هل بتنا أمام خيارات صعبة يقضي أبسطها بحل الحكومة وتأجيل الانتخابات النيابية المقبلة؟!!!
سؤال بدت تتشكل ملامح صورته في أذهان الأردنيين بكافة شرائحهم حول ضرورة \"التخلص\" من هذه الحكومة ولو بثمن يوازي تأجيل الانتخابات النيابية. هذه الحكومة التي بدت ومنذ أشهرها الأولى تكبو الكبوة تلو الأخرى، فظهرت وكأنها غير متجانسة وهي تتخبط في تصرفاتها وقراراتها بدءا من تكشّف اختلاسات في وزارة الزراعة وفتح قضايا انتقائية للفساد كقضية المصفاة، إضافة للسوقية والابتذال في تعاملها مع جموع المعلمين، والأدهى من هذا وذاك، أن هذه الحكومة واصلت عنجهيتها بفصل واستيداع بعض المعلمين خصوصا ممن طالبوا بحقوقهم النقابية والوظيفية والمعيشية.
لم تتوقف الحكومة في \"عنتريتها\" على جماهير المعلمين والشعب، لا بل واصلت هجومها حيث قررت \"اسر\" السلطة الرابعة وهي الصحافة، ففرضت قوانين بمبررات واهية كان دولة الذهبي قد رفض تطبيقها. لم تتوقف هذه الحكومة وهي تصارع \"طواحين الهواء\" بل تمادت بان حجبت المواقع الإخبارية الإلكترونية عن دوائرها ومؤسساتها \"تحت باب الحد من هدر الوقت\" في ساعات الدوام الرسمي وزيادة الانتاجية وتناست الحكومة إن مصادر الهدر والتسيب والفساد تكمن في جوانب أخرى لا داعي لذكرها لأنها معروفة لدى لكل الأردنيين حتى الجنين في بطن أمه.
لقد قادتنا الحكومة إلى المجهول حتى أوصلتنا إلى مرحلة تشنج وتأزم داخلي بحيث تنامت النقمة الشعبية ضد تصرفات الحكومة بدرجة غير مسبوقة، فاستطلاعات الرأي العام \"غير الحكومية\" تشير إلى عدم رضا غالبية الأردنيين عن أداء وتصرفات هذه الحكومة وعلى كافة الأصعدة ، لقد أصبح يدور في أذهان الأردنيين، إن شيئا يجب أن يحدث، حيث يعتقد الكثيرين بأن هذه الحكومة ستقودنا إلى المجهول لا سيّما ونحن نواجه تحديات داخلية وخارجية صعبة.
إن الوضع الاقتصادي المتردي والتشنج والجمود السياسي ومقاطعة قطاعات من الطيف السياسي للانتخابات، إضافة للتحديات المتمثلة في قضية المعلمين وتفاعلاتها المتوقعة، تجعل وضعنا الداخلي يرقد على صفيح ساخن لا يساعد في استمرار هذه الحكومة، وعليه فان خيار حل الحكومة أصبح مطلبا شعبيا، أما تأجيل الانتخابات فقد أصبح مطلبا حكوميا تتمناه الحكومة للخروج من مأزقها قبل فوات الأوان.
أن تأزم الوضع القائم يقلق مضاجع أصحاب الحكمة والقرار في هذا الوطن، ولكنه لا يقلق الحكومة بالطبع!!!! لأنها ابعد ما تكون عن الواقعية في تقديرها لنتائج أفعالها.
إن خطورة الوضع الإقليمي المتمثل في تأزم الوضع في جنوب لبنان، وعدم تشكيل حكومة عراقية، إضافة لاحتمال توجيه ضربة إلى إيران، يحتّم علينا تمتين جبهتنا الداخلية لمواجهة هذه السيناريوهات والتحديات ، وعليه ونتيجة للوضع الداخلي مقرونا بالوضع الإقليمي، فانه يتحتم علينا قبول صفقة \"حل الحكومة وتأجيل الانتخابات\"معا.
إنني اعتقد انه في ظل هذه الحكومة، فانه ليس من الممكن توحيد جبهتنا الداخلية التي مزقتها حكومة دأبت من حيث تدري ولا تدري .
إنني اعتقد ومن واقع حال الشارع الأردني فأنه يصعب التفاف الشعب حول حكومة لطالما \"تردح\" جهارا نهارا ضد أبناء الشعب من صحفيين ومعلمين وعمال مياومة ووطن وتتناسى قول القائد الفقيد - له الرحمة بإذن الله ، الحسين بن طلال طيب الله ثراه - بأن المواطن أغلى ما نملك ودمتم.
thabetna2008@yahoo.com