عمري ألان أربعه وأربعون عاما وسأتخيل ما يدور ألان في جامعة هارفرد بين الرفاعي الابن والرفاعي الحفيد ، أي بين سمير وزيد ، سمير يضع يده على كتف زيد الحفيد ويسير به في الممر الطويل المحاط بالأشجار الباسقة على الجانبين ويسيران معا وأصوات العصافير تصدح وأمام مدخل الجامعة يقف رئيس الجامعة نفسه الرئيس الذي وقع على شهادة سمير الابن ، وبعد السلام يقول سمير للرئيس هذا زيد الحفيد يرحب به الرئيس ويشد على يده لأنه يمثل الجيل الرابع من العائلة الرفاعيىة التي درست في هذه الجامعة ، وبعد شرب الشاي الانجليزي البارد كأعصابهم يتبادل سمير الابن مع زيد الحفيد أطراف الحديث التالي : بني أنت ألان تسير على خطى أبيك وجدك وسنوات الدراسة الخمسة أو الستة أو العشرة لاتهم لأنك في النهاية ستأخذ شهادتك موقعة من الرئيس ، ويا بني طوال هذه السنوات لا تفكر بشيء سوى أنك في النهاية وعندما تصبح في الأربعين ستكون مثلي رئيس وزراء والمطلوب منك أن لا تنظر لما تشاهده هنا وتعتقد أنك قادر على تحقيقه في الوطن فالوطن لا يتسع لأحد سوانا حتى أصوات العصافير هناك لا تغرد بل تنوح والستة ملايين مواطن الآن سيصبحون أكثر من عشرة ملايين وهذا سيزيد من إيراد الضرائب لدولتنا ، وكل الأصوات الرافضة لوجودي الآن ستغيب ولن تسمع لها صوت هنا فأنت في هارفرد وليس في الجامعة الأردنية ، وكل ما سيصيب البلد من تطور وتقدم هو حالة طارئة وفترة زمنية لازمة للأخريين كي يتوهموا أنهم غيروا في البلد شيء ، وهؤلاء عند عودتك بعد التخرج والدراسات العليا وعملك في مؤسسات القطاع العائلي الخاصة سيكونون خارج التاريخ حتى كتب المدارس لن تذكرهم ، لأنهم سيعطون الحريات لشعب لا يستحقها ، وعليك أن تستفيد من تجربة أبيك وجدك فأبي تركهم عشرون عامل يلعبون ويمرحون في ديمقراطيتهم الواهية وحرياتهم التافه وجئت أنا بعد عشرون عاما وأعتدهم لأسفل الأسفلين وأنت بعد عشرون عاما من الآن ستأتي وتعيدهم لأسفل من أسفل ما أعدتهم أنا إليه ، وهذه الكلام اكتبه على لوح من الجرانيت في عقلك وقلبك ولقائنا بعد عشرون عاما من الآن في الوطن يا بني العزيز