الشعوب العربية منذ مائة عام تدفع ثمن أخطاء قادتها ، الشعوب العربية تنال بكل بساطة عقاباً لأنها مُـلك قادتها ، الشعوب العربية تملك أوطانها لكنها هي مغتصبة والفلسطينيون وحدهم استثناءً ، وطنهم مغتصب ، ويملكون أنفسهم ، أيها نختار شعباً وطنه مغتصب ويسعى إلى تحريره أم شعباً يملك وطنه لكنه هو المغتصب ؟
ضحكنا كثيراً على أنفسنا بالتصفيق للحاكم العربي الذي يغتصبنا ، لأنه ترك لنا وطناً نسكن فيه ، لأنه لم يشردنا من وطننا ، وقالها بصراحة : أنتم لي والوطن لكم ، واليهود طردوا الفلسطينيين من وطنهم وقالو لهم وطنكم لي وأنتم أحرار خارجه ، لم يمتلك اليهود الفلسطينيين لكنهم امتلكوا وطنهم ، ونحن لم يمتلك الحاكم العربي وطننا لكنه امتلكنا ، نحن شعوب مغتصبة في أوطانها ، وهم وطنهم مغتصب ويملكون أنفسهم ، من يبكي على من ؟
في النهاية سوف يسعى الشعب الذي أُغتُصِب وطنه لاستعادته فهل يسعى الوطن لاستعادة شعبه المغتصب ؟
اليمنيون مغتصبون من أكثر من حاكم ويدفعون الثمن لكنهم يملكون اليمن ، والسوريون مغتصبون ، والليبيون مغتصبون ، وقبلهم المصريون والتونسيون ، ولا ندري أي شعب من الشعوب العربية سيدفع الثمن في المرة القادمة عقاباً للحاكم إذا كنا لا نملك أنفسنا فقد أضعنا كل شيء حتى لو ملكنا العالم ، دعونا نحرر أنفسنا .