الزرقاء المدينة ذات الخصوصية بنسيجها السكاني ألفسيفسائي وهي عاصمة الأردن الصناعية التي عرفها الأقدمون ببيئتها النقية وبساتينها السخية وثمارها الندية المروية بمياها النقية الخالية من مخلفات المصانع ومياه الخربة السمراء والمطرزة بنهرها او كما يسمى بسيلها الغزير المحاط بضفافه الخضراء وأشجاره الوارفة الظلال الممتدة على امتداد نهرها الجميل
اما الحاليون فعرفوها وحتى فترة قريبة بأنها المدينة ذات البؤر البيئية الساخنة باكتظاظها السكاني وأحيائها غير المنظمة وشوارعها التي تعج بمياه الصرف الصحي واسواقها المنغصة للمتسوقين حيث \"الزعران \"والبلطجيين وأصحاب السوابق ومروجي المخدرات .
وصف لا يروق لسامع ...ولا يسر لناظر ...ولا يطيب لزائر... ولا يؤنس لمقيم لكن ....هذا هو الواقع!
ان تقصير أصحاب القرار ومن بيدهم نواصي الحل والربط هو من أوصل الزرقاء الى ما هي عليه واقصد الرعيل السابق من المسؤولين ومن سبقهم في هذه المدينة .
ذلك ان المسؤول يستطيع ان يغير بقدر المستطاع ضمن صلاحياته الممنوحة له والمقرونة بقدر ما أفاض الله عليه من فطنة وذكاء وعقل مستنير.
في هذه المدينة \"مدينة المليون\" لن يغفر الزرقاويون ولا التاريخ ذنب من اعتلى اي منصب قيادي لهذه المدينة وامتلك زمام التغيير فيها ولم يوظف صلاحياته ويسخر قدراته للتغيير الإيجابي لما فيه مصلحة البلاد والعباد وفق منهج الإصلاح الذي يجب ان يفهم كل مسؤول انه من صميم واجباته القانونية والأخلاقية ومن صميم الأمانة المناطة في عنقه من الله اولا ومن رأس هذه الدولة ثانيا .
هذه المدينة المظلومة والتي لم يسبق ان حوسب اي مسؤول قيادي فيها على تقصيره او على إهمالها وتجاهلها وتركها لذئاب بشرية تعيث في الأرض فسادا وإفسادا لتتراكم فيها قضايا الفساد كقمم المزابل والنفايات ويتجرع الأبرياء في هذه المدينة قسوة الماضي وكدر الحاضر من تراكمات الفساد وإهمال المسؤولين .
حقب من الزمن توالت على الزرقاء وهي تشهد تراجعا تلو الآخر فلصوص الأمس هم ابطال اليوم والغد وبائعوا الوطنية ومنظروها إلا ما رحم ربي وعند الحساب تعمى عنهم الأبصار ويعاملوا معاملة الأبطال فمن سيحاسب من لا يحاسب هؤلاء الكبار من الفاسدين ؟ .
يجرجر الفقير ويحاسب على اتفه ذنب اقترفه شيطان الفقر وفي ذات الوقت يبرطع كبار اللصوص وحيتانها ويتنعَّمون بكل ما جنت ايديهم من مال الغير وثروات البلاد .
الفساد في بلادي نما وترعرع واشتد عوده فمن المسؤول ..؟ الجهات الرقابية ينتهي مفعولها عندما تقف متبلمة مكتوفة الأيدي مشلولة الحراك امام حيتان الفساد ؟
في بلادنا رغم شح الموارد إلا انها تنعم بخير وفير من عقول ونوابغ ابنائها المبدعين الذين يفرغون نتاج عقولهم خارج البلاد .
بلادنا لا ينقصها الفلوس ولا الطعام بل ينقصها الوفاء والانتماء.. ينقصها ضمير المسؤول...ينقصنا تقوى الله والتخلص من حيتان اللصوص لكي تهب رياح التغيير.
في الزرقاء ثلاثة تشد بهم رياح الإصلاح والتغيير:
محافظ الزرقاء رأس هرم المحافظة وحاكمها الإداري ..
ورئيس البلدية عمدة البلد ومدبر شأنها ...
ومدير الشرطة حامي امنها وسلامة مواطنيها ..
ثلاثة ان صلحوا صلح المجتمع ألزرقاوي بأكمله وتغيرت حالته وانعدلت احواله وإن فسدوا فعلى الزرقاء السلام وعلى مواطنيها بؤس لا يهدأ وعين لا تغفو ومواطن لا ينام .
ادوار تتوزع ..وواجبات تتقاسم ..و أعمال تتظافر.. لكي تهب رياح التغيير.. فقد آن يا اصحاب العطوفة للزرقاء ان تتغير .!