ولهذا إنه من المتوقع أني سأجد من بين من يقرأ مقالي هذا من يتساءل و يقول : كيف ذلك ؟
أي كيف يمكن أن يكون هناك إنسان ما يتيما وهو ليس بيتيم ؛ وخاصة أن والديه مازالا على قيد الحياة ؟؟
لو تحدثنا في هذا الموضوع ياصاحبة الجلالة ، بإسهاب وتفصيل ، فإن شرحه وتوضيحه سيطول ويطول ؛ لكن وإختصارا للوقت ،فإني سأحاول ايجاز الكلام والدخول في الموضوع مباشرة ...
فأنا هنا أشير وأتكلم عن نوعية معينة من الناس الأيتام الذين يختلف يتمهم عن يتم الأيتام الآخرين ؛
وهم الأيتام الذين يعيشون بيننا بالرغم من وجود والديهم .
وزيادة في التأكيد وزيادة في التوضيح أكثر وأكثر فأنا بشخصي أتبر نفسي واحدة من هؤلاء الأيتام الذين أقصدهم . مع العلم أنه يوجد هناك الكثيرين من الأيتام أمثالي .
إن هؤلاء الأيتام الذين أعنيهم والذين أشير لهم ، هم معظم الطلاب والطالبات الدارسين في الجامعات الحكومية على نفقتهم الخاصة ؛ وأخص بالذكر منهم المتفوقين والمتفوقات من الفقراء والمساكين .الذين يعانون ويصرخون ويئنون ويبكون ويتحسرون ويتألمون من غير أن يلتفت لهم أحدا ، ودون أن يسمع بهم أحد لا من قريب ولا من بعيد .
إذ أنه وبالرغم من تفوقهم ونبوغهم العلمي والأكاديمي في جامعاتهم إلا أنهم في غاية الحزن والشقاء؟؟
وذلك لأنهم عاجزون عن مواصلة الدراسة حتى نهاية المطاف ؛ وعاجزون على الوصول إلى شاطيء الأمان .فهاهم لايعرفون ماذا وكيف يتصرفون ...
وذلك لعدم قدرتهم و أهاليهم على دفع رسومهم الدراسية أومصاريفهم وأجور سكناهم ومواصلاتهم ... خاصة إذا كانوا يدرسون في جامعات بعيدة .
إني أستأذنك يا صاحبة الجلالة أن أسمح لنفسي أن أسأل وأتساءل :
1 ) _ ألا يعتبر هؤلاء أيتاما بحق أيضا ؟؟
2 ) ألا يحتم علينا الواجب أن يتم الإلتفات إليهم و مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم أيضا لكي يصلوا إلى شاطيء الأمان على أقل تقدير .؟؟
3 ) _ ألا يمكن للدولة أن تخفف عنهم ولو قليلا ؟؟
4 )_ أليس من حق هؤلاء أن يكملوا دراستهم وهم يشعرون بالأمن والأمان ؟؟
5 ) أليس بالإمكان أن يصدر قرار يتم بموجبه إعفاء كل طالب وطالبة كان قد حصل أي منهم على معدل 90% ومافوق في الثانوية العامة من الرسوم الجامعية الباهظة ؟؟
وهذا في رأيي هو أقل تكريم ممكن أن تقدمه الدولة لطالب متفوق ...
صاحبة الجلالة .... إن الطلبة المتفوقين هم خيرة شباب وشابات بلادنا ؛ وهم الذين سيعتمد علي سواعدهم وعقولهم بناء الوطن ورفعته وإعلاء شأنه مستقبلا .
فثروة الوطن الحقيقية لايمكن لها أن تقاس إلا بما هو متوفر لديه من جيل شاب مثقف ومتعلم ومتفوق ؛ وليست بأي شيء آخر .
آملة أن يصل تعليقي هذا إلى جلالة الملكة رانيا المعظمة حبيية القلوب ونصيرة الفقراء وأمل الضعفاء والمساكين بعد الله.
داعية الله سبحانه وتعالى لجلالتها بالسعادة والهناء في حياتها والصحة والعافية الدائمة في جسمها ؛ وأن يحفظها لنا وأن يديمها ذخرا وسندا لنا جميعا في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك \"عبدالله الثاني\" أطال الله في عمره و أدام ملكه وأدام عزه وحفظه والأسرة الملكية الهاشمية من كل شر .
اللهم آمين والحمدلله رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دانا جهاد
طالبة جامعية _ كلية الهندسة
danajehad@ hotmail.com