لطالما سائني هذا السؤال ، لم أستسغه يوما ، كان ولا زال يولّد لدي حالة من الشعور بالنقص وكأنّ المرشح الذي سأنتخب هو القيّم على كل اموري وهو المسؤول عني وهو الذي يرعى أموري كلها...وكأنه "زلمة الدار" وعلى العموم لم اجب يوما مباشرة على السؤال كنت دائما حذر فلا اجيب.
"أبيش عنّا نسوان تترشح" تسمع هذه العبارة وكأن المرأة التي سترشح نفسها للنيابة مجرمة أو ستجلب العار للعشيرة بترشحها للمجلس النيابي ، على العموم هذه النظرة ترتبط بحالة عدم الثقة بالنفس التي تستحوذ على اصحاب مثل هذا الفكر وبالتالي تنعكس على ردود فعلهم بهذا الخصوص.
في آخر دورتين إنتخابيتين شهدنا إجتماعات عشائرية لبعض العشائر لأختيار مرشح واحد من العشيرة ، ذلك أنّ وجود أكثر من مرشح سيذهب جميع الأصوات أدراج الرياح، وللأسف لم أسمع عن عشيرة إختصّت نساؤها بإجتماع لأختيار مرشحيها وكأنّ صوت المرأة في تلك العشائر هو تحصيل حاصل فهي إما تابعة لزوجها أو لأبيها ، فهي بلا قرار وبلا إرادة.
كنت أتخيل أنّ أي مجلس نيابي لن يقدم أو يؤخّر ، فالنظرة التشاؤمية تجاه الأوضاع الداخلية في الأردن وأنا أقصد بذلك السلطة المطلقة التي نشعر بها بأيدي الوزراء فهم يفصلون ويقدمون ويؤخرون دون رقيب أو حسيب، والشعور بأنّ هناك أشخاص متنفذين يبيعون ويشترون بنا كما يشاءوا والاحساس العام بالظلم وأن لا نصير لنا كمواطنين -وحال المعلمين الذين تم أستيداعهم والحكم الذي تلقاه محمد السنيد- أكبر شاهد يدفعان بي الى ذاك الأعتقاد.
اليوم انا أؤمن تماما ان صوتي هو الذي سيصنع التغيير ، وأنّ إحجامي عن التصويت هو الذي سيعطي للفاسدين المجال في صنع مستقبلي أو على الأصح "شطب اللي ظل منه".
هذه الإنتخابات بنكهة مختلفة ، قاطعها من قاطعها وشارك فيها من شارك ، في هذه الأنتخابات صدقوني لن ينجح الا من يستحق ان شاء الله وانا عندما يسألوني "مين زلمتكوا؟" ساقول انا سأنتخب سيدة أعرف انها تستحق صوتي " واحنا عنا النسوان بتترشح للنيابه" لأن النساء اللواتي أنجبن نسورا كأبناء عشيرتي قادرات وبكل سهوله على حمل أمانة أصواتنا في المجلس القادم.
قصي عبد الرحيم النسور