الحكومة لا تبحث عن الشعبية !! هذه الجملة كررها رئيس الحكومة أكثر من مرة وبأكثر من مناسبة وخاصة بعد كل أزمة تمر بها الحكومة وتلجأ بها الحكومة الى حلول فردية استبدادية اقصائية (عرفية) لا ترضي كل المجتمع أو حتى بعضة , لذلك تلجأ الحكومة الى استخدام عبارة ان \" الحكومة لا تبحث عن الشعبية \" لتبرير قراراتها التعسفية الغير شرعية .
الغريب أن كل حكومات العالم وكل الكتل والكيانات والأحزاب السياسية همها الأول ومطلبها الأول الحصول على الشعبية لذلك نجدها تلهث وتركض وراء ثقة ورضا المواطن وبالتالي الشعب , لكي يفوضها باستعمال السلطة التي هي ملكة نيابة عنة لأنه هو مصدر السلطات وفق كل دساتير العالم إلا الحكومة الأردنية الوحيدة بالعالم التي لا تبحث عن هذه الشعبية أو هذا التفويض , لذلك فان الشعبية لدى النظم الديمقراطية والأمم الحية تعني\" الشرعية \" فكل ما كانت الحكومة تحظى بشعبية اكبر يعني أنها تحظى بشرعية وقبول اكبر وكلما انخفضت شعبية أي حكومة معنى ذلك ان شرعيتها انتهت او التفويض الممنوح لها من قبل الشعب قد انتهى ولابد من استبدالها أو إقالتها من خلال صناديق الاقتراع .
عدم طلب الشعبية او عدم البحث عنها يعني إما ان الحكومة لا تعترف بالدستور الذي بنص على ان الشعب مصدر السلطات وتعتبر نفسها مصدر السلطة وإنها حصلت عليها من السماء ولا يجوز معارضتها وبالتالي لها الحق في استعمالها بالطريقة التي تناسبها دون الاكتراث والاهتمام برأي المواطن مهما لحق به من أضرار , او أنها تنظر الى المواطن الأردني بأنة غير ناضج وغير واعي وبالتالي تتعامل معة بطريقة الوصي الشرعي على القاصر .
تدرك الحكومة الأردنية ان الشعب مصدر السلطات وتدرك تماما ان المواطن الأردني ناضج وواعي ومدرك وقادر على اتخاذ القرار المناسب , لذلك يجب على الحكومة عدم التعامل بفوقية مع المواطن الأردني وعدم التعامل معة بعقلية الأب العاقل والابن الجاهل او بعقلية الوصي الشرعي على القاصر وعليها ان تبذل كل ما تستطيع من جهد وعمل وسهر لنيل رضا المواطن وكسب ثقته , وعليها التوقف عن ترديد عبارة \" الحكومة لا تبحث عن الشعبية \" لان الشعبية تعني \" الشرعية \" .