زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - بعد نحو 48 ساعة فقط من ظهور عنوان جديد في الصحافة الرسمية الأردنية يتحدث عن «التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين».. استقبل رئيس مجلس النواب عاطف طراونة نخبة من قيادات الجماعة في حوار معمق كما فهمت «القدس العربي» تضمن تقديم الإخوان لخطوة في اتجاه» حسن النوايا» بعد تصاعد الجدل عن احتمالية التقدم بقانون جديد للانتخاب.
تقريبا وطوال الأشهر الستة الماضية بقي الطراونة المسؤول الوحيد في أجهزة الدولة والنظام الذي التقى الإخوان المسلمين عدة مرات وتحاور معهم بشأن تطورات الازمة المتصاعدة بينهم وبين اجهزة الدولة وهي ازمة بدأت بعد الاعلان عن الجمعية المرخصة برئاسة المراقب العام الأسبق الشيخ عبدالمجيد الذنيبات.
وجهة نظر عاطف الطراونة بشأن حركة الإخوان المسلمين كانت قد استمعت اليها «القدس العربي» مباشرة. وترتكز على التعامل مع الجماعة باعتبارها جزءا حيويا وأساسيا من نسيج المجتمع الأردني ومن عناصر الاستقرار فيه عندما يتعلق الأمر بالتعددية السياسية.
لم يظهر الطراونة أي حماس طوال الوقت للرعاية الحكومية للانشقاقات المرخصة عن الإخوان وأبقى الابواب مفتوحة مع الجماعة وقياداتها دوما لا بل حضر بعض النشاطات العامة للجماعة.
وفي الوقت نفسه ومن خلال موقعه كرئيس للبرلمان انتقد عدة مرات أداء الجماعة وتجاهلها للضمانات التي تطالب بها فيما يتعلق بالانسجام مع المسيرة العامة. لكنه في الوقت نفسه لم يتعرض لانتقاد علني لإجراءات الحكومة المضادة للإخوان المسلمين، الأمر الذي أبقاه دوما كعنصر احتياط وسيط محتمل بين السلطة وجماعة الإخوان الاصلية.
المرحلة في رأي بعض المراقبين قد تتطلب الحاجة لوساطات من هذا النوع والإخوان المسلمون اشتكوا عدة مرات من عدم وجود اتصالات بينهم وبين مؤسسات النظام. وقال أحد ابرز قياداتهم «القدس العربي « ان الاتصالات بما فيها تلك التي كانت تنطوي على مجاملات مع الدولة وأركانها مقطوعة تماما.
ظهور الإطار الشرعي مع الإخوان في الحياة العامة وتحديدا نشاطات الحكومة اقتصر على المشاركة بحفل الاستقلال عبر أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي برفقة زعيم الانشقاق المرخص الشيخ عبدالمجيد الذنيبات ثم المشاركة في حفل افطار رمضاني أقامه وزير شؤون البرلمان خالد الكلالدة ودعي إليه الأمين العام لحزب الجبهة الشيخ محمد الزيود لكنه لم يحضر.
في الأثناء بدا ان السلطات معنية بتصعيد الأزمة مع قيادات الإخوان المسلمين وإبقاء قنوات رئاسة مجلس النواب معهم مفتوحة في الوقت نفسه مما يظهر الحاجة للضغط أكثر على الإخوان المسلمين لأسباب ليست واضحة تماما، لكنها مرتبطة بحسابات قانون الانتخابات المقبل على الأرجح.
لذلك برزت مجددا الصحافة الرسمية وهي تتحدث عن التنظيم السري في الإخوان المسلمين، وهي مسألة كان قد طرحها الذنيبات لتبرير انقلابه على الجماعة وتأسيسه لجمعية الإخوان على أمل وراثة مؤسسة التنظيم.
المقصود بالتنظيم السري هو ما يتحدث به الذنيبات والتابعون له عن قوة خفية خطفت الجماعة بقيادة الشيخ همام سعيد. وهو أمر يثير السخرية برأي قيادات الإخوان لأن الشيخ سعيد منتخب بالإرادة الحرة والمباشرة من اعضاء الجماعة التي لم تفلح الضربات المنهجية الموجهة لها في إعاقة مسيرتها الشعبية ولا حضورها السياسي حتى الآن على الأقل.
لقاء قيادة الإخوان برئيس مجلس النواب يعبر عن فرصة لتفكيك الحصار المفروض على التفاهم والتحاور مع قيادات التنظيم في الوقت الذي يعود فيه الإعلام الرسمي بين الحين والآخر للطرق على اسطوانة التنظيم السري الذي لم يثبت وجوده بعد وحتى إن كان موجودا فعلا فلا يوجد ما يؤشر على مخالفته للقانون.
القدس العربي