دانه خليفات ،،، شهيدة في مياه غريبة .... شهيدة الضمير..... من أجلك دانة سأمشي الى السلط ،...عناوين لفتت إنتباهي للكاتب الكبير حازم عواد المجالي , لا أخفي على أحد أنني حين قرأت له تلك العبارة أيقنت فعلاً أنه قد مات الضمير ومالت موازين العدل , لتصير الأسنان حادة والإنسان سهل المضغ , إختفى القمر في ليلة ظلماء على الأب وليد خليفات عشية وفاة طفلته دانه بسبب غرقها في تلك المياه الغريبة ، لم يسعفها القدر بالنجاة ، لتبقى دانه تعيش في قلب والديها، نقطة ألم تعتصرهما كلما إشتد حنينهما لفلذة كبدهما التي غابت فجأة عن عينيهما ، وبقيت دانه مزروعة في فيافي الجروح ، ومسقاة بالدمع المقروح ، وينتثر حلم الطفولة وينسكب لتبتلعه الأرض بكل قوتها .
وقبل أن يستفيق الأب من صدمته ، يتلقى رسالة من مجلس إدارة الشركة السياحية المسؤولة عن المنتجع ويهددونه بحالة تقديم شكوى بالحادث , سنقول بأن الطفلة ماتت قبل النزول لبركة السباحة وضربها أحدهم وأنزلها للمسبح والإشارة واضحة منهم وهي إتهام الأب بقتل ابنته !!! يا للعجب مات الضمير ومالت موازين العدل .
توفيت دانة خليفات رحمها الله بتاريخ 20/3/2010 ودُفنت في العاصمة مسقط ، وبرغم الحسرة والألم إلا أن والدها قد إحتسبها عند الله الذي لايضيع عنده آجر ،، وجلست العائلة بِأكملها تُضمد جراحها بسبب الخسارة والحسرة على فقدان من هو أعز وأغلى من الروح , المفاجأة كانت في رسالة ثانية من مجلس إدارة المنتجع المشئوم , وكانت هذة المرة وقعها أكبر كُتبت باللغة الإنجليزية ومفادها على هذا النحو (( نأسف على موت إبنتك ،، ولكن كل الكائنات الحية بالأرض تموت ،، وهي كائن حي ولابد لها أن تموت )) .
أي مجلس إدارة هذا الذي تصدر عنه هكذا تصرفات ، أليسُ هم عرباً ومسلمين؟؟ هل يُعقل أن يتجرد كل واحد منهم من الأخلاق والإنسانية ؟؟؟ هل دم الأردني بنظرهم مستباح لهذا الحد ؟؟؟؟ وهل كرامته أيضاً مستباحة ,هل غربة هذا المواطن عن وطنه يعتبر إنسلاخا منه؟؟؟ أو انه فقد حقوقه من الحماية والرعاية من بلده إلام؟؟؟
كيف نسمع بذلك ونصمت ؟؟؟ كيف لنا أن نترك هذا المواطن يواجه هؤلاء معدومي الضمير والإنسانية والمعركة على أرضهم وساحتهم ؟؟؟ ألايتطلب ذلك موقف وفزعة من حكومتنا الرشيدة اذا كانت فعلاً هي رشيدة ؟؟؟ أين أردن الشهامة والعزة والنخوة وأبناء البلد الواحد واليد الواحدة ؟؟؟
عاد وليد خليفات إلى وطنه للمرة الأولى بعد وفاة غاليته وفقيدتخ دانه، كان يريد إن يقابل جهات حكومية لحثهم بأن يقفوا معه في هذة القضية ، فهو ضحية إهمال إدارة شركة أدى لفقدان إبنته , هو متهم بالقتل عن غير قصد، هو صاحب حق أساءوا التعامل معه , دانه خليفات أيضاً هي طفلة ومواطنة أردنية وتحمل جواز سفر أردني , أليس لها الحق بأن تقوم حكومة بلدها بالمطالبة بمعاقبة من حرمها الحياة وتسبب في موتها .
وبعد مدة أسبوعين قضاها في وطنه يبحث عن بارقة أمل تصل به إلى أحد المسئولين في حكومتنا الرشيدة ، العتيدة ، إلا أن أغلبهم كانوا مسافرين .. أو بمؤتمرات منشغلين ،،، أو هم لقمع الحريات الصحفية كانوا مجتمعين .
وعندما تخلت الأم الرشيدة عن إبنها في محنته ، كانت وقفة الأردنيين النشامى ،،، تدخل الأعلام ،،كانت قناة سفن ستار سباقة في تقديم دعمها لأبن بلدها وعرضت قضيته على الملأ،،،،حوارات متتالية ،،،، لم تحرك الأم الرشيدة ساكناً ,وبقيت على موقفها ، صمت ، لامبالاة ، فالدم تجمد في عروق أصحاب المعالي على الدوار الرابع ،حتى بعد تصريحات الاستاذ حازم المجالي الاخيرة بخصوص اسماء اعضاء مجلس إدارة المنتجع المشؤوم لم تحرك ساكنا ولم تنفي حتى , لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ......
لماذا يُترك هذا المواطن الأردني وحيدا يصارع الاتهامات والتهديدات لوحده وهو يحمل تلك الهوية الأردنية التي يتمناها أي عربي وهو الآن يدافع عن كرامتة وكرامتنا جميعاً, وحقه بالمطالبة بمعاقبة من تسبب بقتل إبنتة التي اصبحت دانة الأردنيين جميعا, وبقى السؤال من يحمي وليد خليفات ويقف إلى جانبه في مصابه الجلل؟؟؟ ألا يحق لنا كأردنيين أن نقف كلنا مع وليد خليفات ونكون لة سنداً داعماً وهو يقف ظلماً ,وكل الشرائع السماوية تقول له أنت بريء وصاحب حق .
في أردننا وفي عهد مولاي صاحب الجلالة الملك عبدالله المفدى لن تُضام وليد وسنبقى لك عوناً وموقفنا واضح ومعلن ودانه اليوم هي دانة الأردن وقضية وليد هي قضيتنا جميعا , فدموع الشهيدة تعزف لحنا ونحن نردد ورائها كلنا وليد...كلنا وليد .
الشاعرة ميسر حرب