زاد الاردن الاخباري -
مع حلول شهر الرحمة والمغفرة ، تبدأ بعض العادات التي أمرنا بها ديننا الحنيف بالعودة الى مكانها الصحيح مثل التواصل والألفة عند الكثيرين ومن العادات الجميلة التي لا تظهر في الأشهر الباقية من السنة هي تبادل الأطباق اليومية بين الناس خاصة الجيران.. اليس أجمل ان نرى الشوارع قبل اطلاق صوت الاذان بدقائق مليئة بالاطفال يحملون الصحون ويتجولون من باب الى باب ومن حارة الى حارة ويهنئون جيرانهم بحلول شهر البركة والرحمة.
بصمة
اكدت سهاد طه مواطنة دانماركية ان الإنسان يسعى في هذا الشهر الفضيل ان يترك بصمة واضحة في فعل الخير وخاصة أن الله سبحانه وتعالى يضاعف الأجر في هذا الشهر .. اما اهتمام الجار بالجار فهو سنة نبوية شريفة أوصانا بها رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم"ونحن نعتز بالجار كالاخ وعلى حد قول المثل"جارك القريب ولا أخوك البعيد".. كما اننا طيلة السنوات الماضية ونحن نتبادل الاطباق بين الجيران المقربين ومنهم الدانماركيين كي نشعرهم بعاداتنا وتعاليم ديننا الحنيف خاصة وأنه لا مكان هنا للعائلات الفقيرة ومن احدى جاراتي سيدة مسنة أصبحت تسألني دائماً متى سيأتي رمضان لنتذوق طعامكم العربي وبدورها اصبحت تأتي لزيارتي لتهنئني بحلول الشهر الفضيل في اليوم الأول.
يرحم ايام زمان
نسرين شريقي ربة منزل قالت: الله يرحم زمان وايام زمان لقد كانت العائلات المستورة تنتظرحلول شهر رمضان لتحل عليهم نعمة هذه الظاهرة الجميلة رغم قلة الأصناف التي كانت تزين المائدة الرمضانية الا انه كان ينطبق عليها"لقمة هنية بتكفي مية"كما انها تزيد من التواصل بين الناس وتكفي كل بيت محتاج من العوز وهذا لا ينطبق على صحن الطعام فقط بل نتأمل ان يشمل كل شيء ممكن ان يكون بحاجته الناس الأقل حظاً.
مساندة معنوية
ويرى يوسف الملا ان تبادل الاطباق بين الجيران هي فعلاً من العادات الجميلة وكانت تسعد الناس رغم بساطتها كما انها مساندة معنوية بين الاهل والجيران ومن اهم العادات التي تظهر بوضوح في هذا الشهر الفضيل ، وتمنى الملا ان تعود هذه الظاهرة الى شارعنا العربي بشكل خاص وان لا تقتصر على هذا الشهر فقط بل تستمر طوال السنة.
العودة للعادات الجميلة
من جهتها بينت روعة درويش انه يجب السعي لعودة العادات الجميلة الى هذا الشهر الفضيل ونحن ولله الحمد ما زلنا نلتزم بهذه العادة ومنذ سنوات قليلة قررنا على مستوى الجيران ان نتفق في تقديم الوجبة اليومية فيما بيننا كي لا تكون متشابهة ولا يستفيد منها الجار كما اننا نحرص على ارسال طبخة مشتركة بين الجيران نرسلها الى المسجد. واضافت روعة: ان حال شهر رمضان اصبح ينطبق عليه التنوع ليس فقط بالطعام وكثرة اصنافه بل بالتنوع الذي نشهده في هذا الشهر الكريم على المحطات الفضائية.
في كندا يحتاجون للاهتمام
رياض حجار يقول: لقد حثنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في اطعام الجار في قوله "إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق أو الماء فإنه أوسع أو أبلغ للجيران "الناس هنا ليسوا بحاجة للطعام بقدر احتياجهم للاهتمام والتواصل فيما بينهم .. ونحن نهتم بالصحن الرمضاني ونعتبره انعكاسا للإحترام والمودة بين الأهل والجيران ورغم غربتنا الا اننا نحرص على التمسك بعاداتنا وترسيخ عادتنا وتقاليدنا الدينية الجميلة وترسيخها عند ابنائنا من جيل الى جيل ، والحمد لله حين يهل علينا شهر رمضان احاول ان اتغاضى عن بعض العادات متعمداً لكن أولادي يقفون لي بالمرصاد وهذا العام قام ابنائي بوضع برنامج خاص حيث قرر ابني ان يستضيف عددا من أصدقائه الكنديين ليعرفهم على عاداتنا في شهرنا المبارك ويرسل لهم طبقاً من طعامنا مرة في الأسبوع ليتعرفوا على اكلاتنا العربية.
وقالت منال طه: انا من مدينة الناصرة شمال فلسطين أسكن عمان بهدف الدراسة وخلال السنوات الأربع لمست الكثير من التقارب في العادات والتقاليد بين الشعبين واهتمامهم بالغريب ممتع خاصة من قبل الأصدقاء والجيران فهم يحرصون على تزويدي بمختلف الاطباق اللذيذة كوني طالبة وغريبة اشعر معهم بالألفة وكأنني بين اسرتي وأكثر.. وفي الغالب يصرون على دعوتي ولو لمرة واحدة في منزلهم لأتناول الطعام معهم .. احياناً كرمهم يشعرني بالخجل وهذه المعاملة الطيبة ولدت الفة والتواصل بين أهلي وأهل هذا البلد الطيب بأهله .
الدستور - هيام ابو النعاج