زاد الاردن الاخباري -
اعلن الفلكي عماد مجاهد/ رئيس وحدة الاهلة والمواقيت في دائرة قاضي القضاة ان سماء المملكة ستشهد فجر الأربعاء والخميس الموافق للثاني عشر والثالث عشر من شهر آب/ أغسطس 2015 حدثا فلكيا مثيرا حيث تشاهد شهب (البرشاويات) Perseids وهي من أكثر الزخات الشهابية كثافة ونشاطا خلال العام حيث يمكن مشاهدة أكثر من 100 شهابا في الساعة الواحدة في المعدل وفقا للأرصاد الفلكية الخاصة بالشهب.
وحسب الدراسات الخاصة بزخة شهب البرشاويات يبدأ رصدها من يوم التاسع من شهر آب وحتى الرابع عشر منه، اما ساعة الذروة حيث تصل قمة نشاطها فتكون يومي الثاني عشر والثالث عشر من أآب من كل عام.
إن المذنب (سويفت – تتل) Swift-Tuttle هو مصدر شهب البرشاويات، حيث اكتشف الفلكيون أن المذنب سويفت - تتل يترك نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منها كل 130 سنة تقريبا، وان الأرض تعبر هذا النهر الغباري يوم 12 أغسطس من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة برشاوس.
كما وتعتبر المذنبات المصدر الرئيسي لمعظم الشهب حيث تترك المذنبات أثناء اقترابها من الشمس كميات كبيرة من ذرات الغبار بين الكواكب السيارة في الفضاء، وعندما تمر الأرض من ذرات الغبار التي تركتها المذنبات تظهر الشهب بأعداد كبيرة نسبيا وتسمى زخات الشهب من جهة الكوكبة السماوية التي تظهر الشهب من جهتها في السماء.
والشهب meteors التي تسمى عند الشعوب والعامة shooting stars عبارة عن ذرات تراب مجهرية أي صغيرة جدا، وتسبح هذه الذرات الترابية في الفضاء بين الكواكب السيارة وهي ناتجة عن مخلفات المذنبات التي تتركها في الفضاء، وتزداد الذرات الترابية في مناطق معينة من الفضاء تسمى (أسراب الشهب) وعندما تمر الأرض من هذا السرب تظهر الشهب بشكل مميز.
وعندما تقترب الذرات الترابية من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا تصل إلى 70 كلم/الثانية الواحدة في المعدل، ونتيجة لهذه السرعة العالية فان ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ، وتبدأ الشهب بالاحتراق على ارتفاع 120 كلم عن سطح الأرض ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كلم لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية الى في حالات نادرة وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد .
ويتوافق موعد رصد الشهب مع يومي 27 و28 شوال اي ان القمر سيكون قريبا من مرحلة الولادة وهذا يعني اننا لن نتأثر بإنارة القمر التي تكون مزعجة جدا إذا توافق موعد رصد الشهب مع وجود القمر في فترة قريبة من الاكتمال او القمر البدر.
كما ان أفضل الأماكن في قطر لرصد الشهب ستكون في الأماكن الصحراوية المظلمة نظرا لابتعادها عن التلوث الضوئي والصناعي، وعدم وجود جبال ومرتفعات تمنع من رؤية الشهب، لذلك نشاهد الشهب من هذه الأماكن أكثر لمعانا ووضوحا نظرا لصفاء السماء وظلمتها الشديدة، كما وندعو خبراء التصوير والهواة استغلال هذه الشهب لتصويرها حيث تبدو الشهب في الصور غاية في الروعة والجمال.