لقد مسّنا وأهلنا الضرّ , وغلب علينا وعلى الأمة القهر , وأتت علينا إحدى الإحَد , فطال الأَبَدُ على لُبَد , حتى وَُسِمَت أسلأّت اليَراع وبطون الرّقاع بطابع العجز والتقصير , عن تصوير ما في الضمير , فالحمد لله على كل حال , إليه المشتكى والمآل , ممن يعْمَهُ في غيّه ويسدُرُ في باطله , والجياع والعطشى من حوله يتساقطون أنضادًا تحت فادح الضنك , وزؤام الرزء , وهو مشغول عنهم , بل ساخر منهم , وماذا عليه إن عضّهم سعار الجوع , وقتلهم بََرَحُ الظمأ , وأزِمَت عليهم السَّنة , وأُزِلوا حتى هُزلوا , و بينه وبينهم بونٌ شاسع , وفرق واسع , وهل من دليل أوضح وحجة أنصع , مما يجري اليوم من ضروب الاستغلال , في التهافت على الحرام والابتعاد عن الحلال , في اغتصاب الأقوات واجتلاب الدرّة , إنها عقباتٌ كئود , فأيّ الدهماء هذه ؟ حقًا إنها داهية دَهْواء.
أجل لقد بلغ الحد أقصى مما يُعَد , وأصبح الأمر في سياق عدم الاستطاعة والتحمل , ثراء فاحش وفقر مدقع , وكراسي للأثرياء والمتنفذين , وبطالة متفاقمة للفقراء والمعوزين .
أهكذا تورد الإبل يا سعد الإبل ؟ وجلالة مليكنا المعظم في كل مناسبة يقول : ( إنّ الأولوية عندي هي تأمين حياة أفضل لجميع الأردنيين ) فأين أنتم من قول سيد البلاد ؟ أجيبوني يا يرعاكم الله , أجيبوني يا من تربعتم على أرائك الوزارة , بالعهدة الهاشمية , أجل , لقد عهدت إليكم العناية الهاشمية وأتمنكم على مصالح البلاد والعباد , فأين أنتم من هذه الأمانة التي ستسألون عنها عاجلا وآجلا .
مما لا شك فيه ان صاحب الجلالة في رؤاه , يستند إلى إطار مؤسسي واضح , ونذر نفسه لمهمة تاريخية تتمثل في استكمال المسيرة الخيرة وإعلاء البنيان , والنهوض بالأمانة باعتباره سليل قادة عظام , ما تخلفوا يوما عن رعاية أمتهم وحماية مصالحها , ولذا وجب علينا نحن الأردنيين أن لا نتخلف عن تقديم الأفضل , وأن نكون عند حسن ظن القائد , الذي يقول واصفا شعبه : ( إن الأردنيين الذين بنوا إنجازات الماضي لقادرون على العمل لبناء مستقبل أفضل , وهو ما سيقومون به ...... مستقبل يقوم على القدرات الحقيقية والفرص الاقتصادية ) .
أمّا أن يكون الحال على ما عليه آل , فهذا مدعاة للسؤال , ولو مرّ الزمن وطال , وعلى أية حال , فإنّ للقوس باريها , وإن للدار راعيها , فهو الذي سيقوِّم المعوج , وهو الذي سيفقأ عين الباطل ويستلّ الحق من خاصرته .
أجلْ , هكذا ملوك بني هاشم .
يمشون والجد يمشي في ركابهم ............... والمجد يقفوا خطاهم والمقاصيد
لا شيء يثنيهم عن نيل بغيتهم ................ ولن تعيقهم الصمد الجلاميد .
حمى الله الأردن وعاش الملك . الدكتور محمود سليم هياجنه
hayaj64@gmail.com