منذ أكثر من ثلاثين عاماً ونحن نسمع جملة " مدارس اقل حظاً " وأنا متأكد أن هناك آلية معينة لتحديد مُسمى الأقل حظاً ، وأن هناك شروطاً يجب توافرها في هذه المدارس ، وبصورة أكثر اتساعاً هناك مناطق أقل حظاً وقد اكتسبت هذا المسمى أيضاً من آلية وشروط محددة ، كل ذلك أمر طبيعي يحصل في كل أنحاء العالم ، وهناك مناطق كثيرة في العالم أقل حظاً أو بعبارة أدق أكثر سوءاً .
ولكن المستغرب في هذا البلد الذي ينعم والحمد لله بالأمن والأمان وبقيادة هاشمية واعية أن تبقى هذه المناطق منذ عقود ثلاثة أقل حظاً ، فكم من وزير تنمية على مدى ثلاثين عاماً زار هذه المناطق ، وكم من وزير صحة ، ووزير تربية ، ووزير اقتصاد ، وكم من نائب ، وكم من أمين عام حزب ، هذا إذا كان هؤلاء يعرفون أين تقع .
ثلاثون عاماً كافية لدراسة هذه المناطق وجعلها على أقل تقدير مناطق تتساوى مع غيرها من مناطق المملكة الأكثر حظاً ، ثلاثون عاماً وهذه المناطق منسية إلا عند توزيع المحاصصة الخاصة بهم من منح دراسية وغيرها ، ثلاثون عاماً ولم نقرأ دراسة واحدة من علماء الأنثروبولوجيا الموجودين بكثرة في الجامعات الأردنية ، هل استكانت هذه المناطق لهذا المسمى ورضيت به ؟
أعلم كما يعلم الجميع أن هذه المناطق لها حق كبير على جميع مؤسسات الدولة ، ولها حق المحاسبة ، فهل من إجابة على هذا المشهد الأردني الذي لا نقبل له أن يستمر في بلد شعارها بكل عزة وكرامة كما قالها سيد البلاد " ارفع رأسك أنت أردني "