أشعر للمرة الأولى وانا اكتب هذا المقال أن القلم مع غير الهاشميين هو زيف ونفاق ومتاجرة ببطولات كاذبة ومخادعة ،وأشعر أن الكتابة في غير تاريخهم بعد رؤيتي لتاريخ حكام غيرهم ،هو مجرد ركض وراء سراب، وأشعر أن مقارنة جلالة سيدنا بغيره من الحكام هي محاولة كاذبة لإراحة الضمير أو متاجرة رخيصة لبناء تاريخ.
نعم وأشعر كذلك بأن الأخبار التي تنشرها وسائل الاعلام وتؤكدها الشهادات الحية لزعماء اغتصبوا اعراض بناتهم بانها لحظة يجب ان لا تمر دون ان اكتب فيها لانتصر لجلالة لسيدنا انتصار الشاكرين والمقدرين لجهوده لكي اشعر براحة الضمير ، في زمن باتت فيه مشاهد الاغتصاب واراقة الدماء وتدمير البيوت هي لغة الحكام السائدة .
إن ما دفعني للكتابة في تلك المقارنة بين سيدنا وغيره من الحكام مشاهدتي لعشرات المناظر من الصور المروعة لشعوب داسهم قادتها ،وعبروا على جثثهم الى كرسي الزعامة، في الوقت الذي نجح فيه الاردنيين في ذروة الامتحان الوطني بالالتفاف حول قائدهم ومدّه بالمعنويات بدلاً من الذخائر والتفجيرات ، فكتب الله لنا رؤية قول الامام علي كرم الله وجهه (كيفما تكونوا يولّى عليكم) واقعاً ملموسا ً ومعاشاً بكل حذافيره، فعشنا بظل حكم الهاشميين في وطن آمن مستقر ، في حين عاش غالبية الشعوب العربية مناظر العذاب والتدمير والتنكيل .
فعندما يعيش شعباً في زمن يخشى به رب الاسرة على اطفاله ، فإن الاردن سيكون هو الملاذ الآمن لهؤلاء ، ففي الوقت الذي يسعى به جلالة سيدنا لإخفاء الرصاص عن وجه ابناء شعبه بكفيه ، نجد غالبية الزعماء يكشفون وجوه ابناء شعوبهم ليقتلهم القناصة من وراء حجاب .
أقسم بالله بالعظيم صادقاً بأنني حين اكتب عن جلالة سيدنا مقارنة بغيره من الزعماء ، أشعر بأن تقوى الله ومخافته أصبحت في هذا الزمن ضرورة لغوية يجب أن نغرسها ليس في عقولنا وتفكيرنا بل حتى في ضمائرنا .
وعليه فإني اعتقد جازماً بأن همالة غالبية المسؤولين في الوطن الحبيب وعدم قدرتهم على اتخاذ القرار الصائب هي من دفعت الشعب الاردني لانتظار كلمة القول الفصل من جلالة الملك ، متسائلاً : الم يحن الوقت الذي يستطيع به من يجلس على كرسي المسؤولية اتخاذ القرار الذي يصب في صالح البلاد والعباد، وترك جلالة الملك لمتابعة الملفات الاقتصادية الاصعب في حياة المسيرة الاردنية ، فلا يعقل ان يتدخل جلالة الملك في اتخاذ قرار لوقف التزايد في اطلاق العيارات النارية والذي في الغالب يتم تحت انظار رجال الضابطة العدلية.
اكتب في هذا الموضوع بعد رؤيتي لوجه جلالة الملك بالأمس .
فالناس مثل بيوت الشعر كم رجل *** منهم بالف رجل وكم بيت بديوان.