زاد الاردن الاخباري -
الكثير من السهام توجهت عبر الأيام الماضية نحو صدور الجهاز الفني للمنتخب الوطني ولاعبيه، في ظل العرض المتواضع الذي قدموه أمام منتخب قيرغزستان، في المواجهة الثانية التي أقيمت في إطار التصفيات الآسيوية المزدوجة، وانهالت الاتهامات وسط "إطلاق نار كثيف"، سواء من خلال المواقع الالكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي أو الوسائل الأخرى، فالغالبية عاتبون على "النشامى" في ظل العرض الذي لا يليق بالمسمى، وبدا الكثير من اللاعبين وكأنهم يتعلمون أبجديات كرة القدم، وهم أنفسهم الذين كانوا قبل فترة وجيزة يضعون أقدامهم بالقرب من عتبة التأهل إلى البرازيل، ولولا صحوة الحارس شفيع أمام منتخب قيرغزستان لاهتزت الشباك بـ"جملة" من الأهداف.
صحيح أن اللاعبين يتحملون جزءا من الإخفاق لعدم القدرة على الدفاع عن أسمائهم بالدرجة الأولى ولو بصورة فردية، لكن الأهم من ذلك أن ننظر إلى صاحب الخلل بالوصول إلى هذه المرحلة، ولا أريد تسميتها بـ"المهزلة" كما كان يروق للبعض، فاتحاد كرة القدم هو المسؤول عما حصل، كيف لا وهو كان يقف عاجزا عن تجميع المنتخب الوطني ومباشرة التدريب، لعدم معرفته بموعد وصول المدرب البلجيكي بول، الذي أخل بالعقد وبدلا من الحضور في الأول من شهر تموز (يوليو) الماضي، تأخر لأكثر من 50 يوما، ولم يصل سوى قبل أيام قليلة من موعد الاستحقاق، فهل يعقل أن يخوض المنتخب مباراة مهمة من دون فترة استعداد بدرجة متوسطة على الأقل، في الوقت الذي كانت الفرصة مواتية لمباشرة الفريق بالتدريب مطلع تموز (يوليو)؟.
وكان يفترض بالاتحاد المحافظة على الاستقرار التدريبي، بعد أن استبدل 4 مدربين خلال سنة واحدة، وبالتالي الإسراع في تجميع المنتخب بقيادة المدرب السابق أحمد عبدالقادر لكونه الأدرى بجميع الخفايا، وليس خطأ إن تواجد إلى جانبه زميله عبدالله أبو زمع، المهم كان يفترض بالاتحاد مسابقة الزمن ومباشرة التدريب في ظل ركود الأندية بانتظار اقتراب موعد مسابقة الدوري، إلا أن الاتحاد انشغل بموعد حضور المدرب "الفهلوي" الذي أدار ظهره للاتحاد، وعند حضوره كان همه الحصول على مستحقاته المالية بالرغم من أن قدمية لم تطآ الأرض بعد، كذلك فإن ابعاد عبد القادر احتاج إلى تنفيذ بنود "خريطة الطريق" بين الحصول على السيرة الذاتية وإرسالها إلى بوت، مع العلم أن الأخير وصلته القائمة إلى بلجيكا بوقت مبكر من بعض الأشخاص ولم تتضمن اسم عبدالقادر، وطلب من البعض تسويق غيره في الوسائل الإعلامية، ولهذا علينا أن لا نستغرب ترهل أداء الفريق.
وبعد يفترض بالاتحاد إعادة حساباته بكيفية التعامل مع المدرب المحلي، فلا يعقل أن يخوض المنتخب الوطني مباراته الأولى في طاجيكستان التي سبقتها مجموعة من التدريبات ولم يتابعه أي أحد، في حين عندما جاء بوت ولحظة حضور رئيس الهيئة التنفيذية، تدافع الكثير صوب ستاد عمان لحضور الجرعة التدريبية، وقبلها كان بوت يطلب تغيير مقر الإقامة في الفندق، إلى آخر أكثر فخامة، بيد أن الأيام السابقة كان اللاعبون والجهاز الفني تنفرج أساريرهم بعد أن حصلوا على فندق بدرجة متوسطة، وربما كان يفترض بالاتحاد منح المدرب المحلي فرصة مواصلة الإنجاز وتوفير آلاف "اليوروهات"، وهو الذي يمر في ضائقة مالية عجز خلالها عن اصطحاب الموفد الإعلامي مع المنتخبات المسافرة كما يدعي البعض.
الغد