هكذا رحلت قطرة الماء ...غادرتنا...ولم تودعنا ...والأغلب أنها رحلت غاضبة لا تريد وداعا ...
وبعد تجف الينابيع ...ويكثر العطاشى ...يشح الماء ...ويزداد العطش نتجه للتصحر ...
ننسى دروسنا الأولى ...حيث النبات هو أول السلسله الغذائيه ...نقتلع الأشجار المعمره ...التي ليس لنا فضل في زراعتها ، فمن منا زرع شجره ، ثم لينحسر الغطاء الأخضر ، فمن أين سيأتي الأكسجين ...
لا نبته تحيط بالمنزل بل بلاط جاف قبيح جامد لاحياه فيه ...والأرصفة موحشه . لاشجره فيها ومراقب البلديه يقتلع الأشجار ...ليصبح الوطن موحشا لا إخضرار لا شجره لا عندليب لا بلبل ...
ثم ليباع كيلو التين بثلاثه دنانير ... في محال العاصمه ويصبح التين أكل محرم على الفقراء ... بعد أن كنا نفطر تيناً في - زي _ حين كان التين الزراقي والحماري والموازي ...إفطارا بمرافقة الندي ...وتنفس الصبح الجميل ...حين كانت رائحة الأرض عطرنا الذي لا عطر غيره...
إقتلعنا التينه ...والسنديانه ( التاريخ ) فمن أين الظل والورقه الخضراء والجذر الذي يحفظ ماء التربه ...
تمددنا جثثا تحت المكيفات وزاد حمل الكهرباء ، وفركنا أيدينا تحسبا من إنقطاع الكهرباء ...وتلف الأغذيه الرمضانيه ...
حر ، ترقب ، تعصيب .. يجعل صاحب السيارة العاليه - المكندشه , عدوة البيئه _ السائق المعصب بسيارته العاليه يهجم ويأخذ الطريق من صاحب السياره غير المكيفه ليزيد البؤس بؤسا ...
راحت القطرات وجفت الحناجر نعم ، ودعنا - دون ارادتنا _ الطراوة والإخضرار _ وجلسنا لنشكو ونتصل شاكين شح الماء وإنقطاعه ... فمن أين سيأتي الماء ,,,
وهل سيرسل الله جل جلاله السماء علينا مدرارا... ولما نحفظ عهوده ...ولم نلتزم بموجبات رحمته وعزائم مغفرته ...
استغفروا الله ليرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم أنهارا ، وهل سيرسل الله الكريم الرياح مبشرات وقد أكلتم أموال أخواتكم ,,,وأموال الأيتام وبعتم ضمائركم ... وعملتم تنزيلات وتخفيضات فبعتم حتى العلامات في الجامعات ...
جفت الضمائر والحناجر ...وتكاثرت الأجنه والسكان ... ووضع العدو يده على منبع النهر , فتحول البحر الميت الذي هو ركن ركين من جغرافيتنا ,إلى بحر منعدم ... ثم لتمتد الأيدي للنيل ...ومنابعه ...
قد ندرك بعد فوات الأوان أننا لن نحيا دون ماء تلك الحقيقه التي لا لبس فيها ...ولكن كيف نواجه الحقائق والكل ينثني على ذاته لسان حاله _ لا يعنيني _ فكيف السبيل هل سنزرع داليه ...
هل سيكون جزء من التشريع ..._ كما نفرض وجود الكراج والبئر وجود مساحة خضراء ...حيث تنمو الشجره وتترعرع نسقيها ماء وضوئنا ونسقيها الماء المتبقي من نقع الرز ...
ها سيختلف المنظر الجمالي ...لو قمنا بزراعة داليه أو شجره لوز مر _ نركبها مشمشا أو خوخا ...
هنا وتحت الشجره سيلعب الأطفال ... ونحفظ لهم في الثمرة ماءا لم تمتد له يد بشريه ...
ستسعفك الشجره وظلها ...إن أتاك ضيف ... ستحفظ لك الشجره الماء ,,,فهي لا تنكر الإحسان كغيرها ,,,
د نضال شاكر العزب