مع بداية شهر رمضان في كل مكان يذهب الناس بتفكيرهم الى امور كثيرة منهم من يفكر كيف يختم كتاب الله ومنهم من يفكر كيف يقوم رمضان إيمانا واحتسابا ومنهم كيف يؤمن قوت يومه ومنهم كيف ينتهي منه بأسرع وقت ومنهم لا هذا ولا ذاك .....
وربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) ..... شهر فيه الخير كله من رزق وراحة نفس وشفاء و آمان .....
ولكن الناس جعلوه شهر إسراف وتبذير حيث لو أردنا ان نجعل قسمة كاملة للمصروف في رمضان وفي غيره من الأشهر لوجدنا ان المصروف الشهري يزداد ضعفا كاملا ..... حيث لو قلنا ان مصروف البيت في الشهر هو 200 دينار الأصل ان يكون في رمضان 100 دينار وذلك اننا في غير رمضان يكون كامل اليوم فيه مصروف خاصة في الشرب والطعام مع تأكيد فترة النوم التي تكون عبارة عن فترة ميتة ليست محتسبة ..... هذا في الأشهر العادية أما في رمضان فالأمر مختلف كليا حيث نصف اليوم يمر دون شراب ولا طعام وحركة الجسد تكون اقل بحيث تقل مصاريف المواصلات ... ولكننا نجد المواطن يأبى ذلك ...... ويظهر كنزه ( الملايني )
و لو نظرنا إليها من زاوية أخرى تتعلق بالاقتصاد الوطني لوجدنا ان الأصل فيه التوفير بمقدار النصف ,, حيث الدوام يكون اقل ومصروف الكهرباء أقل والمواصلات اقل .... الخ
بعد كل هذا لماذا يكون هذا الشهر - مع قلة الحركة والاكل والشرب فيه – شهر اسراف وليس شهر توفير واقتصاد ... وسبحانه تعالى يقول ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) هذا امر رباني لنا بالاعتدال في المأكل والمشرب والإنفاق ....
ولو نظرة أخرى أيضا الى حالنا وأرقامنا القياسية في موسوعة غينيس هل هي صناعة طائرات ام صناعة سفن تجري باحتراق الماء الداخلي ( توهم فكري ) ام باستطاعة حفر أنفاق بمدة قياسية عن طريق آلة عجيبة .... ليس هذا ولا ذاك إنما أرقامنا القياسية هي عبارة عن اكبر صحن حمص واكبر سدر كنافة وسدر كبسة وفتة .... الخ
كل هذه المفاخرة هي بالإسراف والتبذير دون أدنى فائدة تذكر ....
علينا بترشيد استهلاكنا لان الأيام القادمة صعبة .. وعلينا اغتنامها بالأعمال الصالحة والصدقات .. وأدعو الله بحفظ هذه البلاد من كل سوء وان يحفظ شعبها ويرزقهم ....
الشيخ محمد عايد الهدبان
Malhadn2000@yahoo.com
0777215639