زاد الاردن الاخباري -
تعاني السلطة الوطنية الفلسطينية من ازمة المالية، تعد مؤشرا خطيرا وعاملا جديدا ضاغطا على السلطة وعلى المسيرة الوطنية الفلسطينية عموما نظرا للتداعيات الخطيرة التي يمكن ان تظهر خلال الاشهر القليلة القادمة والتي لا تقتصر فقط على عجز الميزانية وعدم دفع الرواتب بل ستطال مختلف مشاريع البناء الفلسطينية كما تطال مقومات الصمود الفلسطيني.
وتؤكد مصادر فلسطينية مسؤولة، ان سبب هذه الازمة المالية هو تخلف غالبية الدول العربية وبعض الدول المانحة عن الوفاء بالتزاماتها المالية للسلطة الوطنية.
فكما يتضح من تقارير تم نشرها مؤخرا فان اربع دول عربية فقط سددت كامل التزاماتها المالية للسلطة الوطنية وهي : الاردن ومصر والسعودية وقطر فيما تخلفت باقي الدول العربية وعدد من الدول المانحة.
واشارت صحيفة القدس المقدسية الى ان هذا الامر يضع علامة استفهام كبيرة ليس فقط حول جدية ومصداقية التعهدات التي قطعتها هذه الدول على عاتقها في مؤتمرات الدول المانحة وانما ايضا على الاسباب الكامنة وراء هذا التخلف من جهة ويثير من الجهات الاخرى تساؤلا كبيرا حول البدائل المتاحة امام السلطة الوطنية لتعزيز مقومات الصمود والمضي قدما وحول مدى سلامة الاعتماد على هذه المساعدات كمقوّم رئيسي في وجود واستمرارية عمل السلطة الوطنية.
وثمنت الصحيفة واسعة الانتشار , الموقفين الاردني والمصري "حيث قامت الشقيقتان مصر والاردن بسداد كامل التزاماتهما رغم ما نعرفه من صعوبات اقتصادية تواجه البلدين، هذا عدا عما تقدمانه من مساعدات متعددة الاشكال والاوجه خارج اطار التزامات الدول المانحة وعدا عن الدعم السياسي والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في المحافل الدولية وفي مواجهة ما تقوم به اسرائيل وما تمثله من تحديات".
كما ثمنت قيام السعودية وقطر وبعض الدول المانحة بسداد التزاماتها، الا انها تساءلت حول السبب الذي يدعو دولا غنية اخرى في الخليج ودولا عربية اخرى الى التخلف عن سداد هذه الالتزامات؟! وقالت ان ذلك "يثير في الاذهان تساؤلا نتمنى الا تكون الاجابة عليه ايجابية وهو: هل تخلى العرب عنا؟! .
واوضحت الصحيفة في مقال افتتاحي أن الساحة الفلسطينية التي تعاني اصلا من تداعيات استمرار الاحتلال ومواقفه وممارساته ومن الاثار المأساوية لحالة الانقسام ومن المخططات الاسرائيلية المتسارعة في القدس التي يفترض انها تهم الامتين العربية والاسلامية ليس بحاجة الى مزيد من عوامل الضغط وخاصة من الاشقاء العرب الذي يفترض انهم يدركون ان ما يقدمون من دعم مادي للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية انما يسهم في تعزيز مقومات الصمود في القدس خاصة وفلسطين عموما، وهذا الدعم لا يمكن أن يكون صدقة أو منّة بل هو واجب على كل عربي ومسلم .
وختمت الصحيفة بالقوا :"في المحصلة فان التقاعس عن تعزيز الصمود الفلسطيني وتعزيز مقومات مواجهة مخططات تهويد القدس وترك الفلسطينيين لمصيرهم دون عون أو سند انما يشكل وصمة عار في جبين كل من يرفع شعار الانتماء لهذه الامة ويرفع اسم القدس وفلسطين وفي نفس الوقت يتقاعس عن نصرة ودعم الشعب الفلسطيني بجزء يسير من موارد هذه الامة فاذا لم تكن موارد هذه الامة الهائلة خاصة النفطية فيها مكرسة لنصرة القدس وفلسطين فلمن تكرس هذه الموارد وكيف يمكن لاصحابها ادعاء الانتماء لهذه الامة وقضاياها بل وقضيتها المركزية فلسطين فيما يعاني اطفال فلسطين الحصار والجوع وتعاني القدس واهلها بل يعاني الشعب الفلسطيني بأسره دون سند أو نصير ؟!".
منبر الراي