زاد الاردن الاخباري -
خالد الخريشا
تمارس بعض الافران عملية الاحتيال والتلاعب في صناعة خبز الحمام والكعك الشعبي والحلويات من الطحين الموحد المدعوم مقابل فروقات مالية باهظة تصل الى نسبة 100%, ورغم أن وزارة الصناعة والتجارة حددت نوعين من الطحين لاستخدام الافران وهما طحين الزيروالذي يباع ب (210) دنانير للطن الواحد, والطحين الموحد المدعوم الذي يباع ب (85) دينارا للطن الواحد لكن بعض الافران تلجأ الى أستعمال الطحين المدعوم الرخيص ليس في صناعة رغيف الخبز العادي وأنما في صناعة خبز الحمام والكعك الشعبي والقرشلة ومنتوجات أخرى مثل الحلويات وتبيعها بأسعار مرتفعة ومضاعفة للمواطنين مما يعني أن فرق الكيلو بالنسبة لخبز الحمام (ساندويشة الاطفال ) الصباحية أضحت حوالي (15) قرش, وبعض المطاحن والموزعين يستغلون بيع فروقات الطحين بالسوق السوداء بفارق وهامش ربحي يصل بين (60-70) دينارا, فيما يرى مراقبون ومفتشون في الصناعة والتجارة أن المخالفات التي تنظم بحق أصحاب المخابز والمطاحن والموزعين غير رادعة ولا تمنعهم من تكرار هذة العمليات مستقبلا.
لكن المواطنين لا يعفون أصحاب المخابز من المسؤولية سيما وأنهم يستغلون الطحين المدعوم في صناعة خبز الحمام والكعك والحلويات وغيرها من المنتوجات التي تباع بأسعار مرتفعة وبفارق وهامش ربحي كبير وهذه الاستفادة من الطحين المدعوم جاءت في صناعات غير صناعة رغيف الخبز العادي هي تحايل بغير وجه حق وهكذا بين تقصير الوزارة والتلاعب بجودة الخبز.
ويقول المواطن عبدالله رشيد (متقاعد) "منذ زمن ونحن نعيش مغبة الطمع للتجار ومن ضمنهم أصحاب المخابز الذين يتلاعبون بالية تصنيع خبز الحمام والكعك الشعبي والقرشلة التي حرمناها على أولادنا بسبب غلاء أسعارها علما أن بعض المخابز تصنعها من الخبز العادي الموحد والمدعوم من الحكومة وتربح مبالغ خيالية " وأشار ان "العملية معقدة ومفتشو الصناعة لا يستطيعوا كشف المتلاعبين بقوت المواطنين لصعوبة المسألة والامور تتطلب ايجاد حلول سريعة من قبل الحكومة لهذه المشكلة فالخبز والكعك والقرشلة يجب ان تباع باسعار مناسبة وخارج حسابات المادة وذلك الامر موجود في دول العالم المتقدمة والمتخلفة."
ويرى محمد أبو سنينة ( صاحب أحدالمخابز الكبرى) أن هناك سياسات غير عادلة تنتهج مع قطاع المخابز بسبب غياب المنافسة غير العادلة والشريفة مع عمليات الطحين المدعوم والزيرو وللاسف أن البعض يستعمل الطحين الموحد في صناعة خبز الحمام والكعك والحلويات بحثا عن أرباح باهظة وفي المقابل يبيع المنتوج على أساس أن صناعته وأنتاجه كان من الطحين الزيرو, وأشار أبو سنينة أن هناك سلسلة وحلقات مفقودة ومتشابكة والمتضرر الوحيد هو المواطن والحكومة حيث أن المخبز الذي يخلط نصف طن من الزيرو ويقابله نصف طن من الموحد المدعوم فان مرابحه ستزيد على (140) دينار بطن الطحين مطالبا أن يصار الى توحيد نوعية الطحين والسماح بأنتاج خبز الحمام والكعك من الطحين الموحد نظرا لتقارب نسبة الاستخراج بين النوعين وعندها سنتمكن من المنافسة وبيع خبز الحمام للمواطن ب¯ (35) قرشا للكيلو, وبيع الكعك ب¯ (90) قرش للكيلو.
وبين أبو سنينة أن الغش والتلاعب لبعض المخابز سيبقى موجودا طالما أن هناك نوعين من الطحين تتعامل معهما المخابز سيما وأنه يتعذر على فرق الرقابة في الصناعة والتجارة معرفة نوعية المنتج اذا كان من الزيرو أو الطحين الموحد.
وعلل أبوسنينة سبب انتشار مئات المخابز في الاونة الاخيرة جراء هذا الامر مبينا أن معظم الدول المجاورة تستخدم أسلوب الفصل في المخابز ما بين المخابز الوطنية التي تستخدم الطحين الموحد المدعوم من الدولة وتبيع منتوجاتها للمواطنين فقط وهناك المخابز السياحية تستخدم الزيرولاغراض المطاعم والفنادق والسياح والوافدين وغيرهم والتي لها أسعارها الخاصة, منوها أن العملية الحالية مزعجة للحكومة والمواطنين وكوادر الصناعة كون المستفيد الحالي هو الناقل وبعض المخابز التي تغش المنتج وفي ظل توحيد الطحين ستتفرغ كوادر الصناعة للتركيز على عملية بيع الطحين فقط.
وتذهب المواطنة حليمة سعيد بالقول انا وسط نارين, نار عملية اعداد وجبة الافطار للاولاد في المنزل الذي يستنزف جهدي ووقتي, فقد كنا في السابق نقدم لهم ساندويشات خبز الحمام المغموسة بالمربى أو اللبنة أو الكعك الشعبي لكن بعد أرتفاع أسعارها أصبح أعداد الوجبة يتطلب جهداً ووقتاً يضاف إلى الجهد المبذول في تصريف شؤون المنزل والاسرة, إلى جانب مشاكل ازمة المحروقات وارتفاع اثمانها.ونار اسعار الخبز الحمام والكعك الشعبي غير المقبولة, اذ ليس بمقدوري شراؤها, اذ نحتاج إلى (25) رغيف خبز يومياً فاسرتنا تتكون من (8) افراد وزوجي يعمل ضمن نظام المياومة ويبقى من دون عمل عدة ايام, فهل من المعقول ان نخصص مبلغ (40) دينارا شهريا لشراء خبز الحمام وماذا عن باقي المواد الغذائية كالخضراوات والفاكهة.
ابو محمد صاحب مخبز في الزرقاء اجاب بعد السؤال عن اسباب ارتفاع الاسعار والتلاعب بجودة المواد أن هناك مشاكل تواجه عملنا بشكل مستمر كمشكلة ارتفاع اسعار الوقود (النفط) المتذبذبة وارتفاع اجور النقل ومطالب صاحب البناية برفع بدل الايجار بشكل مستمر إلى جانب مطالب العمال رفع الاجور جراء موجة الغلاء المتفشي, وهذا الحال يدفعنا إلى رفع اسعار خبز الحمام وتصنيعه من الطحين الموحد المدعوم, واذا ما وجدنا حلولاً لهذه المشاكل فمن المؤكد سنعود بالاسعار إلى (35) قرش لكيلو الحمام وربما اقل من هذا السعر.
وفي سياق متصل طالب مواطنون أن يصار الى تصنيع خبز الحمام والكعك عن طريق أفران القوات المسلحة على أن يباع بأسعار مدعومة للمواطنين من خلال المؤسسات والجمعيات المنتشرة في المحافظات, مع العلم ان معدل أستهلاك المملكة السنوي من الطحين (الزيرو) غير المدعوم يبلغ (100) ألف طن سنويا, فيما يبلغ استهلاك الطحين المدعوم (450) ألف طن سنويا, ويقدر عدد المخابز بحوالي ألفي مخبز موزعة على جميع محافظات المملكة.
العرب اليوم