هل وجه العروبة المتهالك بقي منه ما يسقط امام الظلم الملقى على موانئ اللاعودة؟
هل سيجد احد الخطباء اقتباسا غير العار ليحاكي به دموع الرجال والثكالى واليتامى؟ هل سيطمئنهم بان الراحة في الغرق والجسد سيذاب زبدا لامواج الغسق؟
فهكذا في دساتيرهم يطمسون الحقيقة ويلعنون الزمن، ام ان الكلمات ستتبعثر منه كما تبعثر الصغير من حضن امه ساعه الغرق؟
ماذا سنحكي لاجيال ستأتي؟ اعن المجازر، والمذابح؟ اسنحدثهم عن ثورات قامت ليجني الضعيف قوته، فجنى عليه رغيف خبز بات يحلم بامتلاك كسراته تحت ازقه القصف وفي دكاكين الركام؟
ام نعيد صياغة الكلام؟
ماذا قالت تلك المرأة لصغارها قبيل الحدث؟ ربما قالت:
لا تخافوا تنتظرنا جنة بعد بضع موجات من هنا، سنجد بها حليبا ليامن، والعابا لقاسم، واقلاما لحاتم فيرسم به وطنا بلا الم قادم، وازوج فيها ياسمين قبل ان تطالها يد الغاصبين، وسنجد بها جدكم يروي لنا حواديت الغوطة والتين، ويحدثكم بها عن مريم اختي المغتالة منذ سنين، حينها استسلمت ارواحهم لضراوة البرد والحنين، ومع اخر ذرة للأكسجين غمرت ابتسامتهم مياه الحياة.
لكن بماذا شعروا قبل كلام الام؟
ألعنوا الثورة والثوار والاحرار والحكام والصحف وتجار الكلام؟ العنوا صانع القوارب التي القت بثقل غصاتهم وسذاجة افكارهم للقسوة والرياح وشواطيء تصفحوا صورها ذات مرة على امل اللعب فوق رمالها الساخنة، فاستقرت اجسادهم الباردة عليها بلا حراك.
يا ايتها الحرية المقتسمة بين البنادق والخناجر بين المدافع فوق المدافن هل اخذوا منك جزءا قبيل الرحيل؟
أحررتهم من اجتماعات الدمار ومفاوضات السراب؟ احررتهم من بترول العرب، من غاز العرب، من نساء العرب، من خمر العرب، من افتاء العرب، من كروش العرب؟ اكانت نهايتهم بالماء سببا لتطهرهم من كذب العرب وسلام العرب؟
فسلام على ارواحكم الطاهرة حين تنطق نجاسات العرب رافعة ايديها متهمة امانيكم بقتلكم لبحثكم عن غرفة كخادمة في قصور العرب.
.
.
اسماء العسود